أحالت المصلحة الجهوية للشرطة القضائية، التابعة لولاية أمن الرشيدية، ثلاثة طلبة على وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية الذي أمر بإيداعهم السجن المحلي و متابعتهم في حالة اعتقال بتهم تتعلق ب"صنع و حيازة مشاهد إباحية و التحريض على الفساد". حكاية "الأرناك" التي اهتزت لها منطقة الصحراء الشرقية، المعروفة بالطابع المحافظ لسكانها، بدأت لدى تقدم طالبة، تنحدر من مدينة ورزازات، و تتابع دراستها بالمعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية الرشيدية، بشكاية للنيابة العامة بالمحكمة الابتدائية، تقول فيها بأنها تتعرض للابتزاز من طرف مجهول يهدد بنشر صور لها بعدما قام بتعديلها عبر تقنية "الفوطوشوب". و فور إحالة الشكاية على المصلحة الجهوية للشرطة القضائية، جندت هذه الأخيرة عناصرها للإيقاع بصاحب رقم هاتفي كانت الضحية قد توصلت منه بإحدى رسائل الابتزاز، و الذي تبيّن بعد استجوابه من طرف المحققين ألا علاقة له بقضية الابتزاز، و إن اعترف بالمقابل أنه يشك في أن صديقا له، كان قد استعار منه هاتفه للاتصال بالطالبة، هو من يقف وراء ابتزازها. إفادات سارعت على إثرها عناصر الشرطة لنصب كمين قاد إلى الإيقاع بطالب يتابع دراسته هو الآخر بالمعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية بالرشيدية، و الذي كشفت عملية استنطاقه و التحقيق معه عن مفاجأة قلبت فصول القضية رأسا على عقب… حيث فوجئ المحققون أثناء فحص الحاسوب الشخصي للطالب، بوجود أشرطة إباحية تظهر فيها صاحبة الشكاية شبه عارية و هي تقوم بحركات جنسية أمام عدسة الكاميرا، كما تم العثور على أشرطة مماثلة لطالبة ثانية بكلية العلوم و التقنيات بالرشيدية. و لدى مواجهته بالأشرطة الإباحية، لم يجد الموقوف بُدّا من الاعتراف بالحقيقة، و بأنه انتحل هوية مواطن إماراتي من أجل الإيقاع بزميلته في المعهد و طالبة كلية العلوم و إقناعهما ببعث صور و فيديوهات جنسية، قبل أن يمر بعدها للمستوى الثاني من خطته الجهنمية بابتزاز الطالبتين، مؤكدا بالمقابل أن هدفه من العملية لم يكن ماديا، بل كان يحركه إعجابه بزميلته بالمعهد. هذه التطورات حولت الملف من قضية ابتزاز إلى فصل آخر من فصول "الأرناك" الذي بات ضحاياه يسقطون، بالعشرات هنا و هناك، في شباك أفراد و عصابات منظمة تنشط في ممارسة الابتزاز والنصب الرقمي، من أجل جني الملايين، سلاحهم في ذلك تمكنهم من تصوير ضحاياهم في أوضاع خليعة و التهديد بنشر صورهم على الأنترنت. محمد فكراوي