في مسيرة نسائية على الأقدام، نزلت العشرات من نساء دوار قصر آيت دارت جماعة أوتربات بدائرة إملشيل، يوم الثلاثاء فاتح مارس 2016، إلى الشارع باتجاه عمالة إقليم ميدلت، التي تبعد عن دوارهن بحوالي 130 كلم، وذلك للتعبير عن سخطهن وتذمرهن أمام السلطات المعنية إزاء ما تتخبط فيه منطقتهم من مشاكل لا تقل عن الماء والصحة والتدفئة، وهي المسيرة التي تأتي بعد مسيرات نسائية مماثلة كانت قد انطلقت، قبل أيام قليلة، بكل من دواري تسامرت وايت إعقوب، ضد مظاهر التهميش والإقصاء الاجتماعي. وفي هذا الصدد، صدحت حناجر نساء دوار قصر آيت دارت، في مسيرتهن، بشعارات تطالب أساسا بتحريك أشغال شبكة الماء الصالح للشرب التي استبشر السكان خيرا بانطلاقها عام 2011، لتظل عالقة منذ ذلك الحين في ظروف مستفهمة ووعود عائمة، حسب مصادر متطابقة، حيث كان السكان ينتظرون إنهاء المشروع للتخفيف من معاناتهم مع العطش والبحث اليومي عن الماء. و لم يفت المحتجات التشديد على مطالبة الجهات المسؤولة بتوفير طبيب رئيسي بالمركز الصحي لجماعة اوتربات، وبالأدوية الضرورية والتجهيزات الكافية، علما بأن عدد الساكنة يفوق 7 آلاف نسمة، وفق مصادرنا من المنطقة، كما طالبت ذات المحتجات بإيجاد ما يمكن من الحلول لرفع عنهن مشاق البحث عن حطب التدفئة بين الجبال البعيدة والتضاريس الصعبة، سيما أن المنطقة معروفة بمناخها البارد وتساقطاتها الثلجية، الأمر الذي يؤدي، بين السنة والأخرى، إلى ظهور أمراض خطيرة تحدثت عنها وسائل الإعلام غبر ما مرة . وقد حاول قائد المنطقة ثني المحتجات عن مواصلة طريقهن إلى عمالة ميدلت، لكن محاولات التفاوض معهن باءت بالفشل أمام إصرارهن على استكمال مسيرتهن وتحديهن أجواء البرد القارس، وذلك إلى حين قطعهن مسافة طويلة، حيث تمكن، بعد عدة ساعات، من إقناعهن بالعودة إلى منازلهن عبر وعدهن بحل مشاكلهن في غضون أسبوعين على الأكثر، بينما لم يفت المحتجات التلويح بالعودة للاحتجاج في حال عدم ترجمة الوعود إلى حيز التطبيق.