عاد أزيد من 1000 شخص من سكان إملشيل وجماعة بوزمو بإقليم ميدلت من مسيرتهم الاحتجاجية التي توقفت في نقطة أيت هاني (حوالي 20 كيلومترا عن تنغير)، في انتظار ما سيسفر عنه اللقاء الذي جمع لجنة من المحتجين بمسؤولين بإقليم ميدلت، والذي تقرر بناء عليه وقف المسيرة بعد التوصل إلى حلول وصفتها مصادر من اللجنة بأنها «ترقيعية» ولم تصل إلى سقف انتظاراتهم، غير أنها ستحل نسبيا بعض مشاكل السكان، وستقلص من حجم معاناتهم من أجل قضاء بعض الأغراض الأساسية، خاصة المتعلقة بتوفير قاض للتوثيق بالمنطقة، والذي تقرر أنه سيلتحق كل أسبوع بجماعة بوزمو. وأضاف المصدر نفسه أن الحل الذي تم تقديمه للجنة بخصوص تأمين طبيب قار بالجماعة تبين أن هذه النقطة «صعبة التحقيق»، حيث أكدت الجهات المسؤولة أن أغلب الأطباء يرفضون الاستقرار بهذه المنطقة نظرا للطبيعة القاسية بها وصعوبة التنقل من جهة أخرى، إلا أن الحل الذي تم التوصل إليه هو تأمين انتقال طبيب من إملشيل إلى بوزمو يوما واحدا في الأسبوع. كما أكد المصدر نفسه أنه بخصوص النقطة المتعلقة ببناء إعدادية فإن أشغال بنائها ستنطلق ابتداء من غد الأحد. وأكد المصدر نفسه أن السكان غير راضين تماما عن هذه الحلول غير أنه تم القبول بها في انتظار تحقيقها على أرض الواقع. وتعتزم لجنة السكان المحتجين إجراء لقاءات دورية كل ثلاثة أشهر للوقوف على ما تحقق وما لم يتحقق، وأنه بناء على مدى التزام الجهات المعنية بما قدمته يمكن للمسيرات أن تنطلق من جديد إلى أن تتحقق مطالب سكان هذه المناطق التي يصعب العيش بها. يذكر أن المسيرة الشعبية للسكان شارك فيها سكان 13 دوارا من هذه المنطقة احتجاجا على أوضاعهم، ومن بينها أيت علي ويكو، تيغرمت، بوزمو، تيسيلة، سونتات، تورفطيط، ألمغو، أيت عمر، تامستيرت، أقديم، تيماريين، أكدال.. للمطالبة برفع ما وصفوه ب«الحكرة» بسبب غياب أبسط ظروف العيش بهذه المناطق التي يعيش سكانها «تحت الصقيع»، بما في ذلك غياب التطبيب وارتفاع ثمن حطب التدفئة وعدم توفير تعليم جيد لأطفالهم، وغياب قاض للتوثيق بالمنطقة والعدول. كما ندد السكان بغياب سيارة الإسعاف. وأضاف المصدر نفسه أن الظروف «القاسية جدا» التي يعيش فيها هؤلاء السكان هي التي أملت عليهم الخروج عن صمتهم والاحتجاج حتى يصل صوتهم ومعاناتهم إلى جميع الجهات المسؤولة، إذ إن أبسط ما يعاني منه هؤلاء السكان الآن هو البرد القارس الذي لا يجدون وسيلة للتخفيف من حدته بسبب ندرة حطب التدفئة وغلائه، خاصة أنه لا يقدم لهم الدعم في هذا الإطار ويضطرون إلى اقتنائه ب 1200 درهم للطن. وللإشارة فقد نظم المحتجون مسيرة على الأقدام الأسبوع قبل الماضي في اتجاه عمالة تنغير بعد أن لم تتم الاستجابة لمطالبهم من لدن الجهات المسؤولة بميدلت، حيث توقفت بجماعة أيت هاني وتم استقبالهم من طرف عامل تنغير الذي وعد بالتوسط من أجل حل مشاكلهم.