أجمعت الأحزاب السياسية بمكناس عن رفضها المطلق لقرار نقل المناظرة الوطنية للفلاحة من مكناس إلى الجديدة، كما رفضت فصلها عن الملتقى الجهوي للفلاحة المنظم هذه السنة تحت شعار « تدبير الموارد من أجل فلاحة ناجحة ومستدامة « وطالبت بإصدار بلاغ يؤكد الإبقاء على تنظيم المناظرة بمكناس لطمأنة ساكنتها، التي اكتوت بنار تهريب جل التظاهرات والمهرجانات التي احتضنتها وعرفت نجاحات، بدءا من مهرجان الفرس وصولا إلى المناظرة الوطنية للفلاحة مرورا بالمهرجان الوطني للمسرح . هي مجمل ما تطرق إليه ممثلو 6 أحزاب ( الاستقلال – الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية – حزب التقدم والاشتراكية – الاتحاد الدستوري – العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة ) الذين تناوبوا على الميكروفون خلال المهرجان الخطابي الذي نظمته هذه الهيئات بساحة لهديم وتابعته فئات عريضة من مختلف شرائح ساكنة مكناس على الرغم من الشمس الحارقة. وفي معرض تدخلاتهم أيضا، ذكر كل واحد منهم بالتاريخ المجيد لمكناس وعراقتها ومؤهلاتها الحضارية والثقافية إلى جانب مؤهلاتها الاقتصادية والسياحية التي يجب فقط استغلالها لترتقي مكناس إلى مكانتها الحقيقية، ولم يفوت ممثلو الأحزاب السياسية الفرصة دون التذكير بمقاومة نساء ورجال مكناس الأشاوس وضواحيها، للمستعمر، وارتباط ساكنتها بمعركة وادي بوفكران الشهيرة المعروفة بمعركة الماء لحلو. وعن خلفيات نقل المناظرة الوطنية للفلاحة من مكناس إلى الجديدة، تحدث كل من موقعه، عن ملابسات وحيثيات هذا القرار، وتطورات هذه القضية التي أصبحت حديث الخاص والعام، وباتت تؤرق ساكنة عاصمة المولى إسماعيل والأقاليم المجاورة لها، ما لم يصدر بلاغ رسمي يؤكد الإبقاء عليها بمكناس. كما اعتبروا نقلها من مكناس « حكرة « لا مثيل لها، وضياع أزيد من 20 ألف منصب شغل الذي تستفيد منه المدينة وضواحيها، في الوقت الذي أراد فيه جلالة الملك إعطاء مكناس دفعة قوية ترتقي بها إلى مصاف المدن العالمية في المجال الفلاحي والصناعة الغذائية بتنظيمها لهذه التظاهرة. وانتهزت الهيئات السياسية المنظمة للمهرجان الخطابي الفرصة للمطالبة بإرجاع المهرجان الوطني للمسرح إلى مكناس باعتبار مكانتها في مجال المسرح منذ القدم كتابة وأداء وإخراجا.