أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، أن معركة ماء بوفكران سنة 1937 شكلت "حدثا معززا لمسار الحركة الوطنية وحركتها النضالية والاحتجاجية، التي جاءت متزامنة مع سلسلة من المواقف التاريخية التي شهدها المغرب مطلع الثلاثينيات من القرن الماضي". وأضاف الكثيري، خلال مهرجان خطابي نظمته، أول أمس الاثنين، بمكناس، المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، أن هذه المعركة التي تعرف، أيضا، بمعركة "الماء الحلو" ستظل محطة مشرقة في مسلسل مناهضة الوجود الاستعماري ومواجهة أطماعه التوسعية والتصدي لمحاولاته الرامية لإحكام القبضة على البلاد والاستئثار بثرواتها وخيراتها، مذكرا أن مدينة مكناس وضواحيها، كانت في مستهل شهر شتنبر من سنة 1937، مسرحا لانتفاضة شعبية عارمة ضد تحويل مياه بوفكران نحو ضيعات المعمرين ومصادرة حق السكان الأصليين في سقي أراضيهم. واعتبر المندوب السامي أن انتفاضة ماء بوفكران تشكل فرصة سانحة "لاستحضار أطوار الجهاد المقدس الذي خاض أطواره العرش والشعب ضد الوجود الاستعماري واستلهام ما تختزنه هذه المناسبة الوطنية من دلالات رمزية وأبعاد عميقة للملاحم البطولية والأمجاد التاريخية الطافحة بالدروس، والعبر التي ما أحوج الأجيال المتعاقبة إلى التحلي بشمائلها والنهل من أقباسها والاهتداء بما تكتنزه من دروس وعبر في معركة البناء والنماء التي يرعاها صاحب الجلالة الملك محمد السادس". وأبرز أن إحياء هذه الذكرى التاريخية يشكل مناسبة سانحة وفرصة مواتية لتكريم أبناء الحاضرة الإسماعيلية، معتبرا أن مدينة مكناس أبانت عن أدوار بطولية مجيدة أربكت مخططات الوجود الاستعماري بها فكانت تتويجا للمقاومة الشرسة التي خاضها المجاهدون بالمدينة ونواحيها منذ احتلالها سنة 1911 من طرف الجنرال (مواني)، والتي سجلت خلالها قبائل المنطقة صفحات بطولية خالدة من المقاومة لقبائل بني مطير وكروان وعرب سايس ضد قوات المستعمر. وعرف هذا الحفل إلقاء كلمات وشهادات استحضارا لحدث هذه الانتفاضة الشعبية التاريخية واستجلاء لمضامينها ومعانيها العميقة. وتم بهذه المناسبة، تكريم صفوة من المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير بمدينة مكناس، وكذا منح شهادات تقديرية ل11 طالبا من الفائزين في مسابقة أحسن البحوث الجامعية المرتبطة بتاريخ الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، ومنح إصدارات تاريخية لخزانتي المؤسستين السجنيتين تولال 1 وتولال 2. كما تم بالمناسبة ذاتها، إطلاق اسم 2 شتنبر على أحد شوارع مدينة بوفكران، الذي كان يحمل سابقا اسم شارع ابن بطوطة.