أكد السيد مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أن تخليد ذكرى انتفاضة مياه بوفكران فرصة لاستحضار أطوار الجهاد المقدس الذي خاض أطواره العرش والشعب ضد الوجود الاستعماري. وأبرز السيد الكثيري في كلمة ألقاها مساء أمس بمكناس بمناسبة تخليد الذكرى ال74 لأحداث معركة ماء بوفكران (2 شتنبر 1937) التي أحيتها أسرة المقاومة أن المناسبة أيضا فرصة لاستلهام ما تختزنه ومثيلاتها من دلالات رمزية وأبعاد عميقة للملاحم البطولية والأمجاد التاريخية الطافحة بالدروس والعبر وأسمى قيم النبل والشهامة. واعتبر أن الأجيال الصاعدة والقادمة في حاجة ماسة إلى التحلي بشمائل هذه الأمجاد والنهل منها واقتباس ما تكتنزه من عبر في معركة البناء والنماء للارتقاء بالمغرب في مدارج التقدم والازدهار وإرساء دعائم دولة المؤسسات والمجتمع الديمقراطي. وأكد من جهة أخرى أن أسرة المقاومة وهي تخلد هذه المناسبة تثمن مضامين الدستور الجديد الذي تمت المصادقة عليه خلال الاستفتاء الشعبي لفاتح يوليوز الماضي، وتسجل باعتزاز مدى التفاعل الإيجابي والتجاوب المسؤول لكافة شرائح الشعب المغربي. كما جدد موقف أسرة المقاومة الثابت من قضية الوحدة الترابية بالتأكيد على مغربية الصحراء ،مبرزا أن هذا الحق المشروع لن تنال منه مناورات الخصوم وحسابات المتربصين ومن يدور في فلكهم فيما سيظل المغرب متمسكا بروابط الإخاء وحسن الجوار والدفع في اتجاه بناء الصرح المغاربي. وبعد ذلك تناوب على منصة الخطابة عدد من المتدخلين أبرزوا الأحداث التي ميزت هذه المعركة الخالدة التي خاضها أبناء العاصمة الاسماعيلية بقوة الإيمان ،مسجلين أروع صور الذود عن حياض البلاد والحفاظ على عزتها وكرامتها إلى أن تحققت إرادة الشعب. وتميز الحفل الذي حضره بالخصوص والي جهة مكناس-تافيلالت عامل مكناس السيد محمد فوزي، وعدد من أسرة المقاومة بالجهة ورؤساء المصالح الخارجية وشخصيات مدنية وعسكرية، بتكريم صفوة من رجال أسرة المقاومة وجيش التحرير المنتمين لمكناس والذين تسلموا دروعا تقديرية ،وتمت الإشادة بما قدموه من تضحيات دفاعا عن مقدسات الوطن ومقوماته ومشاركتهم الفعالة في معركة الاستقلال والتحرير. كما تم توزيع شواهد الاستفادة من بقع أرضية وشقق سكنية اقتصادية ومساعدات مالية على بعض المنتمين لأسرة المقاومة في إطار العناية بهم ودعمهم. وشكل الحفل الذي نظم بتعاون مع ولاية مكناس-تافيلالت والجماعة الحضرية بمكناس، فرصة للتنويه بنخبة من الطلبة الباحثين المهتمين بمجال الذاكرة التاريخية الذين فازوا في مسابقة أجود البحوث التاريخية المرتبطة بملحمة الكفاح الوطني والمقاومة والتحرير التي دأبت المندوبية السامية على تنظيمها كل سنة تشجيعا للبحث العلمي في ميادين وحقول التاريخ الوطني وترسيخا لأواصر الشراكة والتعاون التي تربطها بقطاع التربية الوطنية والتعليم العالي.