أحيت أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير ، أمس الخميس بمكناس ، الذكرى ال73 لمعركة "ماء بوفكران" البطولية التي تعد معلمة تاريخية بارزة في مسيرة الكفاح الوطني من أجل تحقيق الاستقلال. وتميز حفل إحياء ذكرى هذه المعركة الخالدة، الذي نظمته المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بتنسيق مع ولاية جهة مكناس-تافيلالت وعمالة مكناس ، ببرنامج خطابي ألقيت فيه كلمات وقدمت فيه شهادات استحضرت المواقف البطولية المرتبطة بهذا الحدث التاريخي وأبرزت الدروس المستخلصة منها. واعتبر السيد مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ، في كلمة بالمناسبة ، أن ذكرى معركة ماء بوفكران التي تعد من بين أغلى المناسبات، محطة تاريخية هامة في مسيرة الجهاد من أجل عزة الوطن وكرامته وذروة التصدي لأطماع المستعمر. وأضاف السيد الكثيري أن هذه الملحمة الخالدة التي خاضها المكناسيون جراء تعسف الإدارة الاستعمارية وضد أطماع المعمرين المستوطنين الذين حولوا مياه بوفكران لصالحهم وصادروا حق السكان في سقي أراضيهم، اهتزت لها كل أركان المدينة حيث شارك فيها النساء والرجال بكل قوة وعزيمة، فكانت معركة شاهدة على مقاومتهم ودفاعهم عن الاستقلال. وسجل أن تخليد ذكرى هذه المعركة مناسبة لإبراز ما تختزنه من دروس وعبر لتستفيد منها الأجيال والاقتداء بها وجعلها نبراسا للتمسك بروح الوطنية والدود عن الوطن ومقدساته وبناء صرح المجتمع التنموي تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس. كما تميز الحفل بكلمة مجلس جهة مكناس-تافيلالت التي جددت التأكيد على أهمية حدث "ماء بوفكران" أو "معركة الماء الحلو" كما يسميها أهل مكناس، معتبرة أن المشاركة في الاحتفال بهذه الذكرى سنويا سنة محمودة لصون الذاكرة المغربية واستلهام الدروس والعبر من خلال مواطنين مخلصين لم تزدهم المجزرة المرتكبة في المعركة إلا إصرارا وصمودا. وتم خلال هذا الحفل الذي حضره بالخصوص والي جهة مكناس-تافيلالت عامل عمالة مكناس السيد محمد فوزي وعدد من المندوبين وأفراد من أسرة المقاومة، تكريم صفوة من المقاومين وذلك وفاء لأعمالهم وتقديرا لتضحياتهم الجسام حيث قدمت لهم دروع تذكارية تحمل عبارات التقدير والامتنان بعد تقديم شهادات في حقهم تبرز إسهاماتهم في الحركة الوطنية.