خلدت أسرة المقاومة ومعها سكان إقليمالعيون، اليوم الاثنين ،الذكرى ال 53 لمعركة الدشيرة المجيدة التي تصادف الذكرى ال35 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الصحراء المغربية، لاستحضار ما يزخر به تاريخ المقاومة الوطنية وجيش التحرير من مظاهر الوحدة والتلاحم بين المغاربة من أقصى تخوم الصحراء الى أقصى الشمال في مواجهة الاستعمار الأحنبي. وقد خاض أفراد المقاومة وجيش التحرير معركة الدشيرة يوم 13 يناير 1958، بموقع تحمل اسمه يقع على بعد حوالي 25 كلم شرق مدينة العيون، ضد واحد من أهم الفيالق الإسبانية الذي كان مزودا بأفتك الأسلحة والعتاد الحربي. وبهذه المناسبة، أبرز السيد مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، خلال مهرجان خطابي نظم مساء اليوم بقصر المؤتمرات بالعيون، أن إحياء ذكرى معركة الدشيرة وذكرى جلاء آخر جندي أجنبي عن الصحراء المغربية تشكل مناسبة لاستحضار جليل الخدمات وجسيم التضحيات التي قدمها الشعب المغربي في سبيل نصرة القضية الوطنية ومناهضة الاستعمار الأجنبي. وأضاف ان "معركة الدشيرة الخالدة ،التي خلفت 600 قتيلا وعددا لا يحصى من الجرحى في صفوف قوات الاحتلال، تعد معلمة تاريخية وازنة ومتميزة ومنارة وضاءة في مسيرة الكفاح من أجل تحقيق الوحدة الترابية واستكمال الاستقلال الوطني" . واستعرض السيد الكثيري بهذه المناسبة مراحل وأطوار الكفاح ،الذي خاضه الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد والذي توج باسترجاع الاقاليم الجنوبية إلى حظيرة الوطن بعد المسيرة الخضراء المظفرة في السادس من نونبر من سنة 1975 وجلاء اخر جندي عن هذه الاقاليم يوم 28 فبراير من سنة 1976 . وأكد السيد الكثيري استعداد أسرة المقاومة وجيش التحرير وتعبئتها الشاملة من أجل صيانة الوحدة الترابية وتثبيت المكاسب الوطنية والدفاع عن وحدة الوطن ،مجددا تأييدها للمبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع للأقاليم الجنوبية تحت السيادة المغربية. وذكر السيد الكثيري في هذا اللقاء بالمكاسب التي تحققت لفائدة أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير لتحسين أوضاعها المادية والاجتماعية والعناية بأبنائها في مجال التشغيل الذاتي والعمل المقاولاتي . وأبرزت باقي التدخلات أن معركة الدشيرة تعد من بين الملاحم البطولية التي ستظل منقوشة في ذاكرة الاجيال المتعاقبة، مشيرين إلى أن تخليد هذه الذكرى يشكل مناسبة لهذه الاجيال لاستلهام الدروس والعبر في مسيرات الحاضر والمستقبل صيانة لمقدسات الوطن ودفاعا عن وحدته الترابية . وتوج هذا اللقاء، الذي حضره بالخصوص العامل المكلف بالكتابة العامة بولاية جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء السيد حميد الشرعي ،بتوزيع إعانات ومساعدات مالية على قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وذوي الحقوق بلغت قيمتها الإجمالية 206 ألف درهم استفاد منها 114 منتميا ومنتمية،وتكريم 15 آخرين منهم . وكان المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير قد قام صباح اليوم، رفقة والي الجهة عامل اقليمالعيون السيد خليل الدخيل وعدد من أعضاء المقاومة وجيش التحرير والمنتخبين وشخصيات أخرى، بزيارة مقبرة الدشيرة حيث ترحموا على شهداء هذه المعركة البالغ عددهم 12 شهيدا . وأعطى السيد الكثيري بهذه المناسبة بمدينة العيون انطلاقة أشغال تهيئة الطريق الدائرية عبر سد الساقية الحمراء على طول 3ر2 متر بغلاف مالي يصل الى 4 ملايين درهم وبناء وتمديد شبكة الكهرباء وبناء وتهيئة نافورة بساحة الدشيرة . وتفقد السيد الكثيري ورش بناء المتحف الجهوي لفائدة قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير الذي يتم انجازه على مساحة إجمالية تصل الى 529 متر مربع وباعتمادات تتجاوز قيمتها 2 مليون و 280 الف درهم .