مباشرة بعد الإعلان عن قرار وزارة أخنوش، القاضي بنقل المناظرة الوطنية للفلاحة من مدينة مكناس صوب الجديدة، بادرت مجموعة من الأحزاب السياسية بالمدينة الاسماعيلية، وهي: الاتحاد الاشتراكي، حزب الاستقلال، الأصالة والمعاصرة، الاتحاد الدستوري، العدالة والتنمية، التقدم والاشتراكية، إلى عقد اجتماع بقاعة الاجتماعات ببلدية مكناس مساء الجمعة 26 فبراير المنصرم، من أجل التشاور حول قرار الحكومة نقل المناظرة التي كانت تنظم ضمن فعاليات الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس. وقد عبرت الأحزاب المذكورة عن استغرابها لما يستبطنه من نظرة دونية واحتقارية للمدينة، معلنين عن استنكارهم الشديد ورفضهم البات لنقل أو تهريب المناظرة الوطنية للفلاحة إلى مدينة أخرى، مسطرين برنامجا نضاليا، استهلوه بإصدار بيان يطالب بالتراجع الفوري عن القرار تتوفر "الأحداث المغربية" على نسخة منه، مهيبا "البيان" بكل الطاقات والغيورين على المدينة إلى اليقظة ورصّ الصف صيانة لمكتسبات المدينة ودفاعا عن مكانتها في النسيج الاقتصادي الوطني، وعبرت الهيئات السياسية المومأ إليها عن استعدادها لخوض كافة الأشكال النضالية المشروعة للدفاع عن حق المدينة في الاستفادة من العدالة الاستثمارية بما يحافظ على جاذبيتها، ومساهمتها في تنشيط الدورة الاقتصادية، محليا وإقليميا وجهويا ووطنيا.
وضمن مسلسلها النضالي الذي سطرته الأحزاب السياسية المبادرة، عُقدت بعد عصر الثلاثاء فاتح مارس، ندوة صحفية بقاعة الاجتماعات ببلدية مكناس، شارك فيها جل وسائل الاعلام المحلية والجهوية والوطنية بمختلف أشكالها، بالاضافة إلى لجنة تضم ممثلي الاحزاب السياسية، لقاء صحافيا عبر فيه كل المشاركين والفاعلين عن غيرتهم وحبهم لمدينتهم مكناس، كما لم تخل من بعض التلاسنات و الاشارة بأصابع الاتهام لأطراف سياسية معينة بتهريب المناظرة، كما ذهب آخرون إلى اعتبار نقل المناظرة نحو الجديدة ضرب لحزب العدالة والتنمية بمكناس الذي يسيرها البرلماني البيجيديّ عبد الله بوانو، في حين ومن شدة سخطه عن الوضعية التي آلت إليها المدينة، أكد أحد المتدخلين أن اختيار الجديدة لاحتضان هذا الحدث المهم، كان صائبا، متحججا بكون مكناس لا تستفيد منها، بعكس الجارة فاس التي تستقطب فنادقها ومحلاتها التجارية جل الزوار والضيوف، مصرحا بملئ شدقيه "مكناس مافيديهاش"، كثُرت التدخلات والأسئلة والاقتراحات لإعادة المناظرة، وكثُر معها الخطاب الحماسي والتغني بأمجاد وتاريخ المدينة، الذي افتقدته بتواطئ أبنائها و بعض رجالات الدولة. ضاربين الموعد إلى يوم الأربعاء لتنظيم مهرجان خطابي بساحة الهديم لتجسيد النقطة الثالثة من برنامج الأحزاب السياسية المذكورة النضالي في انتظار الإعلان عن أشكال نضالية أخرى كما ذكرت في ورقة تقديمية. محمد بنعمر/ روشدي التهامي