تلقى الفاعلون الاقتصاديون بمدينة مكناس بامتعاض واستياء كبيرين، خبر نقل المناظرة الوطنية للفلاحة التي تقام كل سنة قبل انطلاق فعاليات الملتقى الوطني للفلاحة، ما شكل ضربة موجعة للحركة الاقتصادية بشكل عام والسياحة على وجه الخصوص التي تنتعش بشكل كبير حيث تستقطب هذه المناظرة عددا كبيرا من الشخصيات البارزة من رؤساء دول ووزراء من كل بقاع العالم، تستغلها المدينة لترويج منتوجها السياحي والثقافي وفرصة لإبراز مؤهلاتها في شتى المجالات ما جعلها محط اهتمام كبير، ليس من العارضين في الملتقى الدولي للفلاحة فقط بل محجا لمستثمرين ساهموا إلى حد ما في إنعاش فرص الشغل خصوصا في مجال الصناعة الغذائية. هذا وبعد نقل مهرجان الفرس إلى مدينة الجديدة، والمهرجان الوطني للمسرح إلى تطوان وإلحاق مكناس بجهة فاس بعد أن كانت عاصمة الجهة، جاء الدور على المناظرة التي اعتبرتها بعض الفعاليات السياسية والاقتصادية في القطاع السياحي على وجه الخصوص وناشطون في المجتمع المدني، تهريبا في واضحة النهار، ومقدمة لوضع آخر مسمار في نعش الحركة الاقتصادية لمكناس. واعتبر فاعلون اقتصاديون أن هذا النقل لتظاهرة من هذا الحجم يعد صدمة تنضاف إلى الصدمات السابقة، بينما اعتبرها البعض الأخر «حكرة» في حق عاصمة المولى إسماعيل التي تم تصنيفها تراثا إنسانيا. وتساءل بعضهم: أين ممثلو المدينة في البرلمان بغرفتيه والمؤسسات المنتخبة محليا وجهويا وفاعلين اقتصاديين.؟ أسئلة كثيرة تراود الغيورين على «باريس الصغيرة « كما كان يسميها المعمر ، غيورون ما بيدهم حيلة ولا حول ولا قوة لهم بعد أن ابتلوا بانتهازيين ومتسلطين وانتفاعيين اغتنوا من الريع دون أن يقدموا قيد أنملة لهذه المدينة المعطاءة.