أكد الحبيب المالكي، رئيس اللجنة الإدارية الوطنية وعضو المكتب السياسي وبرلماني إقليمخريبكة،»أن ما يميز الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عن باقي الأحزاب الأخرى، هو التنظيم من أجل التواصل مع المواطنين». جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال حفل افتتاح المقر الجديد للحزب ببوجنيبة، أوضح فيها أن «السياسة فكر وتحليل وتواصل مع المواطنين، وأن سياسة المقاهي مآلها الفشل، وبالتالي يجب الإنصات للمواطنين ولهمومهم ولتطلعاتهم»، مؤكدا «أن على المواطنين ممارسة حقوقهم في التصويت بدون أي إكراه». الكلمة اعتبرها المتتبعون للشأن المحلي، خارطة طريق للمرحلة المقبلة في الممارسة السياسية خاصة عندما تناول العمل الحزبي بالمغرب بالتحليل، مشيرا إلى «أن إيمان حزب الاتحاد الاشتراكي بضرورة تخليق الحياة السياسية وانخراط الشباب في العمل السياسي كل من موقعه، هو ما يدافع عنه حزبنا منذ زمان»، مضيفا «أن التكوين معطى أساسي، وذلك ما كان يقوم به الحزب من أجل أن يتعلم المناضل التحليل والمعرفة، و أن تاريخ الحزب لا يمكن لأحد أن ينكره، فالاتحاد الاشتراكي كان ولايزال مدرسة للأطر الحزبية». الحبيب المالكي، وفي معرض اقتراحه وسائل اشتغال وآليات العمل، اقترح تنظيم جامعة جهوية على مستوى جهة بني ملالخنيفرة من أجل تكوين المسؤولين و المسؤولات، مشيرا إلى «أن البرامج المحلية والإقليمية و الجهوية يجب أن توضع وفق حاجيات المواطنين، وذلك يتطلب معرفة التشكيلة الاجتماعية لضبط الحاجيات». و«ينبغي أن يكون برنامج العمل محددا في الزمن وبإشراك الجميع». كما شدد أيضا على ضرورة التواصل مع الأحزاب السياسية الأخرى من أجل تشكيل جبهة للدفاع عن حقوق المواطنين، وبشكل خاص الحق في الشغل، وخاصة بين فئة الشباب داخل الإقليم، مضيفا أنه ينبغي تأسيس تنسيقية تجمع كل مكاتب فروع المعطلين من أجل تقوية جبهة الدفاع عن الحق في الشغل. وأكد الحبيب المالكي بأن «الحكومة الحالية لا تتوفر على رؤية واضحة في مجال التشغيل، وأن حزب الاتحاد الاشتراكي مستعد لطرق الأبواب وبشكل خاص لدى إدارة مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، علما بأن الحكومة أغلقت جميع أبواب التوظيف»، مضيفا «أن الحزب مافتئ يحتج على تلك السياسة التي أجهضت أحلام الشباب وآمالهم». وفي علاقة بالوضع السياسي بالبلاد، أوضح الحبيب المالكي» أن الحزب الذي يقود الحكومة الحالية حصد أصوات فئة من الناخبين باستعمال الدين، مدغدغا مشاعر فئة من المواطنين، وهو ما جعل الحزب يبعث برسالة إلى الحكومة من أجل إصلاح منظومة الانتخابات»، لكن المثير، بحسب الحبيب المالكي، أن الحزب الذي ناهض حركة 20 فبراير والتي خلدت الذكرى الخامسة على خروجها للشارع - وكانت تطالب بنفس مطالب حزب الاتحاد- هو الذي وصل إلى تدبير الشأن العام بعد الانتخابات البرلمانية لما بعد دستور 2011». وأضاف الحبيب المالكي أن مدينة بوجنيبة ستكون نموذجا يحتذى به داخل الإقليم ، نظرا للمعارك النضالية التي عاشتها المدينة من أجل تحقيق تلك النتائج المهمة خلال الاستحقاقات الأخيرة والتي خولت الحزب تدبير شؤونها. وواصل عضو المكتب السياسي «أن الانتخابات التشريعية على الأبواب، وبفضل التنظيم الحزبي سيتقوى الحزب ليكون جاهزا رغم استغلال البعض لسلطة الدين والمال» ، مضيفا «أنه إذا كان هناك من يدعي أن السياسة والعمل الحزبي في المغرب قد ماتا ، فإننا نعتبر أنه طرح خطير على مستقبل البلد؛ ونعتقد أن غياب الديمقراطية هو الذي قد يؤدي إلى عدم الاستقرار» ، مؤكدا «أن هناك ضرورة لوجود الأحزاب من اجل ضمان الاستقرار، وأن غيابها يؤدي إلى إشاعة الفوضى، ونفس الشأن بالنسبة للنقابات والجمعيات». وختم كلمته بالقول بأن المعركة القادمة صعبة وأنه يجب التحضير لها بشكل جدي ومسؤول. حدث افتتاح المقر الجديد للحزب بالمدينة حضره مسؤولون حزبيون من أبي الجعد ووادي زم و خريبكة و بوجنيبة ، من النساء الاتحاديات والشبيبة الاتحادية ومختلف القطاعات الحزبي، وأشرف على تسيير الجلسة الشرقي معانيد، وتناول الكلمة مجموعة من المناضلين حيث رحب مصطفى الشريكي، كاتب فرع الحزب ببوجنيبة ومستشار اتحادي بالمجلس، بالحاضرين، واعتبر أن اللقاء مهم وتاريخي بحضور عضو المكتب السياسي. كما تدخل الصديق الهجري رئيس المجلس البلدي وشكر الجميع على الحضور، الذي اعتبره تشريفا للفرع ولكل مكونات الحزب ببوجنيبة. إدريس سالك، الكاتب الإقليمي للحزب، في كلمته بالمناسبة، استعرض مختلف أنشطة الكتابة الإقليمية منها: تجديد فروع الحزب بكل من المعادنة وقصبة لطرش وأولاد عيسى وأولاد فتاتة ووادي زم وأبي الجعد، وافتتاح المقر الجديد لوادي زم. كما وقف مطولا عند الحركات الاحتجاجية العديدة في الإقليم والتي يصل عددها إلى 17 حركة. وعرف اللقاء أيضا تدخل عدد من المناضلين، الذين طرحوا مجموعة من القضايا، منها الحركات الاحتجاجية، ومنجزات الحزب بالإقليم، والبرنامج المرحلي الإقليمي، وتشغيل أبناء المتقاعدين الفوسفاطيين، ومعارك الكرامة بمدينة خريبكة مرورا بالتدخل العنيف للقوات العمومية ضد الشباب الذي كان يطالب بالتشغيل واعتقال 30 شابا ذنبهم الوحيد هو الدفاع عن حقوقهم، مع الإشارة للمساطر الغيابية التي تهددهم بشكل يومي والى يومنا هذا.