قبل أربعة أيام من بدء التصويت في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركية، لا شيء يبدو محسوما بين مرشحي الحزبين الجمهوري والديموقراطي، والدراما الترامبية ما زالت حاضرة، إذ قرر مرشح الصدارة بين الجمهوريين دونالد ترامب، فتح معركة مع محطة »فوكس نيوز« التلفزيونية والانسحاب من مناظرة أمس، فيما استقبل الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض، المرشح الاشتراكي بيرني ساندرز، في ظل تراجع أرقام هيلاري كلينتون في أيوا. ترامب الذي بنى شعبيته منذ دخوله السباق في يونيو على إثارة الجدل والتجريح بالأقليات، وصلت آخر ضرباته محطة »فوكس نيوز«، بإعلانه الانسحاب من مناظرتها المتوقعة أمس، وهي الأخيرة قبل الاقتراع في أيوا الإثنين المقبل. وجاء انسحاب »الدونالد« بعد رفض المحطة استبدال المحاوِرة في المناظرة ميغن كيلي بشخصية أخرى، بناء على طلب ترامب، ولامتعاضه من الصحافية اللامعة وأسئلتها الهجومية. وأبلغ كوري لواندواسكي مدير حملة ترامب الصحافيين بعد مؤتمر صحافي مشحون عقده الأخير، بأن المرشح الأوفر حظا لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة، لن يشارك في المناظرة في منطقة دي موين بولاية أيوا، وتساهم في استضافتها شركة غوغل. وخلال المؤتمر الصحافي الذي سبق كلمة أمام حشد كبير في مدينة مارشال تاون بولاية أيوا، عبر ترامب عن انزعاجه من قرار »فوكس نيوز« إبقاء كيلي كمحاوِرة خلال المناظرة. وكانت أثارت غضبه بسبب الأسئلة التي وجهتها إليه خلال مناظرة في غشت الماضي، خصوصا حول »مشكلته« مع النساء، وسر انتقاله إلى الحزب الجمهوري حديثا. كما أبدى ترامب استياء من بيان »فوكس نيوز« الذي صدر ليلة الإثنين، وجاء فيه أن على ترامب »أن يدرك عاجلا أم آجلا أنه لا يحق له اختيار الصحافيين... وإننا مندهشون جدا من إبدائه هذا المقدار من التخوف من أن تطرح عليه كيلي أسئلة«. وتساءل البيان عما قد يفعله ترامب في حال التقى مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، »فهل ينسحب من هناك أيضا؟«، واتهمه منافسه تيد كروز بالخوف من كيلي. أما المحاوِرة، فاعتبرت أن ترامب «معتاد على الهيمنة على الجميع، وفي هذه الحال لا تمكنه السيطرة على الإعلام». وتعد محطة «فوكس نيوز» الأكثر شعبية في الولاياتالمتحدة، وتشاهدها غالبية الجمهوريين ، لذلك تساءل مراقبون عن تأثير قرارها على حظوظ ترامب، الذي يتقدم اليوم على كروز بفارق ضئيل لا يتعدى نقطتين في الولاية. أما في الصف الديموقراطي، فيتّجه المرشحان السناتور ساندرز ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون الى معركة كسر عظم في أيوا، مع تعادلهما في الاستطلاعات بعدما كانت السيدة الأولى سابقا متقدمة بهامش مريح قبل شهر. واستقبل أوباما المرشح ساندرز أول أمس في لقاء مغلق في المكتب البيضاوي استمر أربعين دقيقة ، وجاء بعد مقابلة للرئيس الأميركي مطلع الأسبوع أشاد فيها برصيد كلينتون، وأعطى انطباعا بأنها المرشحة المفضلة لديه. من هذا الباب ارتأى البيت الأبيض منح أوباما بعض الحياد في السباق، علما أنه التقى كلينتون مرتين في الشهور الثلاثة الماضية. وسيعتمد الفوز في أيوا، التي تصوت من خلال التجمّعات وليس الاقتراع المباشر، على نسب الإقبال لكل من المرشحين. ويعتمد ساندرز على فئة الشباب والليبراليين المعجبين بمواقفه اليسارية، فيما تعوّل كلينتون على النساء والأقليات. وستكون أيوا الامتحان الأول لترامب لقياس شعبيته وقدرته على الفوز، فيما يستند كروز إلى أصوات الإنجيليين واليمين المتشدد. أما جيب بوش، فتراجع إلى المركز الرابع في الأسابيع الأخيرة، مع صعود السيناتور ماركو روبيو الى المركز الثالث. وستلعب أحوال الطقس دورا أساسيا في نسب الإقبال وتحديد اسم الفائز.