احتفت الجمعية الوجدية لرياضة حمام السباق مؤخرا في حفلها السنوي بأبطال جهة الشرق من مربي الحمام الزاجل الفائزين في مختلف مراحل سباق الحمام، سباق السرعة وسباق نصف الطويل وسباق الطويل، وقد عرف هذا الحفل حضورا متميزا لأبطال في هذه الرياضة قدموا من مناطق مختلفة من المغرب إلى مدينة وجدة ليشاركوا زملاءهم المتوجين فرحة الفوز. واستهل الحفل بكلمة لرئيس الجمعية الوجدية لرياضة حمام السباق محمد رياض مومن، هنأ خلالها الفائزين بحصادهم الرياضي، كما نوه بالجهود التي يبذلونها من أجل تطوير هذه الرياضة والروح الرياضية التي يتحلون بها أثناء مشاركتهم في مختلف السباقات. وذكر رئيس الجمعية بأنهم خاضوا تجربة هذه السنة في المسابقات الرياضية، وفق برنامج تشاوري توافقي أسفر عن نتائج جد إيجابية ساهمت فيها الروح التنافسية النقية والتدبير العقلاني (ماديا ومعنويا)، مضيفا بأنهم مستعدون خلال السنة الجارية بكل عزم وثبات «لإتمام ما بدأناه بتحقيق أهدافنا المسطرة لفائدة كافة المنخرطين، لأنه تجمعنا مبادرة طيبة ذات ممارسة ثقافية من حيث جوانبها النظرية والعملية، وتتسم بعنصر التطوع الذاتي الإرادي والمبادرة الشخصية مع التحلي بروح التعاون والتكافل المستمر». وعلى الرغم من تواضع الإمكانيات وتراجع الدعم الذي كانوا يتطلعون إليه بسبب تزاحم الملفات والأولويات، أكد رئيس الجمعية بأن العزيمة والإصرار على تحقيق أفضل النتائج والرقي بهذه الرياضة، التي تحولت لدى العديد من المربين من هواية إلى احتراف، جعلتهم يواصلون المشوار «مستندين إلى منهاج عملي يحتكم إلى الدقة والتطوع وفهم مناخ العمل الجمعوي والتعاطي مع مجسداته على نحو متقدم من الموضوعية والواقعية، باعتماد بوصلة التسلح بالصبر ورحابة الصدر وامتلاك النفس الطويل لضمان الاستمرارية». وفي هذا الإطار عبر رياض مومن عن أمله في أن تحظى جمعيتهم بدعم أكبر لجعلها ناجحة على جميع المستويات، مشيرا إلى أنه يعول على الجهات الرسمية ثم على الأعضاء المنخرطين في بلورته وتحقيقه... وقد عرف الحفل السنوي للجمعية المذكورة توزيع شواهد تقديرية وميداليات وكؤوس على مجموعة من أبطال رياضة سباق الحمام الزاجل من وجدة، أكليم، كبدانة، الحسيمة، جرسيف، عين بني مطهر، تازة... زيادة على تكريم عدد من الوجوه المعروفة في هذا المجال. هذا، وقد أصبحت جهة الشرق تزخر بالعديد من الجمعيات التي تعنى بتربية الحمام الزاجل وعلى رأسها الجمعية الوجدية التي تأسست سنة 2010، تحت اسم «جمعية زيري لمربي الحمام الزاجل» قبل أن تغير اسمها سنة 2014 ليصبح «الجمعية الوجدية لرياضة حمام السباق» وتحمل على عاتقها عددا من الأهداف ذات البعد التربوي والثقافي والبيئي، بالرغم من أن الجانب الرياضي يطغى على اهتمامات مؤسسيها، كون المنخرطين من مربي الحمام يتسابقون فيما بينهم كل أسبوع، حيث يتم إطلاق الحمام من مدينة معينة وفق برنامج سنوي تعده الجمعية مسبقا، ومن تصل حمامته الأولى يكون هو الفائز في نطاق منافسة شريفة بعيدا عن أية أهداف مادية. وجدير بالذكر، أن مربي الحمام يقوم بتطوير حس التوجه عند الأخير من خلال رحلات التدريب، باستخدام طرق مختلفة لتحفيز الحمام على العودة إليه في أقرب وقت ممكن خلال المسابقات. ويعاني هؤلاء المربون من معيقات أهمها استهداف الحمام أثناء عودته من السباقات من طرف الطيور الكاسرة أو بعض ممارسي القنص العشوائي، وهو الأمر الذي يضيع تعبهم خلال موسم كامل من التحضيرات، سواء من حيث البحث عن سلالة جيدة والتغذية المناسبة والبيطرة، أو من حيث التداريب الشاقة التي يحتاجها الحمام ليكون جاهزا خلال فترة السباق لتحقيق نتائج إيجابية.