قال الناقد السينمائي اللبناني إبراهيم العريس إن الانطباع الأول الذي يخرج به المراقب «الأجنبي» للمهرجان الوطني للفيلم في طنجة، هو أن «السينما في المغرب وصلت، أخيرا، إلى سن الرشد». وأضاف، في مقال نشرته يوم الجمعة «الحياة» اللندنية في طبعتها اللبنانية، أن الوصول إلى هذه السن لا يعني بالتأكيد حكماً قيميا، بل استخلاصا لوضعية تنتقل فيها هذه السينما من الهواية بغثها وسمينها إلى «الاحتراف»بغثه وسمينه.. وقدم الناقد اللبناني، نماذج أفلام «حب في الدارالبيضاء» لعبد القادر الأقطع ، و«عابر سبيل» و«البحث عن زوج امرأتي»لمحمد عبد الرحمن التازي، أو «شاطئ الأطفال الضائعين» لجلالي فرحاتي، قبل أن تنفجر أفلام نبيل عيوش ...إلخ وأضاف أنه مهما يكن من أمر، فإن الصورة اليوم في إنتاج العام2010 المؤلف من19 فيلماً طويلا ونحو40 شريطا قصيرا، تبدو أكثر وضوحا، في ذلك الفرز بين أعمال متفاوتة المستوى والمواضيع... ومتفاوتةبخاصة على صعيد لعبة التلقي نفسها. وعزا السمة الأبرز، والتي تغري المرء بالحديث عن «بلوغ سن الرشد»، إلى أمرين أساسيين هما وجود هامش كبير لكل أنواع التجريب على صعيد اللغة السينمائية والمواضيع المستلهمة وحضور المرجعية السينمائية على حساب كل مرجعية أخرى. أما الأمر الثاني فهو بروز جيل جديد من سينمائيين.. لا يدين بأي شيء للجيل السابق، سواء أكان جيلا مؤسسا أم جيلا وسطا كان هو من رسخ السينما المغربية... . ورأى أنه من اللافت أن أبناء هذا الجيل هم الذين حصدوا الجوائز الأساسية في المهرجان الطنجاوي، كما حصدوا التصفيق وإعجاب النقاد ملاحظا أن الفوز كان من نصيبهم، وإن سجل فوز مميز ل «مخضرمين» هما حكيم بلعباس ونبيل عيوش، الأول إذ نال الجائزة الكبرى عن «أشلاء» والثاني، إذ نال غير جائزة أساسية عن عمله الجديد «أرضي».