قال الناقد السينمائي المغربي نور الدين محقق إن فيلم (أيام الوهم) للمخرج طلال السلهامي تميز ب`"حداثة سينمائية جديرة بالثناء". وأوضح محقق أنه عن طريق لعبة التصوير السينمائي وقوة التعبير للشخوص، تمكن الفيلم من "خلق عالم متاهات تتوالد إلى ما لا نهاية، فكل متاهة لا تنتهي إلا من خلال ظهور متاهة جديدة". وأضاف، في مقال حول المهرجان الوطني للفيلم بطنجة (من 21 إلى 29 يناير الجاري) نشرته جريدة (الحياة) اللندنية في طبعتها اللبنانية الصادرة أمس الجمعة، أن الفيلم يمثل "النوع السينمائي الحداثي التفكيكي". وأبرز أن الفيلم يسعى لخلق تصور سينمائي مغاير على مستوى التعبير الشكلي عن طريق لعبتي التفكيك وإعادة البناء، مع جعل قصة الفيلم تتنامى عن طريق التجميع التركيبي وليس عن طريق الربط التسلسلي في كل من فيلم (النهاية) لهشام العسري و(فيلم) لمحمد أشاور. وفي مقال آخر بالجريدة ذاتها، قال الناقد اللبناني إبراهيم العريس إن (أيام الوهم) "فيلم عولمي، شكلا وموضوعا، وهو يدور في اللامكان وفي أي مكان، ولا مرجعية له سوى مرجعية الفن السابع نفسه". وأضاف العريس أن الفيلم يحفل بتحيات مشهدية عابرة موجهة إلى أساتذة الماضي مثل ستانلي كوبريك وسيرجيو ليوني، ويبدو في لحظات منه أشبه بالسينما الآسيوية. وأوضح أن الفيلم يتحدث عن مجموعة من شبان تستدعيهم شركة عولمية تمركزت حديثا في المغرب، لشغل وظيفة هامة، وتجري بينهم مباراة شديدة الغرابة والقسوة، يجب أن تنتهي باختيار واحد منهم. ورأى أن هذا التلخيص يعطي بالكاد فكرة عن هذا الفيلم الجريء الذي يمزج بين الكابوس والواقع، ولكن أيضا بين كونه مصورا في فضاءات طبيعية رحبة، وأيضا في مناخ من المكان المغلق. وأشار إلى أنه في هذا الفيلم، الذي يمكن النظر اليه أيضا على أنه ينتمي إلى "السينما عن السينما"، عرف المخرج في شكل خاص كيف يدير ممثليه في شكل خلاّق كما عرف كيف يضبط إيقاع الفيلم. وخلص إلى أنه لم يكن غريبا، على أية حال، أن يفوز "بطلا" الفيلم الرئيسيان مريم الراوي وعمر لطفي بجائزة التمثيل في المهرجان (حتى وإن كان عمر لطفي قد فاز بالجائزة عن فيلم آخر مثّل به، وعرض في المهرجان).