في السنوات الأولى من العصر الجوراسي -عندما كان العالم لا يزال يتعافى من آثار واحدة من أسوأ حوادث الانقراض الجماعي في تاريخ كوكب الأرض- ساعد ديناصور ضئيل الجسم من آكلات اللحوم من منطقة ويلز في تهيئة الظروف لنشأة بعض من أكثر المفترسات رهبة على الإطلاق كي تدب بقدميها على سطح الأرض. أعلن العلماء اكتشاف بقايا حفرية لديناصور يسير على قدمين يسمى (دراكورابتور) عاش منذ 200 عام وكان الجد الأكبر لمعظم آكلات اللحوم الضخمة التي نشأت فيما بعد مثل (تيرانوصور ركس) و(ألوصور) و(سباينوصور). ولا يزال علم مقاطعة ويلز بالمملكة المتحدة يحمل صورة تنين أحمر في اشارة الى (دراكورابتور) الذي يعني (التنين اللص). وقال ستيفن فيدوفيتش عالم الأحياء القديمة بجامعة بورتسموث البريطانية إن طول الحفرية يبلغ 2.1 متر وربما كان طول الفرد البالغ منه يصل الى ثلاثة أمتار. ومع نهاية العصر الترياسي (الثلاثي) ليس قبل وقت طويل من ظهور (دراكورابتور)- اندثر نحو نصف أنواع الكائنات على ظهر الأرض. ولا يعرف العلماء على وجه اليقين سبب هذه الكارثة التي وقعت منذ الأزل ومن بين الفرضيات المطروحة اصطدام كويكب بالارض -مثل ذلك الذي أباد الديناصورات منذ 66 مليون عام- أو حدوث أنشطة بركانية أو تغير المناخ. كانت حادثة الانقراض الجماعي التي بشرت بدنو العصر الجوراسي محورية في جعل الديناصورات تصبح الحيوانات البرية المهيمنة على دفة الأمور على الأرض. ولم تكن الديناصورات هي المفترسات البرية الهائلة في نهاية العصر الترياسي بل كانت هناك زواحف هائلة الحجم من ذوات الأربع فيما كانت الأنهار تزخر بأعداد كبيرة من الديناصورات آكلة العشب وهي زواحف ضخمة تشبه التماسيح. وانقرضت هاتان المجموعتان في اثناء حادثة الاندثار الجماعي ما مهد السبيل للديناصورات آكلات اللحوم التي كانت حتى ذلك الوقت متواضعة الحجم قبل ان تصبح أكبر المفترسات البرية. وقال فيدوفيتش إن حفريات (التنين اللص) التي اكتشفت عام 2014 على شاطئ قرب بلدة بينارث في ويلز- كانت أكثر حفريات الديناصورات اكتمالا التي تمثل تلك الحقبة فيما لم يتم اكتشاف 40 في المئة منها. وقال فيدوفيتش »لذا فان هذا الديناصور بدأ يسد بعض الفراغ في معرفتنا بالديناصورات التي نجت من حادثة الانقراض بالعصر الترياسي ما أدى الى بزوغ نجم جميع الديناصورات التي نعرفها الآن من خلال فيلم حديقة الديناصورات ومن الكتب وعلى شاشة التلفزيون«.