أوضحت دراسة حديثة أن الديناصور "ألوصور" يستحق أن يكون صاحب أكبر فك في التاريخ. فما هي المعايير التي اعتمدها الباحثون في التوصل إلى هذه النتائج؟ وماذا يعرف العلماء عن هذا الديناصور؟ تبين لعلماء الأحياء القديمة أن ديناصور (ألوصور)، حيوان من اللواحم عاش إبان العصر الجوراسي وكان يجوب منطقة أمريكا الشمالية قبل نحو 150 مليون عام، أن جمجمته التي يصل طولها إلى 90 سنتيمترا بوسعها أن يبتعد فكها الأعلى عن الأسفل لمسافة تصل إلى 80 سنتيمترا ما يمثل خطرا داهما على ديناصورات آكلة للأعشاب كان يطاردها هذا الوحش الذي يتجاوز طوله عشرة أمتار. وأقصى اتساع لزاوية انفراج فكي ألوصور تفوق الديناصور (تيرانوصور ركس) وهو من اللاحمات الأكبر حجما الذي كان يتجول في مناطق أمريكا الشمالية منذ 66 مليون عام والذي لم يكن يتصف يقينا بهذه الميزة إذ كان يفتح فمه بزاوية تتراوح بين 63 ونصف و80 درجة فقط. وقال ستيفن لاوتنشالجر، أستاذ الكائنات الحية القديمة بجامعة بريستول البريطانية، أنه كان لدى مفترسات من نوع ألوصور، الذي ينقض على ضحاياه بسرعة خاطفة، أقصى انفراج بين فكيه بالمقارنة بأنواع الديناصورات التي جرت دراستها وهو ما يعني أنه مفترس يتصيد أكبر الضحايا. وأضاف أنه إذا قارنا بتيرانوصور ركس بألوصور فإن هذا الأخير كان قادرا على فتح فكيه بزوايا انفراج كبيرة وهو أمر ضروري لحيوان يقضم لحوما سميكة ويسحق العظام. وتضمنت الدراسة فحص ثلاثة أنواع من الديناصورات هي جنس (ألوساوراس فراجيليس) وهو من اللواحم و(تيرانوصور ركس) ثم جنس (أرليكوساوراس أندفساي) وهو من آكلات العشب، وجميع هذه الأنواع الثلاثة تنتمي للديناصورات التي تسير على قدمين. وكان الجنس (أرليكوساوراس أندفساي) كائنا غريبا عظيم البطن لديه مخالب بيديه لحش الأعشاب وكان طوله يبلغ نحو ستة أمتار وعاش منذ نحو 90 مليون سنة في آسيا الوسطى وكان يفتح فمه بزاوية قصوى تتراوح بين 43 ونصف و49 درجة. وذكر لاوتنشالجر في دراسته أن ألوصور وتيرانوصور كانا يستخدمان في الأغلب أقصى انفراج للفك بصورة نادرة، وقال أنه ربما اقتصر ذلك على اقتناص الفرائس الكبيرة الحجم. أما زاوية الانفراج المثلى فقد وصلت إلى 28 درجة. وأضاف أن فهم زاوية انفراج الفكين يضيف استيعابا أعمق للديناصورات ويسلط مزيدا من الضوء على قدراتها الغذائية على مختلف أنواع الفرائس. كان لدى تيرانوصور جمجمة متينة البنيان ذات أسنان تشبه الخناجر أما ألوصور فكان ذا فكين رشيقين بأسنان مقوسة ومشرشرة وكان لدى أرليكوساوراس جمجمة رقيقة ضيقة مدببة تشبه المنقار بأسنان مثل أوراق الأشجار. واستندت الدراسة، التي وردت يوم الأربعاء 4 نوفمبر بدورية الجمعية الملكية للعلوم، إلى نماذج رقمية مستقاة من أشعة مقطعية على جماجم الحفريات وتم تصور تشكيل عضلات الفكين على أساس تركيب عظام الفك التي ترتبط بها العضلات. * ينشر بموجب اتفاقية شراكة مع DW عربية