سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
من أبناء درب السلطان: عالم الكيمياء الدكتور مصطفى حداش ل «الاتحاد الاشتراكي»: «تراكماتي العلمية رهن إشارة الوطن، والاستفادة من الطاقات المهاجرة ضرورة حيوية»
هو أحد أبناء درب السلطان، وبالضبط بسيدي معروف الأول، من مواليد 19 نونبر 1961 ، درس الابتدائي بمدرسة القاضي عياض، وبعد نيله الشهادة الابتدائية، انتقل للإعدادي بمؤسسة الغزالي، ثم أنهى مرحلة الثانوي بثانوية مولاي عبد الله ، حيث نال شهادة الباكالوريا في شعبة العلوم. دراسته الجامعية كانت بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء. نال الإجازة في شعبة الكيمياء، ثم غادر أرض الوطن نحو الديار الفرنسية، وبمدينة نيس تابع الدراسات العليا، وحصل على الدكتوراه تخصص كيمياء سنة 1991. بعد ذلك حط الرحال بأمريكا بعدما طلب منه أستاذه الأمريكي، الذي كان يدرس بجامعة نيس، السفر إلى بلاد "العم سام"، على أساس حصوله على "منصب دكتوراه"، وبذلك أصبح أستاذا جامعيا مساعدا... إنه الدكتور الباحث في الكيمياء مصطفى حداش، التقته الجريدة الأسبوع الماضي بالدار البيضاء، حيث يقضي عطلة نهاية السنة الميلادية رفقة ابنته وزوجته الأمريكية. يعمل حاليا كمدير عام ورئيس لشركة للبحث العلمي في الصيدلة بسان دييغو. يقول الدكتور حداش " إن احتكاكي بالأستاذ الأمريكي كليتشاتس المختص في الكيمياء، كان له أكبر الأثر على مساري العلمي ، حيث مد لي يد المساعدة في إطار توفير مستلزمات البحث. بعد ذلك عملت بجامعة سان دييغو لمدة أربع سنوات كأستاذ جامعي مساعد، ثم مع إحدى الشركات المتخصصة «باي تيكنولوجي» ، وقد وفرت لي أجواء ملائمة للبحث في مثل هذا التخصص العلمي الدقيق، كالتسهيلات الضرورية في ما يخص الحصول على المعلومات اللازمة". وبخصوص المحيط أشار المتحدث إلى أنه لم يواجه أي مشكل باعتبار أنه عربي يعمل وسط الأمريكيين، باستثناء عائق واحد في البداية، تجلى في اللغة، خاصة أن لديه تكوينا باللغتين العربية والفرنسية، و"هو أمر دفعني للمثابرة في تعلم الانجليزية ، حيث لم يتطلب ذلك مدة زمنية طويلة" يقول الدكتور حداش ، مضيفا : «اهتمامي حاليا متمحور حول الأبحاث الخاصة بمرض السرطان، هذا المرض الخطير ، الذي يتوزع إلى أنواع كثيرة، منها النوع الخاص بالدم، البروستات، الثدي والأمعاء وغيرها ... وهناك أبحاث جارية على المستوى العالمي في هذا المجال، سواء في أوربا أو آسيا، أو أمريكا... وفي المختبرات التي أشتغل معها، تتواصل الأبحاث بخطى متفائلة ، في أفق التمكن من إيجاد الدواء الخاص بكل نوع، خصوصا سرطان الدم» .ويؤكد الدكتور حداش أنه "بعد تكوين الشركة الخاصة بالبحث الصيدلي في مجال الكيمياء، لقيت هذه الخطوة منذ البداية اهتماما ملحوظا من قبل المنشغلين بتطورات مجال الطب والبحث العلمي ، حيث تطلب الوصول لهذه المرحلة عملا متواصلا منذ سنة 1996 لغاية 2010 ، اكتسبت خلال هذه المرحلة تجربة كبيرة." و بشأن الاهتمام الإعلامي، أوضح الدكتور مصطفى حداش، « البحث العلمي بأمريكا يحظى بمكانة خاصة ، وفي هذا الصدد نشرت إحدى الصحف الأمريكية مقالا حول دعم الدولة للباحثين العلميين، وقد كنا من بين المستفيدين من هذا الدعم، حيث كنا نتوصل بدفعات حسب ما نقوم به من بحث عبر مراحل. كان لدينا ولشركتنا مشروع اكتشاف أدوية تخص سرطان الثدي، وقد توصلنا لمنتوج له فعالية قوية، يدعو إلى التفاؤل في المستقبل، وذلك بعد النتائج المشجعة لعملية التجريب على الحيوانات... فقد كانت البداية لهذا الاكتشاف بالفكرة أولا، ثم أصبحت ملموسة على أرض الواقع، وهذا المنتوج هو في الأصل كيميائي تم تحليله وتحضيره داخل المختبر"، مبرزا أنهم تمكنوا "من ضبط المرض عبر آلة للدياكنوستيك جد متطورة " . وعن علاقته بالمغاربة المتواجدين بأمريكا، أشار الباحث حداش إلى أن لديه علاقات بالعديد "من الأسماء، منهم من يترأس ويسير شركات كبيرة في المجال الطبي، وبعضهم يشتغل بكندا". وبخصوص البحث والمجال العلمي بالمغرب، أوضح الدكتور حداش أن "بمدينة الرباط يتواجد مركز خاص بالبحث في هذا المجال، يبقى في حاجة لدعمه بأساتذة باحثين من أهل الاختصاص وذوي الخبرة على الصعيد الدولي"، مشيرا إلى أن "هناك مجهودات كبيرة بذلت، وتبذل ، للوصول إلى أفضل النتائج " . وحول علاقته مع المختبرات في أمريكا كباحث في هذا المجال، أوضح المتحدث "أن هناك عقدا موقعا بين الطرفين، ينص على شروط الالتزام والمصداقية والاخلاص في العمل، والحفاظ على سر الاكتشافات والأبحاث، التي تتم بمختبرات الشركة ". بعد هذا المسار العلمي الغني بالتراكمات والأبحاث، والذي تطلب سنوات من العمل المتواصل ، يقول الدكتور حداش " إنني أتطلع بشوق لليوم الذي أضع فيه نتائج هذه التجارب والانجازات في خدمة بلدي، في إطار العمل مع أية جهة مختصة في هذا الميدان،" ، مؤكدا استعداده "لتقديم محاضرات للطلبة الجامعيين، والتعاون مع المختصين في مجال البحث بمركز الرباط". وحول إمكانية العودة لأرض الوطن والعمل على إنجاز مشروع علمي، توجه الباحث إلى الجهات المسؤولة راجيا "تبسيط الأمور الإدارية وفتح المجال في وجه الطاقات الوطنية التي اكتسبت خبرة واسعة في مختلف بلدان العالم، وأساسا المتقدمة منها تكنولوجيا، قصد الاستفادة منها في الدفع بمستوى البحث العلمي، الذي يعتبر رافعة أساسية في التنمية الشاملة، التي تستهدف الرقي وتحسين ظروف عيش واستقرار المواطنين " .