لاأعرف طريقة صائبة في الخوف أفضل من أن أكون على صواب ، كلما تذكرت أني شاعر و كتبت أن السيف ، رفيق قديم للعرب المسلمين. أو تنبأت :»هذا زمان القتلة فتحسس رأسك..! شاعرا في الرياض كنتَ أو في باريز نادلا.. قد تموت بالسيف أو تموت بالقنبلة! ودع حياتك قبل الخروج وعانقها بعد الدخول واطلب أن يحترموا فيك شروط المجزرة: تكبير يليق بالمسلمين قبل الذبح والبسملة..! لا تطلب شيئا آخر لا تطلب أكثر.. أقصى ما عندهم لك وضع اعتباري للأضحية. قل لا تذبحوني و أخى ينظر إلي ولا تذبحوني بدون محكمة! هذا زمان القتلة فتحسس رأسك.. قد تُنْحر وحيدا في النجف أو تقتل جماعة في كربلا..«. ثم تأتي النبوءة إلي في نشرات الاخبار لتغمزني من وراء الدم:ليغفر لك الربٌ، فقد قتلنا باسم قصيدتك شاعرا.. ليحمك الرب، فقد قتلنا باسم صلاتك كافرا ليحمك الرب فقد قتلنا باسم شريعتك.. نساء الأرض أجمعا! نقتل في اليوم ما تلده النساء لسنوات طوال،.. وكأننا أمة تصر على الانقراض.. كأن مهمتنا فوق الأرض أن نصير .. تحتها! و يبدو أننا نتفاجأ عندما نرى سواد الأمة ونصاب بالارتباك، ونشرع في القتل الجماعي..لأسباب دينية و سياسية، باسم الله أو باسم السلطة .. باسم النفط المقدس أو باسم القبيلة.. المهم ألا نضيع أجر قتلنا ..! انظروا ، حولكم: وأنا أمسح باصبعي كل جهات الشرق، لا تسألوا في أي أرض يمكن أن تموتوا، فكل بلدان العرب المسلمين مقابر وكل قادتها سيافون.. وكل أحزابها وفصائلها مختبرات للجزارة الحضارية.. انظروا ولا تصوبوا البصر إلى بلد بعينه في شرق الجهات المسلمة: نقتل المعارض والشاعر والراهبة والشيخ والجيران.. باسم الله أو باسم الله..والسلطة المقدسة! نتكاثر ونفاجيء أنفسنا بأننا ما زلنا نتاسل فنحيي فينا غريزة القتل الجاهلي: ولا بأس بأن يكون التبرير توحيدي، والوسيلة هي الشريعة.. وللذين يدافعون بيينا عن الإعدام:ماذا تقولون في القتل الجماعي المنقول على شاشات العالم اليوم؟ للذين يبشروننا بعودة »مسرور« سياف أمير المؤمنين هارون الرشيد إلى المحاكم، سؤال واضح وصريح:هل تصورتم أن يقتل الناس بهذه الفجاجة، وبالجملة، مثل دجاج معد للتصدير؟ هل تري دون أن نقبل بهذا في عالمنا هذا؟ لنكن صرحاء:أي دين يسمح بقتل شاعر قال بأننا قتلنا الصحابة الاكرمين؟ وإعدام آخر لأنه سخر من صديقه السعودي ؟ ونعدم معارضا لأنه قارن بين الدين والدنيا في بلاده؟.. ألن نحسن الظن بالعالم وهو يخاف منا: نقتله في شوارع عواصمه، ونرعبه ليل عيد ميلاده ونطرد المسيح من فسحته التي بنتها حضارته، الى بيوت تحت رحمة المجهول،.. ثم نعود إلى بعضنا كي نحسن القسمة بالتراضي بين القتيل وجاره القاتل.. لم نعد جيران الموت فقط ، بل أصبحنا نحن المنعشون الكبار لقبورها، نبني مقبرة ونفتخر بأننا أقرب الى التقوى. هذا العقل لا بد له من أن يجد الله سبحانه وتعالى في الرحمة، لا في كتب التنكيل وعواطف الجهلة! ولهذا يجب أن نفكر بألا نعود الى القبيلة مجددا في شعاب مكة، وأن نسير نحو العالم بقلوب الاتقياء ، لا بسيوف الأنبياء المزورين... مطلوب أن تعلن الأمة اصلاح دينها، لكي تفلت من أغلال القتل. .. لقد سئم العالم منا ونحن نردد نشيد السماحة والحنان والطيبوبة السماوية، في الوقت الذي نتنافس في أحسن وسيلة للقتل:أبعد الفرض أم قبل النافلة؟.. هناك لبس حضاري كبير: لم يقتل النبي عمه الكافر، ويريدون أن نقتل ؛كل من تكاسل قليلا عن الفرائض؟ ولا نبيا واحدا علمنا أن نفكر بالسيف:لماذا لا يرون الأنبياء الكرام إلا وهم في جيش مسلح؟ يجب أن نساعد الدول التي ما زالت تفسر العقيدة بتوازن الرعب:عيلنا أن نمجد العقل ونترك له مجالا واسعا في البحث عن مقاصد جديدة ، أكثر انسانية للشريعة! ويجب أن نحصن المغرب، من دعوات لتبرير القتل من وراء النصوص:فقد علمتنا عقيدتنا الجميلة أن نفسا واحدا تساوي البشرية كلها، فكم من بشرية نقتل في اليوم يا إله البشرية جمعاء؟؟؟ هذه هي معادلة القتل في الجدل القرآني: إنسان واحد بالناس جميعا...فمن أين جئتم بتمجيد القتلة؟.. نحتاج أيضا قلوبا قوية، وناس سياسة، ذكورا وإناثا، ليوقفوالزحف، ونرجو من المرتعشين، الذين يفكرون في الأواني الذهبية ومسابح العوم الغير النظيف ويعتبرون السياسة والفكر والمواقف مجرد تسبيق على منصب قادم، نرجو منهم أن ينسحبوا ليتركوا القادرين على قول الحق، والدفاع عن شرف الثقافة والفكر والسياسة النبيلة:ونعدهم بأنه بمجرد أن تربح البلاد معركتها ضد الوحشية الجديدة، سندعوهم الى حفل التنصيب لكي ينعموا بوافر الملذات و»الهمزات«، هذا وعد، وليأخدوها مني نصيحة .. ميت!