احتضن المركب السينمائي ميغاراما بالدار البيضاء مساء أول أمس الثلاثاء 22 دجنبر الجاري، العرض ما قبل الأول للفيلم السينمائي الطويل "مسافة الميل بحذائي" للمخرج المغربي المقيم بالديار الكندية سعيد خلاف، ويعالج سيناريو الفيلم ظاهرة أطفال الشوارع ومعها حكايات موازية تتقاطع فيما بينها تعالج مواضيع عدة كالخيانة، الصداقة، الحب والوفاء... كما يحمل رسالة مفادها أن الطفل المشرد قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أية لحظة في المجتمع إذا لم يحظ بالاهتمام اللازم. ويلعب دور البطولة في فيلم "مسافة الميل بحذائي" مجموعة من الممثلين المغاربة كعبد الإله عاجل، أمين الناجي، نفيسة بنشهيدة، الزوهرة نجوم، راوية... والممثل محمد حميمصة ابن مدينة وجدة الذي يلعب أحد الأدوار الرئيسية في الفيلم، حيث يجسد دور مصطفى طفل متشرد ترعرع في الشارع ونشأ على الإدمان، وهو صديق سعيد بطل الفيلم الذي يلعب دوره الفنان أمين الناجي، وعاش معه جميع مراحل حياته... الفنان محمد حميمصة سبقت له المشاركة في أفلام طويلة كفيلم "الصوت الخفي" للمخرج كمال كمال... وشارك في عدة أفلام روائية قصيرة كفيلم "غودباي سينما" لمدان الغزواني حيث لعب دور ممثل يرغب في أن يمثل في أفلام جيدة يلتقي مع مخرج في كاستينغ ويقع عليه الاختيار لتجسيد دور، وخلال التصوير يندلع خلاف بين الرجلين يؤدي الى خلل وتشجنات في فضاء العمل. وشارك أيضا في فيلم "غضب" لمخرجه نور الحق آية الله، ولعب شخصية صياد متشائم غير صبور، وفيلم "القضية فالطاكية" للمخرج هواري غباري، وفيلم "الشرف" للمخرج عبد الإله بدر... كما اشتغل مساعد مخرج مع مجموعة من المخرجين نذكر من بينهم المخرجين كمال كمال وحسن بن جلون والمخرجة فاطمة علي بوبكدي... ومن أفلامه القصيرة إخراجاً فيلم "contre plong?e" الذي مثل المغرب وفاز بجائزة لجنة التحكيم بمهرجان"Filminute" بألمانيا. محمد حميمصة، المزداد سنة 1988، بدأ مشواره الفني مع المسرح المدرسي، وعبر عن موهبة حقيقية وفجر طاقات إبداعية من خلال تجسيده لأدوار مسرحية ومنولوجات ساخرة وتمثيليات إذاعية. فنان مؤمن بأن الموهبة لا تكفي لصنع الممثل الناجح، لذلك سعى إلى صقل موهبته بالتكوين والبحث والدراسة، تلقى تكوينات عدة حول تقنيات الفن المسرحي، تقنيات الممثل، مسرحة الصورة النظرية، تقنيات الإنارة، أسس الإخراج، السينوغرافيا وتكوين الممثل... وهذا ما منحه قوة الشخصية وعدم التساهل مع أي دور يجسده في جميع الأعمال المسرحية التي شارك فيها، فراكم أعمال مسرحية درامية وكوميدية جادة وهادفة. وقد شكلت مسرحيتا "مسعود" لعبد الرحمان لمسيح سنة 1999، و"شتاء ريتا الطويل" من تأليف محمود درويش وإخراج عبد المجيد الهواس سنة 2004 منعطفا حاسما في حياة محمد حميمصة الفنية، أولا لعمق المواضيع المطروحة في كلا النصين وثانيا لتقمصه الدورين بحس فني وإبداع راقي... هذا، ويحكي الفيلم قصة "سعيد"، شاب يعيش في أحد الأحياء الأكثر هشاشة وحرمانا بالدار البيضاء، حيث ذاق أصنافا من المعاناة منذ نعومة أضافره: في البيت حيث كان زوج أمه يعنفه ويعنف شقيقته وأمه بشكل مستمر. وفي الشارع كان يتربص به عدد من المنحرفين من أجل الاعتداء عليه جنسيا واستخدامه من أجل جلب المال، وفي ورشة العمل، كان سعيد ضحية لأكثر من محاولة اغتصاب من طرف مشغليه. وحتى في السجن لم يسلم من مسلسل الاعتداءات التي ظلت تلاحقه أينما حل وارتحل. في كل مرة كان سعيد يجد نفسه في موقف الضحية الذي يبحث عن أقل اعتراف من طرف الآخر، أو أدنى شعور بالآمان من جانب المجتمع، لكن بدون جدوى، حتى تولد لديه الشعور بالانتقام.. ورغم أن أحداث 16 ماي 2003 كانت بمثابة الشرارة التي أوقدت نار الكتابة لديه..