بقاعة الندوات التابعة للمديرية الجهوية لوزارة الثقافة بفاس،اعتلى الشاعر المغربي نهاية الأسبوع الأخير «هودج» الشعر على إيقاع طقوس إبداعية خاصة دأبت جمعية حلقة الفكر المغربي التي يرأسها الدكتور الشاعر جمال بوطيب على تنظيمها في إطار سلسلة تجارب كتابية إكراما وامتنانا للمبدعين والمفكرين المغاربة بما أسدوه من أعمال ثقافية وفنية ينهل من معينها المهووسون بالهاجس الفكري والمعرفي.طقس الاحتفاء في هذه الحلقة اعتلى عرشه صاحب «جراح دلمون» الشاعر المغربي محمد بودويك الذي رضع من ثدي الطبقة العمالية بالشرق المغربي بجرادة التي رأى فيها النور سنة 1953 ،عضو باتحاد كتاب المغرب وبيت الشعر،يشغل حاليا أستاذا بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بفاس بعد أن حصل على الدكتوراه في الآداب عن دراسته النقدية التي تمحورت حول شعر عز الدين المناصرة.صدر له في الشعر:» جراح دلمون» ،»يتبعني صفير القصب»، قرابين»،» مركبة السنجاب»،» امرأة لا تحصى». كما صدر له كتاب نقدي بعنوان:»خيط أريان: عتبات وقراءات في الشعر» فضلا عن سلسلة من المقالات التي نشرها في عدة منابر مغربية وعربية يعبر من خلالها عن مواقفه من قضايا متعددة بجرأة المناضل الذي خبر المعترك السياسي والنقابي. شهادات كل من المفكر إدريس كثير والشاعر عبد السلام الموساوي والشاعرة أمينة لمريني (التي اكتفت بقراءة قصيدة شعرية في حق المحتفى به) أكدت على فرادة التجربة الكتابية لمحمد بودويك التي تتمفصل فيها الحياة بالكتابة، حيث وهب الشاعر حياته للقصائد الحيوية وعاش معترك الحياة سياسيا ونقابيا وثقافيا ، وانفتح شعره على اهتزازات اجتماعية وفكرية.فمشروعه ينهض على خصوصية إبداعية تعيد الاعتبار للتجربة سبكا وإيقاعا وعمقا فلسفيا . هذا،وقد فتح رئيس الجلسة الدكتور جمال بوطيب المجال للحضور لتقديم شهاداتهم وطرح أسئلتهم على المحتفى به الذي عبر عن سعادته حين تقدم عدد من الطلبة والأصدقاء بمساءلة التجربة الشعرية لمحمد بودويك ومقاربة نصوصه التي يتزاوج فيها البعد اللغوي البليغ بالجانب الفكري العميق.