سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ب «كٌرامة» على بعد أمتار من الحدود مع الجزائر .. عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي بديعة الراضي تتهم البرلمان الأوربي بالتدخل في شأن أممي بخصوص ملف الصحراء المغربية
حج المئات من مناضلي ومناضلات الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وساكنة جماعة كٌرامة بإقليم ميدلت إلى اللقاء التواصلي الذي نظمه عضو الفريق الاشتراكي عن دائرة ميدلت البرلماني حدو قسو وأطرته عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بديعة الراضي. وفي كلمتها باسم المكتب السياسي قالت بديعة الراضي ،أن هذا اللقاء الذي يتزامن مع ذكرى اغتيال الشهيد عمر بنجلون، يعتبر في قلب المشروع المجتمعي الذي يدافع عنه الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وهو المشروع الذي مات من أجله شهداؤنا وناضلت لترسيخه قوانا الحية في الحركة الاتحادية. وأضافت الراضي أمام الجمهور الغفير الذي غطى خيم التواصل على تربة جماعة «كٌرامة «أن الاحتفال بذكرى اغتيال شهيد الحرية والديمقراطية والكرامة ليس تذكيرا بذاكرة أليمة فقط، بل إن الاحتفال الذي نختار له اليوم أشكالا تواصلية مختلفة بثقافة القرب مع المواطنين والمواطنات في فضاءات الهامش المنسية منها على الخصوص، هو استثمار لهذه الذاكرة واستحضار لقيمها ونبلها في بناء المستقبل من أجل المغرب الذي نخوض اليوم معركة الدفاع عن عمله المؤسساتي بالآلية الديمقراطية التي تحتاج إلى قوانين مصاحبة لدستور 2011 بالعمل التشاركي الذي نجد صعوبة في تطبيقه أمام الأغلبية العددية التي تتخندق في الهيمنة، باسم شعارات لا تخدم المسار الذي نناضل من أجله كما لا تخدم التضحيات الجسام التي خاضها شرفاء الوطن في واجهة بناء الانتقال الديمقراطي بكثير من نكران الذات والانتصار لقضايا الوطن. وعبرت عضو المكتب السياسي بديعة الراضي عن مختلف التحديات التي يواجهها المغرب على المستوى الداخلي والخارجي، مسجلة التدبير الأعوج للحكومة في كافة هذه التحديات، منطلقة من المجال التنموي الذي رفعت الحكومة بشأنه الكثير من المغالطات موهمة الشعب بقدراتها على معالجة ملفات اجتماعية كبرى، كالتعليم والتشغيل والصحة والنقل وإصلاح الطرقات في الوقت الذي لا تزال فيه جماعات وأقاليم تعاني من التهميش والإقصاء. وأعطت بديعة الراضي مثالا بجماعة «كٌرامة» التي تعاني في كافة المجالات انطلاقا من الحصار المضروب عليها، بداية من الطريق التي لا تتسع حتى لمرور « عربة حصان» فما بالك-تقول الراضي- بسيارة إسعاف تريد أن تنقل على وجه السرعة امرأة تتعرض للموت من شدة المخاض. وأضافت عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أنه لمن المحزن أن يكون مستشفى إقليم ميدلت بناية بدون أطر طبية، تلك التي دفعتها الحكومة الى الاشتغال بمهمة التظاهر في شوارع الرباط، تحت وابل من هراوات رجال الأمن، مما ينذر باحتقان اجتماعي تتسبب فيه مباشرة التدبيرات غير المعقلنة لوزراء لا يفكرون في ملفات الشعب المصيرية، متناسين أن هذا الشعب الذي يتحدثون باسمه، لم يشرفهم بالكرسي الوزاري بل كلفهم من أجل حل مشاكلهم ومعالجة أوضاعهم في استراتيجيات تحتاج إلى فتح أوراش كبرى في التعليم والصحة والسكن والمجتمع والعدل والفلاحة وكافة القطاعات التي يبدو أن رئيس الحكومة لا يستطيع خلق جسر بينها، في نسق كان من المفروض أن يمتلك رئيس الحكومة مفاتيحه كاملة، بناء على الصلاحيات التي يعطيها له الدستور. وشنت عضو المكتب السياسي من «كٌرامة» هجوما لاذعا على محكمة العدل الأوربية واتهمتها باستعمال القضاء في الانحياز إلى خصوم الوحدة الترابية للمغرب، كما اتهمت البرلمان الأوربي بالتدخل في شأن أممي لا يملك صلاحيات للخوض فيه، مؤكدة أن قضية الصحراء المغربية هي قضية المغاربة الذين لهم نفس طويل في الدفاع عن حبات التراب من طنجة إلى الكويرة، وأن أي تحرش بأرض المغرب لن يزيد المغاربة إلا إصرارا على خوض المعارك الكبرى، مؤكدة في هذا الصدد أن المغاربة من مختلف مشاربهم يتحولون الى يد واحدة عندما يتعلق الأمر بقضاياهم المصيرية ، وأن المغاربة الذين حملوا المصحف بالأمس في المسيرة الخضراء 1975 لتحرير أرضهم، مستعدون لحمل السلاح إذا ما انتُهك ترابهم وذلك هو الخيار الذي نأمل ألا نُدفع إليه. كما عبرت بديعة الراضي بالقول أن الصراع الداخلي بين مختلف الحساسيات، هو صراع صحي من أجل تقدم المغرب وازدهاره، وهو دفاع عن الديمقراطية والتنمية وارتباط بالدفاع عن المسار وعن التحول من أجل التأسيس للمستقبل في الحياة السياسية والاقتصادية المغربية. ولم يفت عضو المكتب السياسي وهي تلقي عرضها على مسافة قليلة من الحدود مع الجزائر، أن توجه انتقادا إلى الجارة الخصم، داعية حكام الجزائر إلى رفع اليد عن قضية المغاربة، منبهة إلى خطورة الاستمرار في التدخل السلبي بالصحراء المغربية، كاشفة بذلك عن المنزلقات التي يقوم بها تجار الانفصال في هذا الصدد، بما في ذلك توزيع أموال الشعب الجزائري على منظمات مرتشية في أوروبا تستعمل قضية حقوق الإنسان للانتفاع من البترودولار لملء الجيوب والحسابات الخاصة.