شهد ميدان التحرير في القاهرة أمس و تجمع لمئات الآلاف من المتضاهرين ، الذين حجوا بكثافة في « يوم الحسم» كما أعلن عن ذلك سابقا ، في محاولة ، ربما أخيرة ، لإجبار الرئيس مبارك على الرئيس . وقد تدفق المحتجون على الميدان الذي يعتصم فيه الآلاف صباح مساء رغم الإجراءات التي اتخدتها السلطات لمحاصرة المحتجين . وفي هذا الإطار قام الجيش صباح أمس بإغلاق الطرق المؤدية إلى القاهرة ومدن أخرى ، وقالت مصادر صحافية بعين المكان إن الطريق السريع الذي يربط الإسكندريةبالقاهرة أغلق بحاجز للجيش قبل كيلومتر واحد من العاصمة. كما أغلق الجيش أيضا طرق الخروج من مدن المنصورة ، دلتا، والسويس ، شرق ، والفيوم ،جنوبالقاهرة . وقد توقفت حركة القطارات منذ الاثنين ، واقفل خط المترو الذي يربط القاهرة بشبرا الخيمة ، 20 كلم الى الشمال . وبسبب حركة الاغلاق هذه, لم يتمكن عدد كبير من سكان القاهرة من الوصول الى اماكن عملهم في ضواحي العاصمة. وكان الجيش تعهد بألا يستخدم القوة، ووصف مطالب الشعب بأنها « مشروعة» لكنه دعا المتظاهرين إلى التعبير عن احتجاجاتهم بالوسائل السلمية. وخارج القاهرة ذكرت مصادر بعين المكان أن نحو مئة ألف محتج على بقاء الرئيس المصري حسني مبارك في الحكم نظموا مظاهرة في مدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية . وقالت شاهدة إن المتظاهرين الذين غص بهم شارع حسني مبارك الذي يسميه السكان شارع المشاية رفعوا لافتات كتب على إحداها شعار «شدي حيلك يا بلد الحرية بتتولد»وكتبت على لافتة أخرى عبارة «30 سنة من الظلم والاستبداد» كما شهدت مدن الإسكندرية والإسماعيلية والسويس وغيرها مضاهرات مماثلة . سياسيا قالت « اللجنة الوطنية لتحقيق مطالب الشعب» في بيان لها التي تضم المعارض محمد البرادعي وممثلين لقوى المعارضة الرئيسية ومنها الاخوان المسلمين انها « لن تدخل في تفاوض ، مع الدولة ، حتي يرحل رئيس الجمهورية عن موقعه» واعلنت اللجنة التي شكلت في الأيام الأخيرة إنها « لن تدخل في تفاوض حتى يرحل رئيس الجمهورية ، حسني مبارك ، عن موقعه وعندها يبدأ التفاوض الجماعي من اجل الانتقال السلمي للسلطة وتحقيق مطالب الشعب» . ويأتي هذا البيان ردا على الإعلان الذي بثه التلفزيون الرسمي ويفيد أن نائب رئيس الجمهورية عمر سليمان يستعد لفتح سلسلة من المفاوضات مع مختلف قوى المعارضة من أجل تغيير الدستور وغيرها من المطالب الإصلاحية وفق جدول زمني محدد .