عاشت مدينة سلا مباشرة بعد انتهاء مباراة النادي القنيطري ضد فريق اتحاد طنجة، والتي احتضنها ملعب بوبكر اعمار، إجراما حقيقيا في حق المواطنين الذين قادهم قدرهم إلى التواجد في محيط الملعب أو الأحياء المجاورة. ففي مواجهة بين مشجعين من النادي القنيطري وآخرين مناصرين للجمعية السلاوية، والتي استعملت فيها الحجارة، أصيب العديد من المواطنين وتم تكسير زجاج مجموعة من السيارات، كما تم تخريب حافلتين، ومثل هذا الوضع الخطير أصبحت مدينة سلا تعيشه عند إجراء كل مباراة للنادي القنيطري بمدينة سلا، وهنا لابد من التساؤل حول وعي مجلس مدينة سلا، المالك لملعب بوبكر أعمار، بخطورة الأمر؟ وإلى متى سيبقى يرخص لفريق النادي القنيطري بإجراء مبارياته في مدينة سلا؟. فقبل المباراة عاش رجال الأمن معاناة كبيرة مع جمهور فريق اتحاد طنجة، الذي حضر - وكالعادة بأعداد كبيرة - واندفع نحو بوابات الملعب بطريقة فيها الكثير من العنف،كما أنه وبحكم أعداده، فرض الأمر الواقع وصعب تفتيشهم عند الدخول، وقد عاينت جريدة "الاتحاد الاشتراكي "هذا الوضع الذي تعامل معه رجال الأمن والقوات المساعدة بكثير من الحذر والحيطة حتى يتم احتواء الموقف، وتفادي تطوره إلى انفلات أمني غير محسوب العواقب. ومما زاد الأمور تعقيدا أن مكتب النادي القنيطري، خصص المنصة الشرفية لجمهور اتحاد طنجة، الشيء الذي خلق مشاكل تنظيمية ولم يسهل مأمورية الأمن، ذلك أن مشجعي اتحاد طنجة كان لزاما عليهم المرور من جانب مدرجات حلالة بويز، التي كانت هادئة خلال بداية المباراة وأثناءها. الخطير أن قدوم مشجعي اتحاد طنجة على شكل أمواج سمح بإدخال الكثير من الوسائل المحظورة" شهب اصطناعية، فيموجين ) وأخطر ماعاينته الجريدة هو استعمال بعض القنابل، التي تطلق الدخان الكثيف والتي تستعمل لإرسال إشارات الخطر من قبل السفن والقوارب عندما تكون في حاجة إلى مساعدة. القنابل أدخلت إلى الملعب بأعداد كبيرة، واستعملت بشكل جماعي، الشيء الذي حاصر كل من كان قرب المنصة الشرفية بدخان خانق، كما أن هذه القنابل الدخانية، والتي هي عبارة عن علب تنبعث منها حرارة شديدة، وقد تمكنا من الوقوف على ذلك والتقطنا صورا لها. هذا الوضع فرض تدخلا سلميا لرجال الأمن والقوات المساعدة، لكن جماهير اتحاد طنجة تعاملت بعنف كبير اتجاه رجال الأمن، وكل من تواجد تحت المنصة الشرفية، حيث تحولت القنابل الدخانية إلى مقذوفات، وتم اقتلاع الكراسي، وأصيب رجل أمن في رأسه، كما تم رمي العديد من السكاكين، وكانت لنا الفرصة لمعاينتها، وهي سكاكين يتعدى طول نصلها 15 سنتيما. أمام هذا الوضع كان لابد من طلب المزيد من الدعم من رجال الأمن والقوات المساعدة، بالرغم من كون أعدادهم كانت قد بلغت 1200 أمني قبل بداية المباراة، كان من بينهم 265 بالزي المدني. وإلى جانب هذا الوضع الأمني الخطير، حرم رجال الإعلام من المكان الذي يستعملونه كمنصة للصحافة، ووجدوا أنفسهم مطالبين بالنزول والوقوف، خلف السياج لأن مندوب المباراة والحكم، رفضا بشكل قطعي تخصيص مكان لكي يقوم رجال الإعلام بمهامهم. كان الله في عون رجال الأمن ورجال الإعلام.