طيلة مباراة فريق الجمعية السلاوية ضد فريق الكوكب المراكشي عاش رجال الأمن والقوات المساعدة ورجال الوقاية المدنية ساعات في الجحيم، إذ كان عليهم الحضور إلى الملعب ابتداء من الساعة 11 صباحا لضبط الأمن داخل ملعب بوبكر عمار ، الذي بدأت تتوافد عليه جماهير الكوكب المراكشي وجماهير الجمعية السلاوية. وكشاهد عيان تابع هذه الأحداث منذ بدايتها، تساءلت كما تساءل الجميع، كيف يعقل أن يكون عشرات من القاصرين بين المشجعين؟ لكن، ومع بداية المباراة بدأت الأمور تتخذ انحرافات خطيرة، حيث رمى مشجع مراكشي صديقا له من المدرجات، ليتدخل رجال الوقاية المدنية لنقله إلى المستعجلات، وليتبين بأنه مصاب بكسر في ساقه، حيث وضعت له الجبيرة وعاد إلى المدرجات(أي جنون هذا؟)، بعد ذلك، كان لزاما مراقبة المدرجات بأعداد كثيرة من رجال الأمن والقوات المساعدة وتعزيز عددها للفصل بين مشجعي الفريقين حتى لا يكون هناك أي تماس يزيد الأوضاع استفحالا. هذه التعزيزات تمكنت من اكتشاف العديد من علب «السيليسون» مع مشجعي الكوكب المراكشي»إنها وسيلة أخرى من وسائل التشجيع، وربما قد يفوق صداعها صداع» الفوزفيلا» وربما مثل هذه الوسائل وغيرها من المواد المخدرة هي التي دفعت بمشجعين مراكشيين إلى اقتحام أرضية ملعب بوبكر عمار، وكان لابد من توقيف المباراة، ليبدأ التسابق بين رجال الأمن وهذين المشجعين،إلى أن تم إيقافهما. هذا الحادث اعتبره مشجعو فريق سلا تحديا لهم، وكان لابد من الرد عليه. الرد كان حماقة من مشجعين سلاويين، وكان لابد من توقيف المباراة من طرف الحكم اليعقوبي، لفتح المجال لرجال الأمن لإتمام المهمة مرة أخرى، وبعدها كان لابد أن يتبعهما اثنان من نفس الفصيل، ولتتوقف المباراة للمرة الثالثة، تم توقفت للمرة الرابعة بعد اقتحام مشجع خامس من مشجعي الجمعية السلاوية في حركة أراد أن ينوب فيها عن مهاجمي فريقه، فدخل الشباك المراكشية ليجد رجال الأمن أيضا في استقباله وتحيته على مجهوده باعتقاله وضمه إلى الستة الأوائل ليصبح عدد المعتقلين 7 (إنها دلالة على سبعة رجال). مباشرة بعد المباراة، كان على كل رجال الأمن والقوات المساعدة أن يلتفوا حول الجماهير المراكشية، ومنعهم من الخروج إلى حين مغادرة جماهير سلا الملعب ومحيطه. عذاب جميع قوات الأمن سيزداد عندما يتم اكتشاف أن الحافلات القادمة من مراكش لم تستوعب كل الجماهير، لأن الكثير منهم سافر بواسطة القطار. وهنا كان لابد من حراسة من يريد الذهاب إلى المحطة الطرقية أو إلى محطة القطار، الأمر- وكما عاينته جريدة الاتحاد الاشتراكي، لم ينته إلا في حدود الساعة السادسة و45 دقيقة، أي حوالي ساعتين بعد انتهاء المباراة، وكان آخر من غادر ملعب بوبكر عمار فريق الكوكب المراكشي مخفورا برجال الأمن، بعد ذلك غادرت حافلة لرجال الأمن، لتنتهي الجلبة والكر والفر، وبعدها هبت على مدينة سلا رياح وأمطار قوية ساهمت في إخلاء الشوارع المحيطة بملعب «بوبكر عمار»بكل من كان يريد التربص.