تحدث المخرج وكاتب السيناريو الكوري الجنوبي بارك شان ووك عن تجرته السينمائية خلال فقرة ماستر كلاس التي تدخل ضمن فقرات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، حيث تحدث عن علاقته الأولى مع السينما، كان يشاهد فيها أفلام هيتشكوك التي كانت بالنسبة له بمثابة أحلام اليقظة جعلته يقرر أن يدرس السينما، ويصبح مخرجا .. وصرح بارك شان ووك أن فيلميه الأولين لقيا فشلا ونقدا لاذعا، الى درجة الشعور بالعجز .. واليوم، حينما يأتي عندي شباب مخرجون يحكون لي عن فشلهم، يكون جوابي لهم .. حتى وإن حصلتم على رد فعلي سيء فيعني أنكم قمتم بشيء ما .. وهذه التجربة جعلتني أقرر بأنه حتى وان حصلت على نقد سيء، فأنت تحدث نقاشا، وبالتالي استطاعت أن تخلق عبره تواصلا مع الجمهور، ولكن في بعض الحالات تشعر بأن غياب الاهتمام بك يؤثر عليك .. ويقول بارك شان ووك استطعت أن أكون ناقدا سينمائيا مهما، لكن ظلت رغبة أن أكون مخرجا حاضرة معي .. وعن السينما التي أسعى إليها، يضيف المخرج الكوري، هي سينما تخلق معضلة بين الفيلم و الجمهور.. من هنا يأتي اهتمامي بموضوع الانتقام، وسنجد أن أفلاما عديدة وجزءا من الأفلام السردية عبر التاريخ سواء في الشرق أو الغرب، نجد أن هناك العديد من القصص التي لها علاقة بالانتقام، وبالتالي هي جزء من الإرث الأسيوي، لا يتم ترويجها بين الأجيال، وهي جزء من الثقافة الأسيوية . وأعتقد أن الانتقام هو الذي يفرق بين البشر والحيوانات .. والانتقام يوضح طبيعة البشر لأنك عبره لا تربح أي شيء ملموس .. ووراء الاختيار في توظيف فعل الانتقام في أعمالي السينمائية، سبب رئيسي حيث أنا لست شخصية سهلة يعبر عن غضبه بسهولة ، حيث حتى وإن تلقيت اهانات لا يمكن لي أن اعبر عن غضبي تجاهها .. وعن فعل الكتابة قال بارك شان ووك ، افضل الكتابة رفقة شخص آخر ،وحينما أكتب لوحدي أشعر بالوحدة ، الشيء الذي يجعل مني حبيس أفكاري .. لكن المهم في الكتابة عندي، هو أن أواصل كتابة القصة الى نهايتها .. ومن الخطأ هو أن تكون مثاليا في كل كتاباتك، وفي كل جملة، وهذا قد يشكل عائقا خلال مسار الكتابة وبارك شان ووك، قدم العديد من الأعمال الفنية المميزة التي حققت إيرادات هائلة في كوريا الجنوبية منها فيلم "القمر هو حلم الشمس" سنة 1992، فيلم بعنوان "الثلاثي" سنة 1997، وفيلم "المنطقة الأمنية المشتركة" سنة 2000، والذي حصل على جائزة الجمهور من مهرجان الفيلم الأسيوي.