توالت المواقف غير المسبوقة داخل الطبقة السياسية الجزائرية حول الصحراء المغربية وموقف النظام الجزائري منها وتزايدت قوتها ووضوحها في الآونة الأخيرة. فقد طلبت لويزة حنون، زعيمة حزب العمال الجزائري والمعارضة التاريخية للنظام في البلاد، من الرئيس بوتفليقة احترام وحدة المغرب، وانتقدت استقباله لعبد العزيز المراكشي «زعيم البوليساريو» في العاصمة الجزائرية قبل أيام. و قالت إن الاستقبال «ليس من أولويات الجزائر في الوقت الحاضر» مؤكدة أنها تعبر عن موقف عدد كبير من الجزائريين الرافضين لسياسة البلاد الحالية تجاه قضية الصحراء المغربية، مؤكدة أنها تدافع عن وحدة التراب المغربي كاملا، ورافضة لانفصال الصحراء عن المغرب. وقد أشارت حنون الى وجود سياسيين في الجزائر بدؤوا في الوعي بمخاطر الموقف الحالي للنظام الجزائري ، مؤكدة أن كل من يتفق معها في الموقف الداعم للوحدة المغربية يمتلك رؤية استراتيجية في تحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة بعيدا عن إرهاب الجماعات الإسلامية ومخاطر التقسيم، لأن الجزائر بدورها سوف تكون مهددة بالتقسيم إذا مر مشروع إقامة حكم ذاتي للمغاربة في الصحراء المغربية. نور الدين بوكروح الوزير الأسبق للتجارة و مؤسس حزب التجديد الجزائري كسر بدوره الطابو ودعا الجزائر الى تجاوز «دفع فاتورة» مساندتها للانفصال، معتبرا أن المغرب ربح المعركة في الصحراء. وهو ما لم يكن متوقعا في جزائر العقود الماضية. ويضاف هذا الموقف إلى ما عبر عنه عمار سعداني، الأمين العام لجبهة التحرير الوطني الجزائرية، عندما رفض التصريح حول قضية الصحراء في برنامج تلفزي «قضية ونقاش» الذي تبثه قناة «النهار»، حيث برر رفضه بالقول « إنه لو تحدث عن القضية الصحراوية سيخرج الناس إلى الشارع». وموقفه له قوة من حيث أنه كان سباقا الى إعلان مواقف غير مسبوقة من مكونات النظام. وكان الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم بالجزائر قد اتهم رئيس المخابرات الفريق محمد مدين المعروف ب«الجنرال توفيق»، وطالبه بالاستقالة واتهمه ب «التقصير» في مهام حماية البلد والتدخل في كل مفاصل الدولة. كما تنبأ بالتغييرات التي ستطال النظام ومؤسسة المخابرات العسكرية بقل حدوثها.