بعد خرجة عمار سعداني، الأمين العام لحزب "جبهة التحرير الوطني"، أكبر الاحزاب الجزائرية وحزب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، والذي خلق جدلا كبيرا بالجزائر بعد ان لمّح في حوار على قناة الشروق أنه يتبنى موقفا مخالفا لنهج النظام الجزائري، المرتكز على دعم جبهة البوليساريو ومعاداة الوحدة الترابية للمغرب، جاء دور لويزة حنون، زعيمة حزب العمال الجزائري، التي عارضت بشدة موقف الجزائر الداعم لجبهة البوليساريو، معبرة عن دعمها لقضية الصحراء المغربية وعن وحدة المغرب الترابية. وطالبت لويزة حنون الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بإحترام وحدة المغرب، حيث انتقدت استقباله ل "زعيم البوليساريو" في العاصمة الجزائرية بداية الاسبوع الجاري.
وقالت حنون في تعليق لها على الإستقبال، حسب ما أوردته صحيفة العرب اللندنية، "ليست من أولويات الجزائر في الوقت الحاضر"، مؤكدة أن "البحث عن أجواء سياسية جيدة يمكن من إعادة الدفء إلى العلاقات الجزائرية المغربية، هو ما يجب على الحكومة الحالية أن تتوجه إليه"، مذكرة بأن المغرب العربي في هذه المرحلة بحاجة إلى توحيد الجهود أكثر في العديد من المجالات خاصة الأمنية، والمتعلقة بمكافحة الإرهاب وتشديد الحصار على تحرك الجماعات الإرهابية التي تنتقل بحرية بين الحدود وصولا إلى عمق أفريقيا في الكامرون والنيجر ونيجيريا.
قالت رئيسية حزب العمال الجزائري إنها تعبر "عن موقف عدد كبير من الجزائريين الرافضين لسياسة البلاد الحالية تجاه قضية الصحراء المغربية"، مؤكدة أنها تدافع عن "وحدة التراب المغربي كاملا"، و"رافضة لانفصال الصحراء عن المغرب".
وأكدت لوزية حنون، حسب ما أوردته ذات الصحيفة، عن رفضها لتفكيك أي بلد مغاربي، متسائلة عن المصلحة التي ستجنيها الجزائر من دعم الجبهة الانفصالية وتفكيك المغرب.
وأكدت حنون، المعروفة بخرجاتها الإعلامية المثيرة للجدل، أن موقفها تجاه قضية الصحراء ليس حكرا عليها فقط، وإنما يعكس رأي عدد كبير من المواطنين الجزائريين تجاه السياسة النظام الحالي في التعاطي مع الصحراء المغربية.
ولم تستبعد حنون، المعروفة بخرجاتها الإعلامية المثيرة للجدل، انعكاس هذا الدعم على الجزائر نفسها، حيث قالت محذرة "إن الذهاب في موقف التقسيم سوف يعود بالتقسيم على بلادنا عاجلا أم آجلا، فالأمن الاستراتيجي للمغرب العربي أهم من أي رؤى منقوصة وظرفية للواقع".
وجددت حنون، حسب ما جاء في جردة العرب، تأكيدها على أن دعم الجزائر للبوليساريو التي تسعى إلى إقامة دولة صحراوية جنوب المغرب، يعد مسا بوحدة هذا الأخير الترابية، وتحقيقا لمخططات استراتيجية تستهدف عددا من الدول المغاربية أهمها المغرب.
وأوضحت حنون أن قضية الصحراء من المسائل المعقدة، إلا أنه ومع توفر الإرادة سيكون من السهل إيجاد حلول لها حسب قولها.
ورفضت زعيمة حزب العمال فكرة قيام دولة صحراوية مستقلة عن المملكة المغربية، مؤكدة معارضتها لمحاولة تفتيت الوحدة الترابية للمغرب أو أي بلد مغاربي.
وقالت حنون أنه ورغم تعقيد قضية الصحراء، إلا أن حلها يتطلب إرادة سياسية لدى جميع الأطراف، مشددة على ضرورة تكافل الجهود السياسية من أجل "تهيئة الأجواء الملائمة للخروج بحل سليم وأخوي لمسألة الصحراء".
وشددت حنون على ضرورة "رأب الصدع" بين الجارتين المغرب والجزائر، المحكومتين بروابط الدين والتاريخ والتجاور، مؤكدة أن كل ما من شأنه مس المغرب سينعكس لا محال على الجزائر مستقبلا.