بعد النجاح الذي سجلته بعدة مدن مغربية، منذ انطلاقها عام 2009، توجهت مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش إلى خنيفرة في قافلة طبية واجتماعية لتحط رحالها بالمستشفى الإقليمي بهذه المدينة الأطلسية من أجل علاج مرضى الساد، أو ما يعرف شعبيا ب «الجلالة»، وذلك بشراكة مع وزارة الصحة ومؤسسة الحسن الثاني لطب العيون، حيث دامت خدماتها الإنسانية، من 9 نونبر إلى 14 منه، بكل ما تحتاجه من موارد بشرية ووسائل لوجيستيكية وتقنية وطبية، وإطعام للفريق المكلف بالتشخيص والتمريض والتطبيب. وفي بلاغ، تسلمت «الاتحاد الاشتراكي» نسخة منه، لم يفت مسؤولي مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم، التأكيد على أن هذه القافلة، المنظمة تحت الرعاية الفعلية للأمير مولاي رشيد، هي الثانية بعد محطة بركان التي نظمت خلال أكتوبر الماضي، والتي تعتبرها مؤسسة المهرجان، موعدا سنويا إنسانيا، ورمزا للتعاون والتآزر مع أفراد المجتمع من مختلف المناطق، سيما منهم الطبقات المحتاجة والفقيرة والمعوزة، والقاطنة بالمناطق النائية والمعزولة، التي لا تسمح لها إمكانياتها بتحمل مصاريف العلاج أو انتظار موعد علاجها، إذ لم يفت مصادر طبية الإشارة إلى أن بين المستفيدين من القافلة يوجد منتمون ل 27 دوارا على تراب الإقليم، وأزيد من 170 شخصا قدموا من مناطق بعيدة، تم وضع وسائل خاصة للنقل والإقامة مجانا لفائدتهم. وفي هذا الإطار، أوضحت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن حوالي 1000 حالة تم تشخيصها، وقدمت لأصحابها كل العلاجات الطبية والأدوية الخاصة، ومنهم أزيد من 300 شخص استفادوا من عمليات جراحية تطلبت أكثر من 120 ساعة، بمعدل 60 إلى 70 حالة في اليوم، وجميعها بملفات وتحليلات طبية مكتملة، سهر على نجاحها فريق يتكون من 70 متطوعا، من بينهم 20 جراحا في العيون من الرباط، ومدن أخرى كخنيفرة وميدلت وبوعرفة ...، منهم أساتذة في المجال ومختصون في التخدير (البنج)، وحوالي 50 مساعدا من أسرة التمريض، في حين لم يفت مصادرنا الإشارة لثلاثة مواطنين طلبوا بالتطوع في المساعدة دون مقابل. وضمن البرنامج المسطر للقافلة، وكما هي العادة، تعمل مؤسسة المهرجان الدولي على إحضار وجوه فنية معروفة من المغرب وخارجه، مثل سعيد الناصري وكمال كاظمي وعزيز دادس وخديجة سعد وعزيز سعد الله ومحمد خويي وهشام بهلول وفاطمة تيحيحيت ويونس ميكري وأسماء الخمليشي، وهلين دي فوجيغول وماري جيلان، والمصرية يسرا والهندية سريديفي وغيرهم، فاختارت لخنيفرة حضور الممثلين المغربيين سامية أقريو وإدريس الروخ، لدعم المرضى نفسيا ومعنويا وإعطاء القافلة حجمها الحقيقي، وموازاة مع ذلك نظمت مؤسسة المهرجان الدولي، بشراكة مع المركز السينمائي المغربي، وعلى مدى أيام الحملة الطبية، عرض سلسلة من الأفلام المغربية بساحة 20 غشت بخنيفرة، لفائدة ساكنة المدينة التي تفتقر لقاعة سينمائية منذ سنوات طويلة بعد إغلاق الوحيدة بها. وخلال القافلة، قام وفد رسمي من السلطات الإقليمية والمحلية، صباح يوم الخميس 12 نونبر، بزيارة جماعية للمستشفى الإقليمي بخنيفرة، حيث تفقد خيام القافلة وقاعة العمليات الجراحية، واطلع الجميع على ما قدمه مسؤولو القافلة من شروحات وتوضيحات. و كشفت مصادر من القافلة أن مجموع العمليات الجراحية التي سجلت بالمحطات السابقة بلغ عددها حولي 3000 عملية استفادت منها قاطنة مجموعة من المناطق، منها مراكش، الرباط، تيفلت، طاطا، كلميم، دمنات، تاحناوت، الداخلةوبركان.