الفني لا يلغي الاجتماعي في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش مهرجان مراكش هو السينما بامتياز، والسينما لغة بصرية دون شك، وعندما نستعمل البصر للاستمتاع بالمشاهد المتوالية لفيلم من الأفلام، لاشك نتأسف لكل مرضى العيون ممن لا يستطيعون مثلنا التمتع بمباهج الإبصار، هكذا جعلنا المهرجان دورة بعد أخرى نفهم مقاربته التي تدمج الجانب الفني بالعنصر الإنساني من خلال القوافل الطبية التي يقوم بها إلى المناطق النائية لإجراء فحوصات وعمليات جراحية وتقديم نظارات لمرضى العيون. على هامش دورته الرابعة عشرة، ينظم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش حملة طبية- اجتماعية جديدة للجراحة ضد مرض الساد بمدينة تاحناوت. وتستهدف هذه الحملة الفئات المعوزة، من خلال إجراء فحوصات لمختلف الحالات التي تعاني ضعفا في البصر ومختلف أمراض العيون، والتكفل بنحو 400 مريض من خلال استفادتهم بالمجان من العلاج الطبي أو من إجراء العمليات الجراحية اللازمة. تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، والرئاسة الفعلية لصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، ينظم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، المرحلة الثانية من العمليات الجراحية المجانية ضد مرض الساد برسم سنة 2014. ويدعم هذه الحملة، التي تنظم بشراكة مع وزارة الصحة ومؤسسة الحسن الثاني لطب العيون، الممثلون المغاربة هشام بهلول، فاطمة تيحيحيت وكمال كاظمي. وبذلك تستهدف حملة 2014، التي جرت مرحلتها الأولى بمدينة الداخلة خلال شهر شتنبر الماضي، تعزيز رصيد الالتزام الاجتماعي لمهرجان مراكش، من خلال تمكين 400 شخص يعانون من ضعف البصر من الفئات المعوزة من جهة مراكش-تانسيقت-الحوز من استعادة نعمة البصر والتمتع بكافة حقوق مواطنتهم. وبتأطير من فريق طبي يتكون من 20 طبيبا متخصصا ينتمون لمؤسسة الحسن الثاني لطب العيون، ودعم من الطاقم الطبي لمستشفى محمد السادس بتاحناوت، ستتخلل هذه الحملة المئات من الكشوفات الطبية، وهو ما سيتطلب أزيد من 120 ساعة من العمليات الجراحية. ويشكل هذا العمل الإنساني، الذي تم تبنيه في إطار المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، لحظة ثقافية متميزة، تتوخى تمكين الجميع من الاستمتاع بالسينما، خاصة في المناطق والجهات التي لا تتوفر على قاعات للعرض السينمائي أو دور للثقافة بشكل عام. وفي هذا الإطار، تواكب حملة 2014 للجراحة ضد مرض الساد تقديم عروض أفلام بواسطة القوافل السينمائية بكل من تاحناوت وتامنصورت، وذلك بشراكة مع المركز السينمائي المغربي. هذه القوافل التي تقدم للساكنة المحلية فرصة الاستمتاع بالإنتاج السينمائي المغربي، وبعروض الأفلام الوثائقية التوعوية والتحسيسية حول الأمراض المسببة للعمى. منذ انطلاقها سنة 2009، قامت حملة الجراحة ضد مرض الساد بإجراء نحو 2660 عملية جراحية ضد هذا المرض، والتكفل بنحو 36000 شخص فيما يخص العلاج المتخصص في مجال طب العيون. وقد جندت هذه الحملات بالإضافة إلى الفرق الطبية العاملة في المستشفيات المحتضنة لها، ما يقارب 90 طبيبا وإطارا طبيا متخصصا، مما يتطلب ما يقارب 850 ساعة من العمليات الجراحية. مع الإشارة إلى أنه منذ سنة 2012، تم توزيع نظارات بصرية بالمجان على المرضى المستفيدين من الفئات المحتاجة. يشار إلى أن مهرجان مراكش ينظم حملتين للجراحة ضد مرض الساد في السنة، وقد استفاد منها إلى غاية اليوم ساكنة مناطق مراكش (2009-2010)، مراكش والرباط وتيفلت (2011)، مراكش وطاطا وكلميم (2012)، دمنات وتاحناوت (2013) والداخلة 2014. وكانت كل هذه الحملات مسبوقة بفحوصات طبية بالمستشفيات والمراكز الصحية المحلية. وقد حظيت هذه الحملة الإنسانية بدعم رائع من فنانين مشهورين: هيلين دو فوجرول، يسرا، ماري جيلان، سريديفي، سعيد الناصري، رشيد الوالي، عزيز داداس، أسماء الخمليشي، خديجة أسد، عزيز سعد الله، ومحمد خيي.