الثقافي في ركاب الاجتماعي بشراكة مع وزارة الصحة ومؤسسة الحسن الثاني لطب العيون و المركز السينمائي المغربي، اختتمت السبت الماضي بمدينة الداخلة، الحملة الطبية الاجتماعية السادسة للجراحة ضد مرض الساد، التي ينظمها المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، على هامش دورته الرابعة عشرة، وتستهدف هذه الحملة، التي صارت تقليدا دأب عليه المهرجان، منذ سنة 2009، الفئات المعوزة، من خلال إجراء فحوصات لمختلف الحالات التي تعاني ضعفا في البصر ومختلف أمراض العيون، والتكفل بالمرضى من خلال استفادتهم بالمجان من العلاج الطبي أو من إجراء العمليات الجراحية اللازمة. وكانت الحملة التي تنظم برعاية جلالة الملك وتحت الرئاسة الفعلية لسمو الامير مولاي رشيد، قد انطلقت في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، بتأطير من فريق طبي يتكون من 17 طبيبا متخصصا ينتمون لمؤسسة الحسن الثاني لطب العيون، ودعم من الطاقم الطبي لمستشفى الحسن الثاني بالداخلة، وتخللتها المئات من الكشوفات الطبية، ما تطلب أزيد من 50 ساعة من العمليات الجراحية التي استفاد منها المرضى المرشحون لتلقي العلاجات الطبية أو لإجراء العمليات الجراحية اللازمة. وقد حظيت العمليات الجراحية ضد مرض الساد هذه السنة بدعم الممثل المغربي محمد خيي، وذلك بعد أن سبق لها أن استفادت من مساندة فنانين مشهورين أمثال هيلين دو فوجرول، يسرا، ماري جيلان، سريديفي، سعيد الناصري، رشيد الوالي، عزيز داداس، أسماء الخمليشي، خديجة أسد، وعزيز سعد الله. يشار إلى أن حملات الجراحة ضد مرض الساد قد راكمت رصيدا مهما تمثل في إجراء نحو 2550 عملية جراحية ضد هذا المرض و 3500 فحص طبي مختص في أمراض العيون وهمت إلى غاية اليوم كل من مناطق مراكش (2009-2010)، مراكش والرباط وتيفلت (2011)، مراكش وطاطا وكلميم (2012)، دمنات وتاحناوت (2013). وكانت كل هذه الحملات مسبوقة بفحوصات طبية بالمستشفيات والمراكز الصحية المحلية. ومن المرتقب أن يتم تنظيم المرحلة الثانية من حملة 2014 بتاحناوت. ويشكل هذا العمل الاجتماعي، والذي تم تبنيه في إطار المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، لحظة إنسانية متميزة، تتوخى جعل الفعل الثقافي في خدمة ما هو اجتماعي / إنساني...من خلال إدخال السعادة الى القلوب ... وتمكين الجميع من الاستمتاع بالحياة وإشراكهم في الاحتفال بالفن السابع. وتكرس حملة هذه السنة رصيد الالتزام الاجتماعي لمهرجان مراكش، من خلال تمكين المئات من ضعاف البصر من الفئات المعوزة من استعادة نعمة البصر والاستمتاع بالحياة و بمشاهدة السينما (وعلاش لا). ولأن الحياة سينما، تواكب القافلة السينمائية التابعة للمركز السينمائي المغربي باستمرار الحملة السنوية للجراحة ضد مرض الساد من خلال تقديم عروض أفلام بهذه المناطق.