نطلقت، اليوم الأربعاء، بكل من المركز الاستشفائي مولاي يوسف بالرباط والمستشفى المحلي بتيفلت حملة طبية مجانية لجراحة العيون بمبادرة من مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش وبشراكة مع وزارة الصحة ومؤسسة الحسن الثاني لطب العيون. وسيستفيد من هذه المبادرة، المنظمة تحت الرئاسة الفعلية لصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، حوالي 300 من المرضى المعوزين المنحدرين من جهة الرباط ونواحيها، حوالي 10 في المائة من بينهم أطفال. وشارك في هذه الحملة الطبية مجموعة من الفنانين المغاربة الذين عبروا عن استحسانهم وتشجيعهم لهذه المبادرة الإنسانية النبيلة. وأوضحوا، في تصريح للصحافة، أن مشاركتهم في هذه المبادرة التي تنظمها مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش والتي سبقتها مبادرات أخرى كانت ناجحة بامتياز; لما عرفته من إقبال، خصوصا من قبل الأشخاص المسنين، تأتي في إطار الدعم المعنوي الذي يمكن أن يقدمه الفنان من خلال حضوره وقربه من المرضى والحديث معهم من أجل التخفيف عنهم. وأضافوا أن هذه المبادرة من شأنها فتح باب الأمل في حياة أفضل للعديد من المرضى الذين ستعاد لهم نعمة البصر بعد إجراء العملية الجراحية. وأوضح الدكتور علي حسن جراح بمؤسسة الحسن الثاني لطب العيون، في تصريح مماثل، أن هناك عدة تحضيرات لمدة تزيد عن شهرين شملت التحاليل والفحوصات سبقت العمليات الجراحية، وذلك لتفادي وقوع مضاعفات أثناء أو بعد العملية خصوصا بالنسبة للأشخاص المسنين الذين يعانون من ارتفاع الضغط وداء السكري، مضيفا أن هناك صعوبات يمكن أن تواجه الجراح أثناء إجراء العملية الجراحية، خصوصا إذا كان المريض متقدما في السن، تكون مرتبطة بتضرر شبكة العين وماء العين، غير أن هذه الصعوبات يمكن تجاوزها بوجود فريق طبي متمرن. أما رئيس مصلحة طب العيون بالمركز الاستشفائي مولاي يوسف بالرباط، فأوضح، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الحملة الوطنية التي شملت مدينة الرباط ومحيطها القروي، استعملت فيها أحدث التقنيات سواء أثناء إجراء التحاليل أو إجراء العمليات الجراحية، مضيفا أن خاصية هذه الحملة الثالثة هي إجراء عمليات جراحية للأطفال الذين يعانون من الحول أو الجلالة الوراثية التي تؤدي إلى العمى. وأشار إلى أن الفريق الطبي الذي أشرف على العمليات الجراحية سيقوم بالمراقبة البعدية للمرضى لمدة شهر. ومن جانبه، أكد الكاتب العام لمؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش السيد جليل لعكيلي، في تصريح مماثل، أن هذه الحملة الثالثة، التي تنظمها المؤسسة على مدى أربعة أيام لفائدة الأشخاص المعوزين الذين يعانون من أمراض العيون، سيستفيد منها حوالي 300 من المرضى من بينهم 30 طفلا، أصغرهم يبلغ من العمر ثلاثة أشهر أجريت له اليوم عملية جراحية كللت بالنجاح. وأشار إلى أن المؤسسة ستعمل على تنظيم حملتين لجراحة العيون مرتين في السنة، عوض مرة واحدة، كما سيتم استدعاء المستفيدين من هذه الحملة لحضور فعاليات المهرجان الدولي للفليم بمراكش. وفي سياق ذلك، ذكر السيد لعكيلي بأنه كان لمؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش السبق في إنتاج أربعة أفلام خاصة بالمكفوفين وضعاف البصر بتقنية الوصف السمعي، وهي بصدد إنتاج الفيلم الخامس لتمكين هذه الفئة من المجتمع من الاستمتاع بما يعرض بقاعات السينما.