مناسبة هذا الملف ، هو نزول الإصدار الجديد للكاتب الإسباني خيسوس غريوس « التنقيب بين السحب « للمكتبات بإسبانيا في شهر يونيو 2015 ، و هو كتاب مثير خصصه لأسرار الكتابة و خبايا المطبخ السري لكبار المؤلفين في صنع أعمالهم الشهيرة و غرائب عوائدهم ، و طريف طقوسهم ، و نظرتهم للكلمة و دور الكتابة .. يتحدث خيسوس غريوس في هذا الملف المنجز في شكل حوار أجريناه معه تخليدا لذكرى عبوره من مراكش ، بعد أن أقام بها أزيد من 12 سنة و قرر خلال شهر ماي 2015 مغادرتها ، يتحدث عن كُتاب من طينة غارسيا ماركيز و مرغريت يورسينار و و ليام فوكنر و هنري ميللر و إرنست همنغواي و بروست و فلوبير و بول بولز و خورخي بورخيس و جورج أمادو و يوسا فارغاس و إستفنسون و خوان غويتصوللو و تريمان كابوتي وغيرهم .. و يستحضر طقوسهم الغريبة في التأهب لفعل الكتابة ، حيث يفصح الإبداع عن المكان الدقيق من الحياة الذي يؤهله للنضج و الاكتمال . خيسوس غريوس روائي إسباني من جزيرة دي مايوركا أصدر عدة أعمال لاقت نجاحا كبيرا ، في مقدمتها رواية « زرياب « التي استلهم فيها حياة شخصية زرياب بالأندلس . كما أصدر مجموعات قصصية و نصوص مسرحية و كتب سيناريوهات لأفلام سينمائية . أسفله، الجزء الثاني والأخير من الملف الذي نشرنا جزأه الأول في العدد الماضي من الملحق الثقافي. خيسوس غريوس الصمت و النظام و الانضباط n بالنسبة للكاتب خيسوس غريوس ، كيف يبني عالم رواياته ؟ oأفكر كثيرا قبل البداية . إذ ينبغي لي ان أجد فكرة العمل ، و بعدها أبحث عن كيفية تحويلها إلى رواية . لا أستطيع أن أبدأ الكتابة من دون أن أعرف مسبقا ماذا سأكتب و كيف سأكتبه . إذ هناك استراتيجيات ينبغي التفكير فيها ، مثلا هل سأبني الحكاية على ضمير المتكلم أو على ضمير الغائب . ما هو صعب في الحكاية هو الإيقاع و طريقة الحكي. لذلك لا أتسرع كثيرا و آخذ كامل وقتي في التفكير . فعندما أتوصل إلى الفكرة أبدأ في التفكير في صيغة إنجازها ، و بعدها أتركها لمدة و أعود إليها . و العجيب ، هو أنه بعد مرور سنتين أو ثلاث ، يظهر فجأة ما كنت أبحث عنه ، و تصير صورة العمل مكتملة ، فاشرع في الكتابة . n و هل تصاحب فعل الكتابة لديك عوائد معينة ؟ oأستيقظ باكرا . في السابعة و النصف أكون أمام حاسوبي الخاص و إلى جانبي إناء كبير للشاي الأسود . و أشرع في العمل ، من دون موسيقى أو أية موتيفات أخرى . أنطلق من النقط التي أكون قد دونتها مسبقا ، إذ لا ينبغي للكاتب أن يأتي بذهن فارغ أمام الحاسوب . بل عليه أن يعرف منطلقا لما سيقوم به ذلك الصباح . أتذكر هنا ما كان يقوله بيكاسو : الإلهام يأتي مع العمل . و أعتقد أن ذلك يبدأ أولا مع الانضباط . التركيز يسبق الإلهام ، بل إن الإلهام هو حالة كبرى من التركيز . عندما تستغرق أكثر في العمل ، فإن قدراتك ككاتب تتقوى و تصل إلى إمكاناتها القصوى . n هل من طقوس تلزمك للاستمرار في الكتابة ؟ o ليس هناك طقوس محددة ، و لكن لا أستطيع العمل في مكتب غير مرتب . الفوضى تقلقني . إذا وجدت المكتب غير مرتب أشرع أولا في تنظيمه ، كما لو كنت أرتب ما يدور في دماغي من أفكار و صور . لا أكتب على إيقاع الموسيقى ، الصمت موسيقاي المفضلة أثناء الكتابة ، و مكتبي لا يطل على نافذة الغرفة ، بل أوليها ظهري ، حتى لا أتعرض للتشويش ، و طبعا لا أجيب على الهاتف . من قبل كنت أشتغل ثماني ساعات متواصلة ، اليوم أشتغل في الفترة الصباحية خمس ساعات و نصف . n وعندما تواجه انحسارا في الكتابة ؟ o في بعض الحالات تواجه القصة التي أكتبها مأزقا لا أستطيع الخروج منه، و لا يسمح بالتقدم في العمل . أتوقف عن الكتابة ، و أخرج و أشرع في التفكير . أنا كائن مشاء ، أفكر جيدا أثناء المشي ، و لا أستطيع التفكير جالسا . و لذلك أخصص فترة ما بعد الظهر للمشي و التجوال ، و خلالها أفكر في الحلول ، و في الإمكانيات التي ينبغي استثمارها لتطوير الرواية التي أكتب ، و كذا في التعديلات التي ينبغي إجراؤها و الحوارات التي ينبغي أن تدور بين الشخصيات في هذا المقطع أو ذاك . عندما أعود في المساء إلى البيت ، أدون كل هذه الأفكار ، و في الصباح الباكر من اليوم الموالي أستأنف العمل . بعدها تنبغي العودة إلى النص قصد تنقيح لغته ، و تقوية معجمه . أذكر هنا جملة قالها أوسكار ويليد عندما سأله أحدهم : ماذا تفعل ؟ فرد عليه : " في الصباح أضح فاصلة ، و في المساء أزيلها " و هذا ما يحدث فعلا لكل الكتاب . أنا أقرأ بصوت عالي ما كتبته ، لأسمع إيقاعه . و ذلك ما كان يقوم به فلوبير ، حيث كان يقصد غابة مجاورة لمكان إقامته ، و يشرع في قراءة ما كتبه في الصباح بصوت مرتفع . بهذه الطريقة أكتشف مثلا أن هذه الجملة ليست في محلها ، و تلك ينبغي حذفها أو تعديلها . n هل الإيقاع مهم في السرد أيضا ؟ o بالطبع ، جد مهم . في بعض الأحيان تكتب جملة طويلة ، فتجد أنها قتلت إيقاع النص الروائي الذي تكتبه ، فيكون عليك حذفها ، و تعويضها بجملة تنسجم مع الإيقاع . و لذلك ينبغي أن تعيد قراءة النص عدة مرات لتتخذ القرار بأن ما كتبته يصلح فعلا لتقديمه للنشر . n كثير من الناس يعتقدون أن الإيقاع مسألة تهم الشعر وحده ؟ o هذا تصور خاطئ ، الإيقاع في السرد حاسم و عامل أساسي في نجاحه . الأعمال الروائية الكبرى ، هي إيقاع محض . الإيقاع المكتمل هو الذي يمنحك فرصة التنفس و الاستمرار . إنه سحر الكتابة ، الذي يميز الكاتب الجيد . المشي و الاسترخاء لتجميع الأفكار nلنتحدث عن علاقة الفضاء بالكتابة ، بالنسبة لك هل غيرت مراكش من إيقاع نصوصك السردية ، هل عدلت شيئا من تصورك للناس و العالم ؟ oأولا مراكش منحتني مواضيع كثيرة للكتابة . إنها مدينة أدبية ، وغنية بالمواضيع التي يمكن للكاتب التقاطها في نصوص قوية . و ذلك من خلال الناس ، وما تشاهده بالمدينة أثناء تجوالك . مراكش مدينة تحكي القصص . و ليس على الكتب سوى أن يرى و يسمع . n ما هي نوعية هذه المواضيع التي استوحيتها من مراكش ؟ o مثلا كتاب « قصص مغربية « الصادر بالإسبانية ، مستوحى بكامله من قصص حقيقية سمعت بها أو رأيتها بمراكش . و حتى السيناريو الذي كتبته مع ميشيل كوهن ، فهو يتضمن أربع قصص من المدينة . في مراكش الكثير من القصص التي يمكن كتابتها ، و خاصة في ما يتعلق علاقة المغاربة بالأجنبي . المراكشي شخص يجيد الحكي . في الدرب الذي كنت أقيم فيه بمراكش ، يقطن شخص عرفته طفلا و الآن هو شاب يافع أسميه بالممثل . لأن له قدرة كبيرة على اختلاق القصص . فهو يعترض طريقي ، و كل مرة يسرد قصة وقعت له أو لواحد من أسرته ، أو لأحد زملائه ، لتكون مبررا لطلب دعم مالي . الحياة في مراكش كلها قصص ، و الحكي جزء لا يتجزأ من حياة المراكشيين و أسلوبهم في العيش . n و ماذا عن هذا التأرجح بين الكتابة و الحياة الذي يعانيه الكاتب ؟ oعندما تنضج فكرة العمل في رأسي ، يصبح هاجسي الأول هو أن أتواجد أمام الكمبيوتر لكتابتها ، قد تقدم لي دعوة لزيارة باريس أو نيويورك ، فأرفضها ، لأن كل ما أفكر فيه ، هو كتابة هذا الفصل من الرواية الذي نضجت صورته في ذهني ، و يمثل ذلك في حد ذاته متعة كبيرة لكاتب محترف . طريقتي في العمل كما قلت لك سابقا ، هي الانضباط في الكتابة اليومية لخمس ساعات و نصف ، و فيما بعد الظهر أتفرغ للمشي و التجول و الاسترخاء و تجميع الأفكار التي سأعمل عليها في الغد . أبدأ أولا بتحديد هيكل الرواية ، ثم أطور القصة ، و أطعم إيقاعها ، و أجود الحوارات ، و عندما أكون قد انتهيت من رواية ما أريد سرده ، أشرع في تنقيح اللغة ، و تهذيب الكلمات و البحث بدقة في معجم الأفعال و النعوت و غيرها ، و الاشتغال على الفواصل و النقط و تقطيع الجمل . في هذا المستوى نكون في قمة المتعة . لأن العمل يكون فنيا أكثر . أما المرحلة التي تسبق ذلك و هو الاشتغال على الفكرة و كتابتها ، فالأساسي فيها هو الانضباط ، لأن الأمر يتعلق بالعمل ، أي الحرفة . nعندما تضع نقطة النهاية ، في العمل تحين لحظة مكافأة الذات .. oاسمح إن كنت قاطعت كلامك ، لكن في بعض الأحيان تكون الصفحة الأخيرة قد كتبت قبل الصفحة الأولى من الكتاب . إذ أبادر لكتابة نهاية الرواية لأن فكرتها اتضحت بقوة . البداية يقع فيها نوع من التردد . غارسيا ماركيز ، كان يقول إن الفقرة الأولى من العمل هي الأطروحة العامة للرواية بكاملها . و لذلك يشتغل كثيرا على صياغة الفقرة الأولى من الرواية ، لأنها تعلن عن القصة . أنا مثلا عندما أدخل مكتبة ما ، و أعثر على كتاب لا أعرف كاتبه، أقرأ صفحته الأولى ، وهي التي تحفزني على اقتنائه ، فأقول ان هذا الكاتب متميز أو أنه رديء . وبقدر ما ينبغي أن تكون الفقرات الأولى متقنة ، النهاية ينبغي أن تكون صادمة للقارئ ، محققة للدهشة و الذهول . و عندما تصبح النهاية منتظرة من قبل القارئ قبل أن يُتم قراءة العمل ، فذلك فشل ذريع للكاتب . هناك كُتاب لا تقوم استراتيجيتهم في السرد على النهاية المفاجِئة ، بل قد يعلنون عن النهاية منذ بداية الرواية ، لكن المفاجأة تكون في التفاصيل التي أدت إلى هذه النهاية . و رغم ذلك فالنهاية تتطلب طريقة جميلة في الكتابة ، إنها النوتة الأخيرة التي تبقى في ذهن القارئ من سمفونية ممتعة . فرلين : «في الواقع لا يمكن إنهاء كتاب» nو بعد أن تنهي الكتاب و تسلمه للنشر .. o مع الأسف بعد قليل من الوقت ، و بعد أن صار الكتاب غريبا ن عني ، يظهر أحساس غريب بأنه كان من الممكن تطويره إلى الأحسن ، لكن أوان ذلك قد فات . الشعر فرلين كان يقول :» في الواقع لا يمكننا إنهاء كتاب « إذ يمكن دائما تحسينه و إعادة كتابته. لو – n هل أحسست مرة بندم على نشر واحد من كتبك ؟ أو أحسست بأنه كان بإمكانك أن تكتبه بطريقة أحسن ؟ oنعم حدث ذلك .و لهذا السبب يجب أن تنسى عملك بعد أن تفرغ من كتابته ، و تتركه لمدة ستة أشهر أو أكثر و تعود إليه . هذه المسافة الزمنية كفيلة بإثارة انتباهك للجوانب التي ينبغي تغييرها في الكتاب . هناك نوع من الألفة تحجب عنك رؤية حقيقة عملك ، لذلك ينبغي ، قبل نشره ، أن تحدث فسحة زمنية بينك و بينه لتمتلك نظرة الآخر الذي يدرك الأمور من الخارج ، و ليس نظرة الأم التي تحب أبناءها . هناك شجاعة الحذف التي ينبغي للكاتب أن يتحلى بها . غير ما مرة عندما أقرأ مخطوط الكتاب الذي أنا بصدد إنجازه ، أعثر على جملة جميلة ، فأقول مع نفسي : أعجبتني هذه الجملة لأنها جميلة جدا ، لكن هل هي دالة ؟ هل هي ضرورية ؟ و مارغريت يورسينار كان تكتب في الصباح ، وفي المساء تراجع ما كتبته و بيدها قلم الرصاص ، و تقوم بحذف عدد من الكلمات التي لم تكن ضرورية . و تدون ذلك بهذه الصيغة « اليوم حذفت سبع كلمات من النص لم تكن ضرورية «. n بناء على ذلك هل يمكننا إعادة تعريف الكتابة بأنها اقتصاد الكلمات ؟ o الأمر يختلف حسب الأسلوب . الباروكيون يحبون استعمال الكثير من الكلمات . و بالمقابل هناك كتاب متقشفون ، فنيتهم تقوم على استعمال الحد الادنى من الجمل . و في حالات كثيرة ، كما قال الروائي الإسباني رامون سندر ، لا يكون الإتقان الأسلوبي ضروريا دائما ، لأنه في بعض الحالات ، يتحول إلى عطب . قيام الأسلوب على الكثير من الكلمات الجميلة ، يجعل منه أسلوبا مثقلا ، رغم جماليته و لكنه لا يخدم قوة النص وقد يقتل الحكاية ، فتتحول إلى مجرد خلفية لإظهار التعابير الجميلة . في إسبانيا اليوم هناك نوع من الإفراط في الأسلوبية ، و التفريط في متعة الحكي لصالح تمجيد التقنية . الانهمام بالأسلوب عوض الحكاية خطر على الرواية . nإذن ، ماهي الكلمة بالنسبة للكاتب ؟ هل هي وحدة صغيرة في معجم ، أم عالم كبير ؟ oأعتقد أن واحدا من واجبات الكاتب ، هو إعادة اكتشاف الكلمات ، و استعمالها من جديد . الأدب هو الاستعمال الجيد للغة . لأننا نعلم ، أنه تحت تأثير اللغة الإنجليزية و الأنترنيت ، تحطمت اللغة . إنه انهيار هائل للغة ذلك الذي نعيشه في زمننا . و هذا يحدث في كل مكان ، في فرنسا و إسبانيا و إنجلترا و ربما حتى المغرب . و لذلك فالكاتب على نحو ما ، هو منقذ ، و مهمته هي إعادة القارئ إلى العمق الجمالي للغة . مع الأسف قارئ اليوم أصيب بعدوى الوجبات الجاهزة حتى في القراءة ، و صار همه هو القراءة السريعة من دون جهد يذكر . و السؤال الأكبر الذي يُطرح هنا هو : ما مآل الثقافة ؟ nربما من مسؤوليات الكُتاب اليوم هو حماية ذاكرة اللغة ؟ oنعم هذا صحيح . لأنه إذا استمرت الأمور هكذا ، فإن جميع اللغات ستنهار . في الإسبانية ، مثلا ، طردت الأفعال المستقدمة من الإنجليزية ، الكثير من الأفعال التي كانت تستعمل من قبل . و نفس الأمر يسر على الفرنسية . هذه اللغات تفقد الكثير يوميا في علاقتها باللغة الإنجليزية ، و خاصة إنجليزية الأنترنيت . تلاحظ أننا جميعا نحس أن كاتبا من القرن 19 يكتب أحسن بكثير من أي كاتب اليوم . لأننا صرنا نتكلم بشكل سيء و نكتب بشكل سيء . أحترف الحياة .. أسمع و أرى و أتذوق و أعيش n ماهي الحاسة التي يقوم عليها عمل الكاتب ، هل البصر أم السمع ؟ oأعتقد أن الكاتب يحشد كل حواسه من أجل عمله ، إنه يستثمر المذاقات و صخب الشارع و ثرثرة الناس ، الروائح و الألوان و الوجوه و الصور ، كل ذلك يمنح ما يمكن أن نسميه بالإحساس بالواقع المحلي . الكاتب حواس منفتحة ، يتلمس تفاصيل العالم بعينيه و أذنيه و يديه و أنفه و لسانه . و تكامل ما تأتي به حواسه هو ما يسمى بالحياة . n هل يمكن أن نصالح الكاتب مع كائن بحواس كسولة ؟ oلا . بالمطلق لا . الكاتب كائن منفتح بحواس متيقظة . الناس العاديون لا ينتهبون ، أو لنقل لا يأبهون لما يحيطهم . أما الكاتب فيرى كل شيء ، لأن دافعه للكاتبة يجعله يطارد التفاصيل الصغيرة التي تصنع الحياة . فضوله ، لا يُشبعه إلا شره حواسه . n سنختم هذا الحوار بسؤال تقليدي ، ما هو العمل المقبل الذي ستشتغل عليه ؟ o لا شيء . ليست لي أية فكرة . و أتذكر ما كان يقوله بورخيس « الكاتب لا يبحث عن الموضوع ، و إنما هذا الأخير هو الذي يأتي إليه . « اشتغلت في السنوات الخمس الأخيرة بشكل مضني . و الآن ، لا أكتب شيئا ما عدا بعض المقالات . أحترف الحياة ،أسمع و أرى و أتذوق و أعيش . و أنتظر قدوم الموضوع الذي سيُبنى عملي المقبل انطلاقا منه .. و في انتظار ذلك سأكتب كتابا عن مراكش ، بطلب من ناشري ، في إطار سلسلة حول أشهر المدن في العالم ، كهافانا و نيويورك و البندقية ..