عاد الداعية التكفيري عبد المنعم أبو النعيم إلى عادته القديمة ليثير الفتنة النائمة لعن الله من أيقظها- كما يقول الحديث الشريف . وبذلك يكون هذا الشيخ التكفيري قد حول نفسه من »أبو النعيم« إلى »أبو الجحيم«، إذ ربط أحزمته الناسفة ووجهها في وجه المجتمع، من خلال شريط فيديو نشره على موقعه الخاص بالموقع الالكتروني »اليوتوب«. فبعد أن كفر في السابق كعادته، العديد من الوجوه السياسية دون أن تطاله يد العدالة، يعود مرة أخرى وينفجر في وجه رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان ادريس اليزمي، واتهمه علانية وبشكل صريح بالكفر والردة، دون أن يرف له جفن، وذلك على خلفية توصية قد خرجت بها هذه المؤسسة الدستورية تتعلق بالمساواة بين الرجل والمرأة في الإرث. الشيخ التكفيري »أبو الجحيم« لم يتردد في استعمال كل مصطلحات البذاءة والتكفير أيضاً، بل حرض بشكل مباشر على قتل من يخالفه الرأي، إن كان له رأي أصلا، إذ دعا في شريطه الناسف هذا، المغاربة للتصدي لإدريس اليزمي ومن هم في شاكلته، الذي اتهمهم بالخيانة والعمالة للصهيونية والماسونية، ولم يستثن في مهاجمته قوى اليسار. ما فاه به ودعا إليه الشيخ التكفيري »أبو الجحيم«، يأتي أياماَ قليلة بعد الهجوم الذي خاضه عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الذراع السياسي ل"جماعة" التوحيد والاصلاح مباشرة في برنامج خاص بإحدى القنوات التلفزية المغربية، حيث لم يتردد رئيس الحكومة في نعت ادريس اليزمي بالمثير للفتنة، وهي إشارة يراها البعض شكلت ضوءاً أخضر لمن هم في شاكلة »أبو الجحيم« لشحذ سيوفهم لاغتيال خصومهم السياسيين، وهذا الفعل يذكرنا بأشرطة أمراء الدم، أسامة بن لادن وأيمن الظواهري والزرقاوي وغيرهم. إذ يبعثون رسائل إلى خلاياهم النائمة عبر هذه الأشرطة وإعطائهم الضوء الأخضر لتنفيذ هجماتهم الإرهابية، وهذا ما تم فعله بالضبط مع الشيخ الإرهابي »أبو الجحيم وترجمه إلى أوامر بعثها هو الآخر لمريديه من أجل التصدي، كما قال في شريطه حزامه الناسف إلى »هؤلاء العلمانيين«، بعدما شرعن ذلك من خلال »فتواه« التي وصف فيها »ادريس اليزمي« وادريس لشكر وسعيد لكحل ونزهة الصقلي والكبيرين محمد عابد الجابري وعبد الله العروي بالمرتدين والكفار. كل ذلك لم يحرك ساكناً لدى وزير العدل مصطفى الرميد بصفته رئيساً للنيابة العامة، والذي هو قيادي في حزب العدالة والتنمية، الذراع السياسي »ل"جماعة" التوحيد والإصلاح، كما هو معروف ، مما يطرح العديد من الأسئلة حول هذا »التكامل« في لعب الأدوار ما بين رئيس الحكومة ووزيره في العدل والشيخ التكفيري »أبو الجحيم«. لكن للأسف، وعوض أن يتحرك المجتمع الحي في بلادنا، خاصة الاعلام بشكل عام، للتصدي وإدانة هذه الدعوة الصريحة للقتل من طرف شيخ التكفيريين، خاصة الاعلام العمومي، لم نر أية إشارة أو مبادرة منه، وكأنه بهذا الصمت، يبارك هذه الفتنة. فالإعلام العمومي بكل تشكلاته، ولا أستثني أيضاً الإعلام »الخاص،« الذي يدعي أنه يجابه الإرهاب والارهابيين، أن يتحرك لفضح دعاوى وفتاوى الشيخ التكفيري ومن يساندونه ويدعمونه ويباركون خطواته، وتحصين المجتمع من مثل هؤلاء التكفيريين. وقبل ذلك، لم نر أية مبادرة من طرف الدولة لإيقاف هؤلاء الشاذين وحجب كل الأشرطة التكفيرية على الأقل لأبو الجحيم التي مازالت تفعل فعلتها قبل فوات الأوان، وقبل أن تتحول هذه «الكلمات القاتلة» إلى أحزمة ناسفة. على ارض الواقع وتصبح حقيقة لاقدر لله