الاتحاد: التغيير أو الانقراض: سيرة مناضل اتحادي»، الصادر عن مطبعة عكاظ،(2015) ، سفر في تفاصيل دقيقة وفي ثنايا الذاكرة / المذكرات الاتحادية، يأخذنا إليه المناضل الاتحادي ابراهيم رشيدي من مراتع الطفولة بمدينة خريبكة حيث النضال النقابي الى زمن الرفاق بآماله وخيباته، ومآلاته. عبر 379 صفحة، يتوقف الكتاب الذي اختار له مؤلفه صيغة المذكرات، بعد أن شرع في نشر بعضها على «صفحات جريدة الناس» في 2014، يتوقف عند مراحل مهمة ومفصلية في حياته وفي حياة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، من مراحل التأسيس الى الآن، معرجا على أهم الاحداث التي أعقبت فترة الاستقلال: اجتماعيا، نقابيا وسياسيا. يعود بنا ابراهيم رشيدي في كتابة «الاتحاد: التغيير أو الانقراض: سيرة مناضل اتحادي»، الى عوالم العائلة الممتدة حيث نشأ، وحيث كان للوالد نصيب الاسد في تكوين شخصيته كما الإخوة، والمحيط القريب الذي بصم شخصيته المنفتحة على الآخر، لغة وثقافة، وجعله يدخل معترك النقابة والسياسة دخول ابن البيت الذي تربى وتمرس على العطاء الذي لا يروم مقابلا، ويحتك بقادة الاتحاد الوطني للقوات الشعبية أنذاك ثم بعد ذلك الاتحاد الاشتراكي كالشهيد عمر بنجلون ، عبد الرحيم بوعبيد، الفقيه البصري، نوبير الاموي، عبد الرحمان اليوسفي... يستعرض الكتاب أيضا بدايات المغرب السياسي لما بعد الاستقلال بالتوقف عند محطات فارقة كأول انتخابات بالمغرب سنة 1963 وتجربة « الفيدك»، الاستفتاء على دستور 1970، تأسيس الكتلة الديمقراطية، النضال الطلابي، تجربة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، إضراب 1981، المؤتمرات الحزبية للاتحاد ، خوضه لتجربة الانتخابات الجماعية ولبرلمانية، التحضير لمرحلة التناوب وما تلاها ، مساهماته في إطار الديبلوماسية البرلمانية للدفاع عن مصالح المغرب وخصوصا ما يتعلق بقضية الوحدة الترابية. ولم ينس ابراهيم رشيدي وهو يوثق لهذه المراحل المهمة من حياته كتابة، أهمية الصورة في حفظ الذاكرة من خلال ألبوم صور ختم به هذا الكتاب، يؤرخ للحظات وسمت مسيرته التعليمية، المهنية، النقابية والحزبية. من أجواء الكتاب نقرأ:» لم تقتصر علاقتي بالحزب على نشاطي ضمن صفوف الطلبة الاتحاديين، بل كنت أنقل أفكار الحزب الى القواعد الشعبية، ولا سيما بمسقط رأسي بمدينة خريبكة. وهكذا تأتى لي سنة 1970 أن أساهم في إعادة فتح مقر الحزب بحينا في زنقة الحمام، بعدما ظل مغلقا طيلة خمس سنوات...»