في غياب مكتبة أو خزانة تضم وثائق حزبية تهتم بالفاعلين الأساسيين في القرار السياسي، في وضع لبنة الأداة الحزبية، في الدعاية والترويج لمبادئ وأهداف الحزب، يبزغ هذا المجهود الفريد في الحياة الحزبية بالمغرب إلى الاهتمام بالمؤسسين والفاعلين الوطنيين والمحليين باعتبارهم ذاكرة تتوجه نحو المستقبل، إذ يمكن اعتبار هذا العمل عبارة عن بنك معلومات يضم بين دفاته أقساما تعتبر في حد ذاتها كتبا مستقلة، يحاول كل كتاب في مجمله أن يبرز عمل جنود الخفاء الذين مافتئوا يبذلون جهودهم الأدبية والمادية في سبيل خدمة الوطن والحزب. صدر كتاب تحت عنوان «ذاكرة المستقبل: مونوغرافيا القيادات والأطر والتنظيمات الحزبية. الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية 1959-2009 عن مؤسسة دار النشر المغربية ( تطلب هذا العمل مدة 10 سنوات) من 496 صفحة حجم (17x24 ) يرصد مواقع جغرافية لجميع جهات بلدنا المغرب حيث استطاع الحزب( رغم جيوب المقاومة الشرسة) أن يبصم ويضع موطأ قدم لنشر مبادئه عن قرب. كما يشتمل على كل محطات المؤتمرات الحزبية والنسائية والشبيبة على امتداد نصف قرن، بتفاصيل دقيقة من مكاتب وطنية ولجان إدارية ولجان مركزية ومجالس وطنية،دون القفز على إحدى اللحظات التاريخية في الحياة الحزبية بالمغرب لحظة اندماج الحزب الاشتراكي الديمقراطي بالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من خلال ذكر مراحل الدورة الخاصة للمجلس الوطني بهذا الاندماج والأعضاء الملتحقين بالمكتب السياسي والمجلس الوطني ، فهذه التفاصيل تكون سندا للباحثين ونبراسا للنبش في ذاكرة المناضلات والمناضلين حين تذكيرهم بإخوة وأخوات ناضلوا بجانبهم وتحملوا مسؤوليات محلية ووطنية وشاركوا وساهموا ونفذوا القرارات الحزبية في ظروف مختلفة واقتسموا صفحات وفواصل النضال. كما عرج صاحب الكتاب نحو الاستحقاقات الانتخابية التي شهدها المغرب منذ الاستقلال ليرصد لنا، حتى لا ننسى جميع مظاهر الفساد والتزوير عبر الزمن الانتخابي ، ثم الوقوف عند جميع الفرق البرلمانية (الغرفة الأولى والثانية)الاتحادية التي ظلت دائما تشكل الواجهة الحزبية الوقادة من خلال مداخلات النواب ومساهمتهم في ملتمس الرقابة ولجان تقصي الحقائق والإسهام في مقترحات قوانين ..كما تطرق الكتاب إلى الرئيسات والرؤساء الاتحاديين لمجموعة من المجالس المحلية: الحضرية منها والقروية منذ الانتخابات الجماعية الأولى التي جرت بالمغرب سنة 1960 ولم يفت صاحب الكتاب ذكر جميع المستشارات الاتحاديات اللواتي تمكن من حجز مقاعد بمختلف الجماعات المحلية عبر ربوع الوطن منذ 1976 إلى 2009 وخصص الكتاب جزءا كبيرا لتراجم (سير ذاتية) عبر إتحافنا بنقلنا وإرشادنا لعبور مناقب 68 شخصية سياسية ينتمون إلى الكتابة العامة (الاتحاد الوطني للقوات الشعبية) والمكاتب السياسية (الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية) بصمت تاريخ الوطن والحركة الاتحادية، شخصيات تمكنت من خلال مسارها أن تنقش مكانا لها في الذاكرة المغربية، ومن خلال التفحص والتمعن وقراءة هذه التراجم، نسافر عبر الزمن المغربي بتجلياته الايجابية والسلبية بدءا بمحاربة الاستعمار والمطالبة بالاستقلال وسنوات الرصاص والنضال الديمقراطي والتناوب التوافقي ... وليس النبش في المجال السياسي فقط بل الفكري والثقافي والإعلامي والنقابي والرياضي والفني والديني لهؤلاء الشخصيات الذين يضيئون أركانا وزوايا من خلال سرد حيواتهم قد تكون مغيبة لدى الكثير منا والأمر يسري على(6) ستة نساء مناضلات تحملن مسؤولية قيادة التنظيم النسائي الاتحادي ولم يتم نسيان طليعة الحزب ودينامو ومحرك التغيير داخل الحزب أو البلاد :الشبيبة الاتحادية مادام يشكل الشباب نسبة عالية ديمغرافيا ليمكننا صاحب الكتاب من اطلاعنا على تراجم (8) ثمانية كتاب عامين تعاقبوا على مسؤولية المنظمة الشبابية، كما تضمن الكتاب ملاحق ذات دلالات ومعطيات وأرقاما تهم وزراء الاتحاد بمختلف الحكومات ومدراء الصحافة الاتحادية أو القريبة من الفكر الاتحادي وإحصائيات تهم سائر الهياكل التنظيمية الحزبية كما ضم هذا المؤلف مجموعة من الوثائق النادرة والقيمة. ويمكن اعتبار الكتاب في مجمله وثيقة ومرجعا ولبنة للموقع الالكتروني للحزب.