فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    مقتل تسعة أشخاص في حادث تحطّم طائرة جنوب البرازيل    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    جثمان محمد الخلفي يوارى الثرى بالبيضاء    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    ملتقى النحت والخزف في نسخة أولى بالدار البيضاء    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    اتهامات "بالتحرش باللاعبات".. صن داونز يعلن بدء التحقيق مع مدربه    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    تبييض الأموال في مشاريع عقارية جامدة يستنفر الهيئة الوطنية للمعلومات المالية    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حتى لا ننسى
نشر في أسيف يوم 24 - 01 - 2007

ينظم فرع أسفي للمنتدى المغربي من اجل الحقيقة و الإنصاف حفلا تكريميا لمجموعة من المناضلين شهداء وأحياء، وذلك إيمانا منه بأهمية إحياء الذاكرة حتى لا تنسى تضحيات المناضلين في سنوات الرصاص و الإرهاب المخزني.الشهداء لا يمكننا قتلهم مرتين ، فإن قتلوا على يد جلادي ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ، فلا يجب أن يقتلوا مرة ثانية على يد رفاقهم و من هم على دربهم ، علينا أن نجعلهم أحياء بيننا نسترشد بتضحياتهم الغالية كمنارة تضيء طريقنا إلى حلمنا المشترك.المناضلون المحتفى بهم هم كالتالي حسب تواريخ تضحياتهم و نضالهم :الشهيد تاغجيست لحسن :مناضل شارك في حركة المقاومة اعتقل من طرف السلطات الفرنسية ، وحوكم بالسجن. عمل مقدما في بداية الاستقلال ثم اشتغل في حافلات النقل الحضري بآسفي، اختار المنفى في سنة 1963 بعد الحملات القمعية التي طالت العديد من مناضلي الحركة الاتحادية و اختار الجزائر كمقر لمنفاه أيام رئاسة المناضل أحمد بن بلة للجمهورية الجزائرية الفتية، وفي الجزائر التحق بمعسكرات التدريب التي منحها المناضل أحمد بن بلة لمنضالي الحركة الاتحادية و التي كان يشرف عليها مناضلون أمثال محمد بن سعيد ومحمد اوجار (سعيد بونعيلات) و احمد أكوليز (شيخ العرب) ومولاي عبد السلام الجبلي وغيرهم من أطر الحركة الاتحادية.
بعد انقلاب 19 جوان(يونيو) 1965 بقيادة الرئيس الراحل هواري بومدين تم إغلاق مراكز تدريب مناضلي الحركة نتيجة الاتفاق بين النظام المغربي و نظام هواري بوميدن واستمرت الوضعية التي اتسمت بالجمود، نتيجة شراسة القمع المخزني جراء القمع الهمجي الذي تعرضت له الحركة الاتحادية بصفة خاصة و الحركة الجماهيرية بصفة عامة بعد انتفاضة 23 و 24 مارس 1965 وإعلان حالة الاستثناء في نفس السنة و اختطاف و اغتيال شهيد الحركة الاتحادية أخونا المهدي بن بركة في 29 أكتوبر 1965.بعد هزيمة 5 يونيو 1967 تصاعد كفاح المقاومة الفلسطينية بعد ظهورها في يناير 1965 واستيلاء يسار حزب البعث العربي الاشتراكي الممثل في نور الدين الأتاسي ويوسف زعين وابراهيم ماخوس ، وانتصار ثورة جنوب اليمن الديمقراطي التي كانت مشكلة من حركة القوميين العرب و الشيوعيين وحزب البعث العربي الاشتراكي ، كل هذه العوامل أدت إلى نهوض كفاحي من اجل تحرير الإنسان العربي كمقدمة للوصول إلى تحرير فلسطين.في ظل هذا الزخم الكفاحي ، فتحت سوريا معسكرات لتدريب الفلسطينيين و الثوريين العرب .فكان من ضمن هؤلاء شهيدنا لحسن تاغجيست ، الذي التحق بمعسكر الزبداني وهناك جدد تكوينه العسكري و السياسي و الفكري.وقد حاول الالتحاق بالمغرب للإشراف على تهيئ البؤر الثورية بالمغرب لانطلاق الكفاح المسلح في نهاية الستينيات و بداية السبعينات . إلا أن المخابرات الإسبانية في عهد الديكتاتور فرانكو بالتنسيق مع المخابرات المغربية تمكنا من اعتقاله رفقة مجموعة من مناضلين ضمنهم الأخوين أحمد بن جلون وسعيد بونعيلات. ونظرا لكون شهيدنا كان يحمل جواز سفر سوري فقد سلم إلى سوريا مع أربعة من رفاقه يحملون نفس الجواز في حين سلم الأخوين سعيد بونعيلات و احمد بنجلون إلى البوليس المغربي.حوكم بالإعدام غيابا في محاكمة مراكش الكبرى في صيف 1971.دخل إلى المغرب في بداية سنة 1973 صحبة العديد من المناضلين الشهداء صحبة الشهيد محمود بنونة ، وذلك من اجل تدريب وقيادة انتفاضة مسلحة في المغرب، وكان شهيدنا تكلف صحبة الشهيدين أيت زايد الحسين و بوشكوك و المرحوم الفقيد سيدي حمو با علي اعتقل في مارس 1973 بعد تطويقه صحبة بوشكوك من طرف القوات المسلحة و تم نقله إلى معتقل درب مولاي الشريف و في هذا المعتقل تم تعذيبه و استنطاقه ، بعدها نقل إلى السجن المركزي بالقنيطرة وتمت محاكمته صحبة 159 مناضلا، و في 30 غشت حوكم بالإعدام وتم تنفيد الحكم في فاتح نونبر 1973 الذي يصادف بوم انطلاق جيش التحرير بالمغرب في فاتح نونبر 1955 .محمد الشعبي : مناضل شارك في صفوف المقاومة إبان الاستعمار أصيب برصاصة في رجله أثناء المواجهة مع السلطات الاستعمارية . بعد سنة 1956 التحق بالعمل ببلدية آسفي ، كان من المؤسسين لحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية في نهاية 1958 وبداية 1959. و من الأوائل الذين تحملوا مسؤولية الكتابة الإٌقليمية للحزب المذكور.كان من أبرز المناضلين الذين واجهوا المخططات المخزنية بآسفي سواء أثناء الاستفتاء على الدستور الممنوح في دجنبر 1962 و في الانتخابات التشريعية في ربيع 1963. و هي الانتخابات التي سمح فيها المخزن لخدامه أمثال رضى كديرة و عبد الكريم الخطيب و المحجوبي أحرضان و محمد بنسودة و عبد الهادي بوطالب و أحمد باحنيني و ادريس السلاوي بتشكيل فرق وحشية للهجوم على المناضلين وتعذيبهم ، وهنا في آسفي لازالت بعض الوجوه التي شاركت في تلك الهجمة حية ترزق ، وقد كانت هذه الوجوه من حثالة البروليتاريا آنذاك .في سنة 1964 اعتقل بعد وشاية عميل المخابرات المغربية البوخاري أحمد و تم اعتقاله صحبة أخينا امرابتين محماد، في حين استطاع الأخ شوجار عبد الرحمان الإفلات من الاعتقال.كان هذا الاعتقال نتيجة العلاقة مع الشهيد أحمد أكوليز (شيخ العرب) وقد عرف أخينا الشعبي مع رفيقه الحاج مرابتين أسوء أنواع التعذيب كما هو حال المناضلين الذين تم اعتقالهم حيث نقلا إلى مقر الكاب 1 بدار المقري بالرباط . ومن هناك إلى مركز بوقنادل الموجود بين مدينة سلا و القنيطرة بعدها تم نقلهما إلى مخفر الشرطة الواقع في جامع الفنا بمراكش ومنه إلى سجن بوالمهارز بنفس المدينة، وبقيا بالسجن المذكور إلى أن أعلن الحسن الثاني عفوا جزئيا على بعض المناضلين ، كان من ضمنهم الشهيد عمر بن جلون و المرحوم الفقيد الفقيه السي محمد البصري.في نهاية 1969 تم اعتقاله من جديد وحوكم ب 10 سنوات سجنا في محاكمة مراكش الكبرى سنة 1971 صدر في حقه عفوا في دجنبر 1975.مرابتين محماد : مناضل انخرط في صفوف حزب الاستقلال وكان من المناضلين الذين ينظمون التجمعات الجماهيرية للحزب المذكور. ولازالت أذكر و أنا طفل تواجده وإشرافه على مسيرات حزب الاستقلال بمناسبة الاحتفالات بالاستقلال ، كما لازلت أذكر حيويته أثناء زيارة حسن البقوري وزير الأوقاف في حكومة القائد جمال عبد الناصر صحبة أحمد سعيد مدير إذاعة صوت العرب في القاهرة .كما كان الحاج من السباقين في تأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية في نهاية 1958 و 1959 ، وتحمل مسؤولية إقليمية في إطار الحزب إلى أن تم اعتقاله في سنة 1964 صحبة أخينا الشعبي محمد بوشاية من المخبر أحمد البخاري.نفس المسار الذي عرفه اعتقال الشعبي هو نفس مسار اعتقال أخينا الحاج مرابتين محماد و قد أطلق سراحه في عفو سنة 1965.تحمل الحاج مرة أخرى مسؤوليته الحزبية رغم المضايقات التي كان يتعرض لها مناضلو الحركة الاتحادية. ظل الحاج هو وثلة من المناضلين نذكر منهم حسن المشري و الشعبي محمد، و احمد الفارحي وومحمد أيت قدور وغيرهم من المناضلين يواجهون قمع المخزن الذي كان يرمي إلى تجميد نشاط الحزب.بعد خروج الشهيد عمر بن جلون من الاعتقال الثاني و إصداره للمذكرة التنظيمية و التي كان يرمي من ورائها شهيدنا بناء أداة قادرة على مواجهة بطش المؤسسة القمعية التي كانت تهدف إلى القضاء على الحركة الاتحادية بتركيز القمع عليها للقضاء عليها وشل قدرتها على الحركة و النضال.بعد تأسيس الكتلة الديمقراطية بين مكونات القوى الديمقراطية في صيف 1970 بدأ التفكير جديا في إحياء تنظيمات الحركة الاتحادية فبدأت الانطلاقة التنظيمية بقيادة الشهيد عمر بن جلون ، فإذا كانت المبادرة التنظيمية انطلقت من البيضاء ،فإن التفعيل الحقيقي كان في مدينة آسفي ، فقد كان التركيز على تنظيم القطاعات العمالية دون إهمال القطاعات الأخرى. أهم اهتمامات شهيد الحركة الاتحادية عمر بن جلون هو تنظيم الطبقة العاملة باعتبارها القطاع المنتج الأساسي، داخل المجتمع خصوصا القطاعات الحيوية كالسكة الحديدية و الفوسفاط و الشحن و الإفراغ بالموانئ و قطاعي الماء و الكهرباء وغيرها من القطاعات الصناعية.و المذكرة التنظيمية التي كان يسترشد بها المناضلون في تنظيماتهم هي نتيجة لرؤية نقدية لما مضى من تجارب تنظيمية. وبديل تنظيمي لآفاق المستقبل لتنظيمات الحركة الاتحادية.من خلال ما ذكرت سلفا، كان الحاج محماد مرابتين ، احد الركائز الأساسية التي فعلت هذا التوجه بتوجيه من الشهيد عمر بن جلون فكان التواجد داخل نقابة الاتحاد المغربي للشغل التي كان يهيمن عليه توجه اقتصادوي يعادي كل أشكال التنظيم المسترشد بأفق فكري علمي . وكان كذلك اللقاء بين الحاج محماد امرابتين و الأخ محمد الفلاحي الذي كان آنذاك كاتبا عاما لقطاع السكة الحديدة بآسفي و عضو الاتحاد المحلي.من خلال هذه العلاقة كانت الانطلاقة التنظيمية التي توجت بنضالات و كفاحات العمال و التلاميذ فكانت المظاهرات التي كانت تنطلق من مقر النقابة في اتجاه الشوارع ، وكان المناضلون يتواجدون يوميا بمقر النقابة و الاجتماعات الخلوية الحزبية، كانت أغلب القطاعات منظمة فيها ، كانت خلايا المؤسسة و الخلايا القطاعية و كان الحاج محماد مرابتين أحد المحركين الأساسيين لهذا الفعل النضالي، فكانت ديناميته تتجاوز قطاعه الذي كان قطاع التجارة فكان يتصل بعمال القطاعات المذكورة مع قطاع التعليم و القطاع التلاميذي.لقد توج كل هذا العمل بقيادة النضال النقابي بأفق سياسي، الشيء الذي استفز القيادة النقابية و السلطة فالتجئا إلى إغلاق المقر النقابي في بداية يناير 1973و وضعوا حراسة بوليسية عليه ومنع كل نشاط نقابي لا يتوفق مع مصالحهم. وقد توجوا هذا التضييق بالاعتقالات التي طالت أزيد من 30 مناضلا و عشرة من مناضلي القطاع ألتلاميذي.قضى المناضلون في معتقل أنفا ما يقرب من 11 شهرا بالكوربيس و سيطلق سراح البعض وزجوا بالباقي في السجن المدني بآسفي .وكان من ضمنهم الحاج مرابتين وبعد قضائه سنة ونصف بالسجن حكم بالبراءة. وفي سنة 1975 أرسل الحزب الحاج المرابتين لأداء فريضة الحج و تزامن ذلك مع انعقاد المؤتمر الاستثنائي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، وأثناء المؤتمر أصر الشهيد عمر بن جلون على إدراج اسم محماد مرابتين ضمن لائحة أعضاء اللجنة الإدارية الوطنية للإتحاد الاشتراكي باعتبار أن الحاج انتخب مؤتمرا في هذا المؤتمر.في سنة 1979 و في أبريل بالضبط وبعد تأسيسه لفرع النقابة الوطنية للتجار الصغار و المتوسطين يعتقل الحاج مرابتين مرة أخرى لبعض الأيام لا لشيء إلا لكونه أسس بمعية بعض التجار إطارا نقابيا و قانونيا و جاء اعتقاله احترازيا مخافة مشاركة التجار في إضراب 10 و 11 أبريل 1979 المنظم من طرف الكونفدرالية الديمقراطية للشغل شجار عبد الرحمن : أحد مناضلي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ساهم إلى جانب رفاقه الشعبي و المرابتين في النضال السياسي إلى أن ارتبط بالتنظيم السري للشهيد أحمد أكوليز (شيخ العرب) وبعد وشاية المخبر أحمد البخاري تمكن من الإفلات من الاعتقال ودخل في السرية لسنوات داخل المغرب ، كانت معاناته كبيرة جدا، حيث كان يتنقل بين المدن مشيا على الأقدام ، وطيلة أيام، وهنا لا بد أن نذكر أخ الشهيد تاغجيست لحسن الفقيد أحمد تاغجيست الذي كان يعمل في سلك الشرطة ومع ذلك كان أخينا شجار أحمد يلتجأ إلى بيته بالبيضاء ، والذي كان بعمارة خاصة برجال الشرطة. بعد الحياة في السرية التحق أخونا بالجزائر بعد معاناة مريرة و في الجزائر توطدت علاقته مع الشهيد تاغجيست لحسن إلى أن التحقا بقاعدة الزبداني في سوريا بناء على المعطيات التي أدرجناها أعلاه.وفي قاعدة الزبداني تمكن أخونا من التدريب على العديد من الأسلحة و شارك المقاومة الفلسطينية معاناتها وكفاحها. وهنا تحضرني تغطية صحفية لجريدة العلم في بداية صيف 1971 حيث عنونت تغطيتها لمحاكمة الأخ شجار عبد الرحمان بعنوان " استنطاق المناضل المغربي الذي شارك في صفوف الثورة الفلسطينية " حوكم الأخ شجار بعشرين سنة سجنا قضى منها عشر سنوات .متوكل مبارك :مناضل بدأ نشاطه بالانضمام إلى الكشفية الحسنية التابعة لحزب الاستقلال سنة 1956 ، تعرض للطرد من الوظيفة العمومية في إضراب 1961 الذي نظمته نقابة الاتحاد المغربي للشغل. ثم تم تعيينه كأستاذ في مدينة الجديدة ، ارتبط بمناضلي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، واستمر هذا الارتباط بعد انتقاله إلى مراكش وحين انتقل إلى آسفي ، ارتبط بالاتحاد الوطني للقوات الشعبية. وكانت له علاقة مع الأخ امرابتين الذي كان آنذاك مسؤولا للكتابة الإقليمية للحزب . كما كان له نشاط نقابي في إطار الجامعة الوطنية للتعليم التابعة للاتحاد المغربي للشغل و داخل النقابة التقى الأخ المتوكل مع الأخ الفلاحي الذي كان كاتبا للسكة الحديدية بفرع آسفي ،وعضو الاتحاد المحلي للإتحاد المغربي للشغل. تحمل الأخ المتوكل مسؤولية الكاتب الإقليمي للإتحاد الوطني للقوات الشعبية بآسفي إلى أن اعتقل في مارس 1973 حيث أودع صحبة أزيد من ثلاثين مناضلا من آسفي بمطار أنفا المسمى الكوربيس و ذلك لما يقرب من 11 شهرا بعدها نقل إلى سجن آسفي إلى أن تم الإفراج عنه في خريف 1974 بعدما تمت محاكمته وصدر في حقه حكم بسنتين سجنا قضا منها سنة ونصف السنة.استمر الأخ المتوكل في تحمل مسؤوليته الحزبية داخل جهاز الكتابة الإقليمية للإتحاد الاشتراكي.اعتقل مرة أخرى بعد إضراب 10 و 11 أبريل 1979 بعد الإضراب الذي دعت إليه الكونفيدرالية الديمقراطية للشغل في قطاعي التعليم و الصحة و حوكم بثلاثة أشهر سجنا نافدا.وبعد 8 ماي 1983 يعتقل الأخ المتوكل ويحاكم بالمحكمة الابتدائية بالرباط بسنة سجنا قضاها بين سجن لعلو بالرباط و
السجن المدني بآسفي ومن يومها وهو موقوف عن العمل إلى غاية أكتوبر 1988 و في سنة 1997 بمناسبة الاستفتاء على الدستور الحالي تم اعتقاله من جديد بمدينة آسفي ونقل إلى الجديدة حيث حكمت عليه المحكمة الابتدائية بالجديدة بثلاثة أشهر بعدها برأته محكمة الاستئناف بنفس المدينة بعد أن قضى ثلثي العقوبة.الفلاحي محمد:بدأ حياته مناضلا نقابيا في نهاية الستينات بمدينة خريبكة وبعد انتقاله إلى مدينة آسفي واصل مشواره النضالي في إطار الاتحاد المغربي للشغل كمسؤول في قطاع السكك الحديدية و الاتحاد المحلي. وداخل النقابة التقى بالإخوة امرابتين محماد و المتوكل امبارك ومن يومها ارتبط الأخ الفلاحي بتنظيمات الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، هذا الارتباط جعل القطاع العمالي يتصدر تنظيمات الحزب، حيث أصبح أغلب المناضلين منتمون للطبقة العاملة، و بالتالي قفز الحزب قفزة نوعية، ولم يعد التنظيم العمالي الحزبي محصورا في قطاع البحارة والتصبير و النسيج، بل التحقت به دماء جديدة شابة ومتعلمة من قطاعي السكك الحديدية و الفوسفاط، كان ذلك بفضل دينامية الأخ الفلاحي . وكان لهذه النقلة النوعية بوجود عمال شباب ومتعلم ومتسيس دورا بارزا في المد الذي عرفته الحركة الجماهيرية و خاصة بعد انقلاب 10 يوليوز 1971 ، كما أن ارتباط الأخ الفلاحي ومجموعة العمال الشباب مع شهيدنا عمر بن جلون، كان له الأثر في تعميق وعي وكفاحية هؤلاء الشباب من هنا كان تركيز الشهيد عمر على مدينة آسفي و التي يمكننا أن نقول أن الانطلاقة الفعلية لقرارات 30 يوليوز 1972 كانت شرارتها من آسفي، و التي لعب فيها أخونا الفلاحي دورا بارزا كان من نتائج ذلك تحمل الأخ الفلاحي مسؤولية قيادة حزبية و هي عضوية اللجنة الإدارية الوطنية للحزب التي كان من مهامها توفير شروط انعقاد المؤتمر الوطني للحزب ، الذي لم يعقد منذ المؤتمر الوطني الثاني في 1962و قيادة المرحلة أنذاك.و الأخ الفلاحي قاد نضالات عديدة على مستوى قطاع السكك الحديدية منها إضرابات مطلبية و اضرابات ذات بعد سياسي ، كما هو الحال في الاضراب الوطني للسكة الحديدة في نيناير 1973 وذلك بمناسبة إعدام الشهيد العقيد محمد امقران و 10 من رفاقه الشهداء و إرسال الطرود الملغومة إلى الشهيد عمر بن جلون و الأخ محمد اليازغي الذي انفجرت بين يديه ولازال يحمل أثارها إلى اليوم و هنا تحضرني عملية إخفاء الأطر الميكانيكية للسكة الحديدية بمنزل الأخ رحال البعقالي و الذي لعب فيها الأخوين محمد الفلاحي و الحاج مرابتين دورا بارزا . اعتقل الأخ الفلاحي في نهاية مارس 1973 بآسفي ، حيث عانى من شتى صنوف التعذيب و التنكيل لا لشيء إلا لكونه مسؤولا حزبيا على المستوى الوطني و المحلي للإتحاد المغربي للشغل.كما تجدد تعذيبه بدرب مولاي الشريف لأيام طويلة، وبعد قضائه لما يقارب من ثلاثة أشهر بدرب مولاي الشريف نقل إلى السجن المركزي وقدم للمحكمة العسكرية بالقنيطرة و حكم عليه بعشرين سنة سجنا قضى منها سبعة سنين و خمسة أشهر.بعد خروج الأخ الفلاحي من السجن واصل نضاله ، و كان زوار الليل يحنون إليه بعض الأحيان حيث ينقلونه إلى مخافرهم للتعذيب و الاستنطاق و في يوم 8 ماي 1983 يعتقل مرة أخرى و يقدم إلى المحكمة الابتدائية بالرباط و الحكم عليه بثلاث سنوات سجنا قضاها كلها بسجن العلو بالرباط.و من يومها لازال الأخ الفلاحي يواصل مشواره النضالي.الأخ مولاي امبارك بودرقة و اسمه الحركي عباس أحد المناضلين الذين كان لهم دور فعال في انتفاضة 3 مارس 1973. فهو رفيق حميم للشهيد عمر دهكون درس وإياه في مدرسة النهضة بمدينة سلا التي كان يديرها السي بوبكر القادري، حيث كان الشهيد عمر دهكون يقطن بسيدي الكمري( و بالمناسبة كان صحبة الشهيد مجموعة من أبناء آسفي منهم المرحومان بوزيد الشقوري و ابراهيم الشقوري) وقد عملا معا في إطار التنظيم الشبيبي للحركة الاتحادية ، حيث كان بصحبتهما الشهيدان الملياني و مصطفى الملحاوي ومجموعة من المناضلين الشباب.الأخ مولاي امبارك بودرقة ارتبط بالشهيد عمر دهكوم في إطار تنظيم مواز داخل الحركة الاتحادية و تمكنا من استقطاب العديد من المناضلين كالأخ الملحاوي و الأستاذ كابون و العديد من الأطر الفاعلة التي لم تطلها الاعتقالات التي عرفها المغرب منذ اواخر سنة 1969 إلى 1971 ، حيث كان التنظيم الذي يشرف عليه الشهيد عمر دهكون و الأخ مولاي امبارك (عباس) بودرقة في منأى من الاختراق ، رغم أن المخبر أوراضي كان على علم بالتنظيم إلا أنه لم يكن يعرف مناضليه باستثناء الشهيد عمر دهكون و الذي دخل إلى السرية حفاظا على سلامة التنظيم.مولاي امبارك بودرقة قبل مارس 1973، كان محاميا متميزا بمكتب الفقيد عبد الرحيم بوعبيد، وبعد اندلاع انتفاضة 3 مارس 1973 تمكن من الفرار حيث لو تم اعتقاله لأطلقنا عليه الآن كلمة شهيد، حوكم بالإعدام غيابيا بعد المحاكمة العسكرية لصيف 1973. قضى بالمنفى ما يقرب من 20 سنة . وعاد إلى أرض الوطن وتحمل مسؤولية عضو هيأة الإنصاف و المصالحة وعضو بالمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان ، كان له دور في الكشف عن قبور بعض المناضلين الشهداء كمولاي الشافعي و رفاقه، ومحمود بنونة ومولاي سليمان العلوي.وداد البواب :واحدة من فتيات المغرب اللواتي حملن لواء الكفاح و النضال ضد القهر السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي الذي عرفه المغرب على يد المؤسسة المخزنية وتكملة للمشوار الذي خطته المرحومة المذكوري و الأم فامة و اجميعة ازغار و الشهيدة فاظمة أوحرفو بنت الشهيد موحا أوحمو اوحرفو التي استشهدت في معتقل أكدز الرهيب و بنات الشهيد سعيد أوخويا (كمباطا) و بنات قبيلة أيت خويا بمنطقة اخنيفرة و الكثير من الفتيات ، اللواتي غابت أسماؤهن عن الذاكرة .المناضلة وداد البواب ارتبطت منذ التحاقها باليسار الماركسي اللينيني في منتصف السبعينات و بنضال الحركة الطلابية في إطار الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ، وقد أدت ضريبة الانتماء باعتقالها و تعذيبها في معتقل درب مولاي الشريف ، وبعدها نقلت مع مجموعة من المناضلين إلى سجن مكناس و ذلك سنة 1977 و في داخل هذا السجن عقدت قرانها مع المناضل الأخ عبد الحق العندليب و استمرت في الاعتقال إلى أن تم إطلاق سراحها في سنة 1980.الأخت وداد البواب مناضلة تحدت الحدود الطبقية و اختارت صف الكادحين للنضال من أجل وضع أفضل للإنسان داخل المجتمع المغربي.تحية لكل شرفاء الوطن الذين منحوا دماءهم الزكية و معاناتهم ودموعهم من أجل أن يحيا الإنسان المغربي بشرف ومن أجل عزة الوطن .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.