تعيش منطقة الفداء على إيقاع المتناقضات بامتياز. فتراب هذه المقاطعة يعج بالباعة الجائلين الذين أحكم بعضهم «قبضته» على العديد من الأزقة والممرات. كما يضم عشرات الدور الآيلة للسقوط والبناءات العشوائية فوق السطوح، حيث تجاوزت بعض المنازل التي تتوفر على ثلاثة طوابق، ذلك بزيادة أخرى عشوائية تشكل خطرا كبيرا على ساكنتها والساكنة المجاورة لها، دون البحث عن حلول جذرية لهذه المعضلة . هي كذلك مقاطعة المهن غير المقننة وغير المراقبة، فزيادة على العديد من المحلات التي تفتح أبوابها في أنواع مختلفة من المهن والحرف دون ترخيص، هناك ظواهر لمهن متنقلة، أهمها مهنة الميكانيك، فهي ورشة متنقلة ينتقل صاحبها من مكان إلى آخر حيثما استُدعي تجده جاهزا حاملا عدته ليشرع في العمل، فقد يكون المكان في زنقة ضيقة أو في مكان لوقوف السيارات أو على جانب طريق معروف بازدحام المارة أو في اتجاه مكان يؤمه العديد من السكان، وقد يكون أيضا أمام محل تجاري إذا كانت السيارة لصاحب هذا المحل، مما يخلق فوضى عارمة، زيادة على تلطيخ المكان وتوسيخه. كما أنها منطقة تشهد انتشار الأزبال، حيث أصبحت بعض النقط وكأنها مطارح للأزبال مثل تلك التي توجد خلف المركب الثقافي عمر بن الخطاب على مرمى حجر من مركز الأمن، وبالقرب من سوق القريعة من كل جانب وفي كل الاتجاهات المؤدية إليها ، بما في ذلك الزنقة المجاورة لمركز الوقاية المدنية! الفوضى لم يسلم منها وقوف السيارات وانتشار حراس الدراجات والسيارات، فقد تجد العديد من السيارات واقفة حتى في المساحة الفاصلة بين اتجاهين في شارع واحد، وهو ما يشوه منظر الشارع ويعرض الراجلين لحوادث سير خطيرة. العديد من المتتبعين للشأن المحلي يعرفون أن هذه المشاكل ليست وليدة هذه السنة أو السنوات القليلة التي سبقتها، لكنهم يؤكدون أنها ازدهرت بشكل لافت خلال الفترة الحالية، «مما يؤكد، يقول هؤلاء، أن الصراعات الداخلية حجبت الرؤية عن المكتب المسير لتتبع ما هو مهم وأهم»! الجزء التابع لمقاطعة الفداء من شارع محمد السادس يعتبر النقطة الأكثر تهميشا به، فرغم أهميته الاقتصادية، فإن المسيرين لم يقوموا بأي شيء لتنقيته وتقنينه وتحسين مردوديته، فسوق الخشب والمشاكل التي يتخبط فيها لم يستطيعوا سوى رفع توصية إلى مجلس الجماعة الحضرية للدار البيضاء رغم درايتهم الكاملة بكل جوانب هذا المشكل! دون أن ننسى سوق الكلاب صباح يوم كل أحد إلى منتصف النهار وجوطيته المحيطة به وعربات الباعة الجائلين وعربات الأكلات الخفيفة في الشكل والثقيلة في الهضم، وسيارات النقل السري، دون إغفال محطات الطاكسيات غير المنظمة بكل من ساحة السراغنة وساحة بوشعيب الدكالي وغيرهما ، هذا إلى جانب نقائص أخرى تهم قطاعات / مجالات أخرى، كالتربوي التعليمي وانتشار الأمية، والجانب الصحي وارتفاع نسبة المصابين بداء السل...