يتخذ البناء العشوائي على صعيد النفوذ الترابي للدار البيضاء الكبرى ، أشكالا متعددة . فكل بناء بدون ترخيص أو بدون تصميم يعتبر عشوائيا، أضف إلى ذلك ما بني بالقصدير أو الخشب، الذي يرتدي ، أيضا ، لبوس العشوائي . إلا أن هناك نوعا آخر اتسعت دائرة وجوده ، في السنوات الأخيرة، في جميع أحياء المدينة ولا يمكن إخضاعه لأي برمجة في محاولة للقضاء عليه. وخطورته أكثر بكثير من خطورة البناءات العشوائية المعروفة، لأنه ، بكل بساطة ، لا يوجد على الأرض، وإنما يتواجد فوق سطوح العديد من المنازل والدور! خطورة هذا النوع ، حسب آراء مهتمين بالتعمير ، تتجلى في تواجده فوق المنازل الآيلة للسقوط أو الدور التي انتشرت شقوق بالعديد من جدرانها. فهناك من أضاف طابقا دون تصميم ودون دراسة خاصة لمعرفة مدى تحمل البناية للطابق المضاف أم لا، ورغم ذلك يغامر صاحبها من أجل الكراء وربح مبالغ مالية إضافية، في حين اختار آخرون من أصحاب المنازل بناء بيوت قصديرية أو خشبية وأحيانا من طابقين من أجل نفس الغرض! لكن لا يمكن انتشار هذه البناءات العشوائية دون سند أو دون حماية حتى وإن كانت هناك شكايات واحتجاجات من بعض السكان المجاورين الذين يتخوفون من وقوع انهيار نتيجة ما بني خلسة ودون تصميم! إن الذين يقومون بهذه العمليات يكون سندهم الوحيد هو بعض أعوان السلطة وأحيانا بعض المسؤولين في السلطة المحلية ، التي رغم توصلها بشكايات في الموضوع ،فإنها ما تلبث تحضر لعين المكان بعد أن تخبر أصحاب المخالفات والبناء العشوائي بالتريث حتى تهدأ الأحوال وبعدها بإمكانهم إتمام «تعليتهم». وقد سمع العديد من المشتكين مثل هذا الكلام من بعض رجال السلطة بمقاطعة مرس السلطان بالتحديد، حيث تنتشر هذه الظاهرة بكل من بوشنتوف وحي العيون ودرب البلدية، دون إغفال مقاطعة الفداء (درب الفقراء كنموذج ) وغيرها من المقاطعات/ الجماعات المكونة للجغرافية البيضاوية !