التساقطات المطرية التي عرفتها بلادنا في الأيام الأخيرة ،فضحت المستور و عرت الخروقات و التجاوزات للمسؤولين الإداريين المحليين و الاختلالات العميقة ، و أصبحت الأمطار تنوب عن لجن التتبع و المراقبة ، فكلما جادت السماء بأمطار الخير إلا و انكشف المستور و تعرى المطمور و انفتحت الحفر و انجرف ما كان من تراب و زفت و «توفنا» جعلها المجلس الجماعي لكريديد ضمن إنجازاته الخالدة التي يتفاخر بها بمناسبة أو بدونها! لقد أصبحت كل الطرق و المسالك « منتهية الصلاحية « و يحتاج المرء إلى مهارة عالية لمراوغة الحفر بالرغم من أن الأشغال استمرت إلى الشهور القليلة الماضية في بعض هذه المسالك الطرقية التابعة للجماعة . لقد كان السكان يتوقعون بأن معظم المسالك المنجزة بتراب الجماعة ستصل إلى ما وصلت إليه بعد التساقطات المطرية و ذلك لانعدام دراسة تقنية حقيقية ، و عدم استعمال الآليات و المواد اللازمة و غياب التتبع و المراقبة البعدية . و قد تابع السكان أن الوسيلة الوحيدة المستعملة في إنجاز المسلك الطرقي بدوار اولاد الطالب سعيد هو الجرار الفلاحي المملوك للجماعة ، بينما المقاول صاحب المشروع يكتفي بالحضور إلى مكان الورش ، و يظل المجلس يحاول استبلاد المواطنين ، الذين يستشهدون بعينة من المسالك الطرقية المنجزة بدوار الفحيلات في إطار ميزانية المجلس الجهوي و التي مازالت صامدة منذ سنة 2003 و لم تتأثر بكل الظروف المناخية التي عرفتها المنطقة . يحدث هذا أمام أنظار الساكنة بصفة عامة و معارضة المجلس بصفة خاصة و التي التزمت الصمت وقت المناقشة، مع المصادقة على اقتراحات الرئىس دون « وجع الرأس « بعد إضافتهم إلى اللجان الوظيفية التابعة للمجلس ، و لم يبق في «المنطقة» من يمارس الرقابة على المال العام سوى المواطن العادي و المنابر الإعلامية النزيهة و التساقطات المطرية البريئة