خلفت أمطار الخير التي عمت ولله الحمد ربوع المملكة ارتياحا في نفوس الجميع، خاصة المزارعين الذين انتظروا طويلا هذه القطرات وبشوق كبير. لكن هذا الارتياح، قابله تذمر وقلق لدى الكثير من المواطنين الذين يئسوا من سياسات الارتجال والإهمال ولامبالاة القيمين ومسؤولي الجماعات المحلية عامة وشركات النظافة خاصة...، حيث إن أمطار الخير هذا العام، وكما في السنة الماضية، عرت وكشفت المستور. وعلى غرار المدن والأقاليم المغربية نال إقليم الفقيه بن صالح نصيبه من الفيضانات وتسرب المياه والأوحال إلى المنازل، حيث غمرت المياه العديد من الشوارع والأزقة وأربكت السير والجولان؛ كشارع علال بن عبد الله، خاصة النقطة المتواجدة بالقرب من المستشفى المحلي، وكذا ملتقى الطرق القريب من وكالة الكهرباء ومن مقر العمالة الجديد المعار، أما الطرق المؤدية إليها سواء بالقرب من مكتب سوناكوس أو المؤدية إلى المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، فأصبحت معضلة كبيرة، بسبب تردي حالها قبل وبعد تساقط الأمطار؟ ...، حيث يجد السائقون صعوبات جمة في المرور بها، هذا ناهيك عن تضايق المارة الذين يعانون من تطاير المياه تجاههم بسبب تهور السائقين، يحدث ذلك بسبب غياب البالوعات حينا، واختناقها أحيانا أخرى، حيث تغمر المياه مجموع الطرقات، هذا علاوة على الحالة المزرية للزليج المثبت في الأرصفة ، بسبب هشاشة الصيانة. وهنا نتساءل عن جهد المجلس الحضري وكذا شركة النظافة في تدبير هذا القطاع الاستراتيجي والمهم، خصوصا وأن المدينة تمت ترقيتها في الآونة الأخيرة إلى مركز لإقليم مستقل بذاته، الأمر الذي يستوجب تجاوز مثل هذه المشاكل القديمة الجديدة، في مقابل الاشتغال على أمور ومهام أكبر كجلب الاستثمار للمنطقة لإنشاء معامل ووحدات لتشغيل العاطلين وما إلى ذلك... ينضاف إلى هذا الأمر ، استياء السكان الذين يجدون صعوبات كبيرة في التجوال والمرور خاصة بشارع الحسن الثاني الذي مازال يعرف تعثرا منذ شهور عدة ومتوقفا فقط عند محطة التزود بالوقود على الطريق المؤدية إلى مدينة سوق السبت، هذا التعثر مع ضيق الجنبات والطرقات معا أمام ترك مساحات شاسعة على مستوى الوسط ، يشكل معاناة يومية للمارة، خاصة مع التوقف الاضطراري لطابور من السيارات التي تصطف أمام المقاهي التي تنبت على طول هذا الشارع .. وهو ما يشكل بحق عرقلة للسير والتجوال، ناهيك عن ظهور خطر كبير يتجسد في مرور الشاحنات والحافلات ذات الوزن الثقيل، مما يجعل العموم بمن فيهم أطفال المدارس عرضة للخطر بفعل غياب ممرات خاصة بالراجلين، تقيهم شر الحوادث، هذا بالإضافة إلى ظهور العديد من الأشغال والحفر التي تتجدد وتظهر بشكل فجائي، لتساهم في عرقلة حركة المرور، شارع علال بن عبد الله نموذجا، وكذا النقطة القريبة من مقاطعة تسيير شبكة الري بني عمير، وأيضا ملتقى الطرق بشارع الحسن الثاني، حيث انتشار الحصى والحفر في كل مكان. إن التساؤل الذي يطرح نفسه هاهنا هو لماذا لم يتم احترام دفتر التحملات من حيث الزمان والمكان وكذا المساطر المحددة والمنظمة للصفقات العمومية، ولماذا هذا الصمت للسلطات ؟!