هل تصدقون أن في المغرب مازال هناك من يأكل الحشرات؟ !.. حشرات أشبه بالصرار.. نعم هذا يحدث في الجنوب الشرقي للمغرب وبالضبط بتازناخت بإقليم ورزازات.. اطفال يقتاتون على حشرة يطلقون عليها اسم «إزوكن «وهي حشرة تظل طيلة اليوم تطلق اصواتها وهي اصغر من الجراد وغالبا ما تكون متواجدة في نبات السدر وشبيهة بالصرار غير ان لها أجنحة.. وقد اكتشفت معلمة تدرس بإحدى المدارس الابتدائية بتازناخت ان الاطفال يأكلون هذه الحشرة، وقد نبهتهم إلى خطورة ذلك على صحتهم ، وقامت بمجهود لطهي الطعام في المدرسة قصد إبعادهم عن تناول هذه الحشرة.. وحسب اتصال للاتحاد الاشتراكي بأحد العارفين بمنطقة ازناكن ضحك واعتبر الأمر عاديا جدا حيث قال إن حشرة «إزوكن» يتناولها أبناء هذه المناطق منذ عهود سابقة وانها تطبخ في الماء ثم تترك لتجف ويتم تناولها كما هو الشأن بالنسبة للجراد والذي كان المغاربة يتناولونه بنفس الطريقة.. وقال إنه تناول ذلك عندما كان مستقرا في المنطقة وانه لم تكن له أية مضاعفات صحية.. غير ان هذا الكلام في بعده العلمي غير مقنع، ففي فترات سابقة حين كان الجفاف يعم المغرب منذ عقود وكان الجراد يكتسح الكثير من المناطق ، كان الناس يستيقظون مبكرا لملء أكياس كبرى بالجراد ويتم طهيه بالطريقة السالفة الذكر بل يباع بالاسواق بشكل عاد، وكانت أنذاك ظروف مجاعة تجتاح المغرب، لكن ان يستمر الامر في زمننا هذا، فهذا يعني ان هناك وضعا اجتماعيا جد متأزم، وهو وصمة عار على جبين الدولة، فأن يقتات أطفال هذه المناطق من هذه الحشرات، فمعنى ذلك ان العوز قد فعل فعلته، ويصعب تقبل ذلك تحت أي مبرر ولو من باب التقاليد. وقد قلل احدهم من اهمية ذلك بقوله ان الصينيين يتناولون الكثير من الحشرات ولم يشكل ذلك اي حرج بالنسبة لهم.. واضاف ان هذه الحشرة هي من صنف الجراد غير المكتمل ولها فوائد صحية ، حيث أنها غنية بالبروتينات وعدد من الفيتامينات، إضافة إلى الكالسيوم والحديد، وأكد أن دراسات أثبتت ان تناول الجراد وأصنافه يقوي المناعة لدى الانسان ويقضي على الخلايا السرطانية في الجسم! لكن ما هو مؤكد ان الاطفال يلجؤون لأكل ذلك في تازناخت أثناء إحساسهم بالجوع حيث يحملونه معهم الى المدارس مثل الفواكه اليابسة من تمر وتين وجوز ولوز. إن تناول أطفال للحشرات في منطقة من مناطق المغرب وفي القرن الواحد والعشرين، يعد مسا بكرامة الوطن بأسره !