سعت السعودية وايران الى تهدئة حرب التصريحات بشأن الكارثة التي وقعت خلال مناسك الحج الأسبوع الماضي فقدمت الرياض التعازي لغريمتها بالمنطقة فيما قالت طهران أمس الخميس إن 464 إيرانيا لاقوا حتفهم في حادث التدافع في منى. وقالت وسائل إعلام سعودية وايرانية إنه تم تقديم العزاء أول أمس الأربعاء خلال اجتماع بين وزيري الصحة بالبلدين بمدينة جدة. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية عن وزير الصحة الإيراني حسن غازي زاده هاشمي قوله «كان الاجتماع إيجابيا وقدم الوزير السعودي تعازيه للزعيم الأعلى وحكومة وشعب ايران.» ووجهت ايران انتقادات لاذعة للسعودية فيما يتصل بالكارثة التي وقعت في 24 سبتمبر خلال مناسك الحج واتهم المسؤولون المملكة بعدم التعاون في تحديد هويات الضحايا وإعادة جثثهم الى بلادهم وكان مسؤولون إيرانيون قد صرحوا بأن إجمالي عدد القتلى في حادث التدافع الذي وقع يوم الخميس الماضي يتجاوز الألف. وأكدت السعودية وفاة 769 شخصا. وحذر الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي من «رد فعل قاس» اذا لم يتم احترام الإيرانيين وكانت ايران قد أعلنت أن 239 من مواطنيها قتلوا خلال حادث التدافع في منى وأن هناك 200 آخرين مفقودين لكنها رفعت عدد القتلى اليوم. وقالت هيئة الحج والعمرة الإيرانية في بيان نشر على موقع التلفزيون الإيراني الرسمي على الإنترنت «بعد سبعة ايام من الحادث وزيارة المستشفيات (في السعودية)... يؤسفنا أن نعلن ان عدد الإيرانيين الذين توفوا هو 464.» وهذا هو اكبر عدد يسقط من القتلى الإيرانيين منذ لاقى اكثر من 600 شخص حتفهم في زلزال عام 2005. وقالت صحيفة الرياض إن وزير الصحة السعودي خالد الفالح ونظيره الإيراني هاشمي بحثا أوضاع الحجاج الإيرانيين المصابين وسبل إعادة جثث المتوفين الى البلاد. وقال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبد اللهيان أول أمس الأربعاء إن إيران لن تسمح بدفن إيراني واحد في السعودية. وقالت صحيفة الرياض «نقل الفالح خلال الاجتماع... تعازي حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الحكومة الإيرانية وأسر الضحايا مؤكدا رغبة حكومة المملكة بالتعاون مع حكومة جمهورية إيران الإسلامية.»