بلغ الإيطالي فرانشيسكو توتي عتبة أخرى عندما سجل هدفه الرسمي ال300 مع نادي روما، ضمن الأسبوع الرابع من الدوري المحلي. ويأتي الهدف قبل أيام معدودة من بلوغ توتي ال39 من عمره وتقريبا بعد 21 سنة بالتمام على تسجيله هد فه الأول ضد فوجيا في شتنبر من العام 1994. إخلاصه للنادي بدأ توتي مسيرته مع روما بقيادة المدرب فويادين بوسكوف عندما كان في ال16 من عمره في مباراة خارج أرضه ضد بريشيا في مارس من العام 1993، وأمضى مسيرته بأكملها في صفوف جيالوروسي وقد صرح يوماً لموقع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم: روما هو كل شيء بالنسبة إلي، كل ما يرغب فيه المرء: الشغف والحب والفرح. إنه الفريق الذي شجّعته دائماً وسأظل ساهم هذا الإخلاص، مدعوماً بمستواه الرفيع لاعباً مهاجماً، في صنع أسطورة توتي. وفي حال كان سجل ألقابه في روما متواضعاً، مع إحرازه لقب الدوري مرة واحدة وكأس إيطاليا مرتين، تبقى سمعته كبيرة جداً. حتى أن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي وضع صورة له بصحبة توتي على موقع إنستاغرام بعد مباراة كأس خوان غامبر هذا الصيف وعليها تعليق: كبير!!! ظاهرة!!! تواضعه بعد تعيينه سفيراً للنيات الحسنة من قبل اليونيسيف منذ العام 2003، أخذ توتي دوره على محمل من الجد. فقد نشر كتاباً حقق أفضل المبيعات وسجل أغاني وخاض مؤخراً مباراة استعراضية بالتنس مع نوفاك ديوكوفيتش. حتى أن قميص ميسي الذي حصل عليه هذا الصيف بعد المباراة ضد برشلونة قدّمه لمزاد خيري بدلاً من الاحتفاظ به ضمن مجموعته. كما أنه لم يكن أنانياً عندما تعلّق الأمر بقميصه. فعلى الرغم من أن سحب ?روما? قميص توتي الذي يحمل الرقم 10 عندما يعتزل اللعب سيكون متوقعاً، عارض المهاجم الذي خاض 58 مباراة دولية الفكرة بقوله: أعتبر هذا الرقم مرادفاً لي. لكن يحق للجميع الحصول على فرصة ارتدائه والأهم تكريمه من خلال تسجيل أكبر عدد من الأهداف استمراريته صرّح توتي لموقع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بعد أن أصبح أكبر هداف في تاريخ دوري أبطال أوروبا الموسم الفائت: أنا في ال38 من عمري، لكنني لا أشعر بذلك و بلغ توتي ال39 من عمره يوم أمس الأحد وهو لا يزال قوياً على أرض الملعب. وكان النجم الآخر في روما دانييلي دي روسي لُقب ب قائد المستقبل بعد فترة قصيرة من خوضه مباراته الأولى في العام 2001، مع شعور الكثيرين بأنه كان الخليفة الطبيعي لتوتي. بعد 14 سنة، لا يزال راضياً لكونه في ظل المهاجم النجم بقوله: في صغري كنت أشعر بفرحة كبيرة لمجرد مشاهدته خلال اللعب. في ال38 من عمره لا يزال يقدم ألعاباً رائعة على أرض الملعب. أعتقد أنني سأظل دائماً قائد المستقبل. فهو القائد التاريخي ركلات الجزاء نجح توتي في جعل تنفيذ ركلات الجزاء مهارة بحد ذاتها، وترجم ذلك بتسجيله هدفاً في مرمى هولندا على طريقة بانينكا في نصف نهائي بطولة أوروبا العام 2000. ويتذكّر ذلك بقوله: يجب أن يكون المرء مجنونا أو جيداً لتنفيذ ركلة جزاء مماثلة في مباراة مهمة كهذه. لا أعتقد أنني مجنون. احتفالاته على الرغم من تسجيله عدداً كبيراً من الأهداف، لم يكل توتي أبداً من الاحتفال. ويقدّم أفضل احتفالاته عندما يسجل هدفاً في مباراة الدربي ضد لاتسيو في العام 2012، وبعد تسجيله هدفاً من نقطة الجزاء، أخذ القائد مكان مصور تلفزيوني ليصور مظاهر الفرح. في العام 2015 سجل هدفاً رائعاً في مباراته ال40 ضد لاتسيو. ليصبح الهداف التاريخي الدربي العاصمة، فقام بالتقاط صورة شخصية له ومشجّعو روما في خلفيتها. ويتذكر ذلك بقوله: أنا عادة لا ألتقط صوراً شخصية لي لكنني حطمت رقماً قياسياً مهماً ورغبت في أن تبقى تلك اللحظة في الذاكرة. كان هدفاً رائعاً. لم تكن الصورة بتلك الروعة، لكن لا بأس. وعندما حطم رقم روبرتو باجيو القياسي لأفضل هداف في الدوري الإيطالي في الفوز على باري (3 2)، في العام 2011، خلع توتي قميصه للكشف عن قميص كُتب عليه ملك روما لم يمُت. وبعد أربع سنوات، لا يزال يتبوأ عرش الهدافين.