لم تشهد مباراة القمة، التي احتضنها مركب فاس مساء الأحد الماضي بين المغرب الفاسي والفتح الرياضي، وقادها الحكم منير مبروك، حضورا جماهيريا غفيرا، رغم قيمة الفريقين المتنافسين. وتركت الجماهير الحاضرة في خزينة الفريق الأصفر سوى مبلغ ثمانية ملايين سنتيم. وكانت المباراة في مجملها لصالح الزوار، الذين أبانوا منذ الوهلة الأولى عن انسجام تام بين الخطوط، مع انتشار جيد داخل رقعة الملعب، في حين كان الفريق المحلي يقاوم هجمات الفتحيين، خاصة الحارس عزيز الكيناني الذي تمكن في الدقيقة الخامسة من إنقاذ مرماه، بعدما انفرد به اللاعب المهدي الباسل. وكان الرد الفاسي من رجل عمر النمساوي، على إثر كرة ثابتة، لكن الحارس عبد الرحمان الحواصلي أبعد الكرة عن مرماه، تلتها تسديده بعيدة في الدقيقة السابعة من رجل محسن عبد المومن، وجت هي الأخرى الحارس الفتحي في المكان المناسب، لتتحول الكرة من جديد للفريق الزائر، الذي خلق العديد من الفرص السانحة للتهديف، استغل إحداها المهاجم يوسوفا في الدقيقة 30 من عمر الشوط الأول، مانحا التقدم لفريقه. وفي حدود الدقيقة 35 كاد نفس اللاعب أن يسجل الهدف الثاني، لولا التدخل الناجح للحارس الكيناني، ليعلن الحكم مبروك عن نهاية الشوط الأول بتقدم الفريق الرباطي . ومع بداية الشوط الثاني، ظهرت العناصر الفاسية بوجه مغاير، حيث خلقت ضغطا على الفريق الفتحي ،الذي عمل على الركون للدفاع و الاعتماد على المرتدات السريعة للحفاظ على النتيجة. وقد كان في إمكانه مضاعفة حصة التسجيل لولا التدخلات الناجحة للحارس الكيناني، الذي كان متميزا. وعرفت الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء صحوة للفريق الفاسي، الذي خلق مجموعة من الفرص السانحة للتسجيل، خاصة بعد دخول وسام البركة و أنس التكناوتي. وفي الوقت الذي كان الجميع ينتظر صافرة الحكم، انطلقت العناصر الفاسية في اتجاه المعترك، بحثا عن هدف التعادل، حيث سيتمكن المالي سيديبي من تسجيل هدف التعادل، الذي نزل كالماء البارد على الفريق الرباطي. تعادل يمكن اعتباره بطعم الهزيمة للمغرب الفاسي، الذي يأمل لاعبوه بلوغ دور نصف نهائي كأس العرش، حيث سينتقل الفريق يوم 19 من الشهر الجاري لمدينة البيضاء لمواجهة الرجاء البيضاوي، على أن يلعب لقاء العودة بفاس يوم 23 من نفس الشهر . قالا عن اللقاء * رشيد الطاوسي، مدرب المغرب الفاسي: "المقابلة كانت قوية أمام فريق يتوفر على ترسانة من اللاعبين الممتازين، عملنا على اللعب عبر الأجنحة و التمريرات الطويلة، لكن حارس و دفاع الفتح كانا في المستوى. المهم أننا سجلنا هدف التعادل في آخر دقيقة. يجب نسيان هذا اللقاء، و التفكير في مقابلة الكأس أمام الرجاء البيضاوي". وليد الركراكي، مدرب الفتح الرياضي: " للأسف الشديد ضيعنا نقطتين أمام المغرب الفاسي، ولو استغل خط الهجوم كل الفرص لحسم المقابلة في الشوط الأول. فريق المغرب الفاسي عرف كيف يحافظ على تركيزه حتى آخر دقيقة في عمر المقابلة، وحقق التعادل. في المجمل المقابلة كانت في المستوى".