احتضن المركب الرياضي بفاس قمة الدورة 24 من البطولة الاحترافية بين المغرب الفاسي والرجاء البيضاوي، فكانت المباراة في مستوى التطلعات بكل ما في الكلمة من معنى، حيث كان التنظيم جيدا، وفي ظل حضور جماهيري فاق 20 ألف متفرج، فضلا عن عرض كروي جميل من الفريقين، مما سهل مأمورية ثلاثي التحكيم، الذي أعطى هو الآخر قيمة مضافة للمقابلة، التي انتهت لصالح المغرب الفاسي بهدفين مقابل هدف واحد، مع ضياع ضربة جزاء للماص من طرف اللاعب كوني. اللقاء في مجمله انطلق باندفاع كلي لعناصر المغرب الفاسي، لخلق ضغط عن فريق الرجاء، وتحقيق الهدف في وقت مبكر، وهو ما تأتى لها في الدقيقة الثانية،إثر ضربة زاوية نفذها عمر النمساوي، وأمام احتفالية الجماهير الفاسية، سيتمكن اللاعب الشاب أنور العزيزي بضربة رأسية سكنت مرمى الحارس الرجاوي بوجاد. فرحة المغرب الفاسي لم تدم طويلا، حيث استطاع ياسين الصالحي، الذي استغل سقوط عمر النمساوي، تعديل النتيجة في الدقيقة العاشرة من الشوط الأول، لتصبح المقابلة مفتوحة بين الفريقين. وبادر كل طرف إلى المناورة من أجل بلوغ مرمى الآخر. وعلى بعد 3 دقائق سيعود فريق المغرب الفاسي لزيارة شباك الرجاء، بعد اختلاط أمام مرمى الحارس بوجاد، حيث سيمرر بلعروسي كرة في اتجاه عبد الرحيم بنكجان، الذي سجل الهدف الثاني للفريق الأصفر. هدف زاد من حماس العناصر الفاسية للبحث عن هدف ثالث لتأمين النتيجة، وهذا ما تأتى بالفعل في آخر دقائق الشوط الأول، بعدما انطلق البديل موسى كوني، لتتم عرقلته داخل المعترك، مما دفع الحكم إلى إعلان ضربة جزاء، لم يفلح موسى كوني في ترجمتها إلى هدف، كان سيخرج المغرب الفاسي من ضغط اللقاء، الذي انتهى شوطه الأول بتقدم الفاسيين بهدفين مقابل هدف واحد. ومع بداية الشوط الثاني، كانت المبادرة هذه المرة لصالح الزوار ، بواسطة اللاعب ياسين الصالحي الذي لم يستغل بما فيه الكفاية الخروج الخاطئ للحارس الكيناني، ثم محاولة ثانية للفريق الأخضر، لكن الحارس و الدفاع حالا دون ترجمتها لهدف. رد فعل المغرب الفاسي كان قويا بواسطة أنس التكناوتي، لكن رد فعل الحارس الرجاوي كان أسرع، ليعود الرجاء بقوة من خلال سوء تفاهم بين الحارس الكيناني و الدفاع الفاسي، لكن العارضة ستنوب على الحارس الكيناني، ثم سيتمكن فريق المغرب الفاسي من تسجيل هدف ثالث، بيد أن الحكم أعلن عن حالة تسلل، في الوقت الذي اعتقد البعض أن الهدف سليم . ما تبقى من عمر اللقاء عرف محاولات من هنا وهناك، ليعلن الحكم هراوي يوسف من عصبة سوس عن نهاية المقابلة القوية بين الماص و الرجاء، بانتصار صغير للمغرب الفاسي لكن دلالاته كبيرة . هذا الانتصار جعل فريق المغرب الفاسي يصعد للرتبة العاشرة بما مجموعه 26نقطة، ويبتعد مؤقتا عن المراتب الأخيرة، ويبقى على الفريق تحقيق نتيجة إيجابية أمام الجيش الملكي للخروج نهائيا من دوامة الصراع من أجل البقاء بقسم النخبة الاحترافية .