أنعش المغرب الفاسي حظوظه للبقاء بالقسم الوطني الأول عقب تغلبه على الرجاء الرياضي في مباراة حماسية عن الجولة 24 من البطولة «الاحترافية»، التي أقيمت عصر أول أمس الأحد بمركب فاس الكبير. وسجل للفريق المحلي كل من أنور العزيزي في الدقيقة الثانية، وعبدالرحيم بنكجان في الدقيقة 13، فيما أحرز المهاجم ياسين الصالحي هدف الرجاء الوحيد في الدقيقة العاشرة من الجولة الأولى. وعرفت مباراة المغرب الفاسي والرجاء البيضاوي حضور أزيد من 20 ألف متفرج، وهو رقم قياسي لم يشهده مركب فاس هذا الموسم، وكان حضور أنصار الرجاء لافتا للأنظار حيث طغى اللون الأخضر على المدرجات الجنوبية بعد نفاذ حوالي 7500 تذكرة وضعتها إدارة المغرب الفاسي رهن إشارة الضيوف. ودخل الفريقان بدون الحراس الأساسيين، حيث ناب الحارس عزيز الكيناني عن زميله ياسين الحواصلي، فيما فضل البرتغالي الاعتماد على الحارس محمد بوجاد وإراحة خالد العسكري. وربط البعض غياب الحواصلي عن عرين «الماص» بالخلاف القائم بين الحارس والجمهور الفاسي، وهو الخلاف الذي ابتدأ في مباراة المغرب التطواني و تواصل خلال حصة يوم الثلاثاء التدريبية. وعلى غير العادة، وفي ظل إقصاء عمر سيلا والاحتفاظ بإبراهيما سيديبي وموسى كوني بكرسي الاحتياط، اعتمد المدرب رشيد الطوسي على تشكيلة مغايرة في خط الهجوم بإشراك رباعي من الشباب أملا في الاستفادة من اندفاعهم ورغبتهم في الظهور بمستوى جيد أما فريق كبير من حجم الرجاء. اختيارات الطوسي أعطت أكلها في الدقيقة الثانية من ضربة ركنية حولها المهاجم أنور العزيزي إلى هدف السبق، وهو الهدف الذي لم يتمكن كثيرون من مشاهدة طريقة تسجيله نظرا للدخان الكثيف، الذي انبعث من مدرجات أنصار المغرب الفاسي. رد الزوار لم يتأخر طويلا بعدما استغل المهاجم ياسين الصالحي انزلاق مدافع الماص عبدالرحيم بنكجان، بسبب أرضية الملعب المبللة، ليجد نفسه أمام المرمى ويركن الكرة في الزاوية البعيدة عن الحارس عزيز الكيناني. ثلاث دقائق بعد ذلك، كفّر بنكجان عن الخطأ وسجل هدف التقدم والانتصار لصالح فريقه مستغلا ارتباكا في دفاع الرجاء. حاول الفريق البيضاوي العودة في النتيجة بعدما أحكم سيطرته على مجريات المباراة، غير أن إصرار لاعبي الماص في الحفاظ على التقدم حال دون ذلك وإن كان الرجاء قريبا من إدراك التعادل في مناسبتين عبر جواد إيسن، الذي كان مصدر خطورة على دفاع الماص رفقة المهجم كريستيان أوساغونا. وفشل أصحاب الأرض في توسيع الفارق بعدما عجز المهاجم موسى كوني، الذي عوض شعيب خضير في الدقيقة 28، من ترجمة ضربة الجزاء التي اصطادها في الأنفاس الأخيرة من الجولة الأولى. بعد الاستراحة، قام المدرب البرتغالي خوصي روما بالرفع من عدد المهاجمين بعد إقحام حمزة بورزوق مكان فيفان مابيدي، وهو التغيير الذي دفع المدرب الطوسي بإجراء تبديلات بهدف تعزيز خطي الوسط و الدفاع حيث أشرك كل من المالي سيديبي و المدافع زكرياء اسماعيلي. ورغم تواجد أربعة مهاجمين، ظل الظهيرين عبدالجليل جبيرة وعادل كروشي يساندان الجبهة الهجومية، وكاد الأخير أن يدرك التعادل لولا العارضة التي نابت عن الحارس الكيناني. وساهم الاندفاع الكلي لعناصر الرجاء في ظهور مساحات فارغة في دفاع الفريق، وهي المساحات، التي كادت أن تعطي هدفا ثالثا للمغرب الفاسي من خلال المرتدات السريعة عبر موسى كوني وأشرف بنالشرقي، الأخير نجح في تسجيل هدف رفضه الحكم يوسف لهراوي بداعي الشرود وإن كان الحكم المساعد تأخر في رفع الراية، لتنتهي بذلك المواجهة بانتصار ثمين للفريق الفاسي جعله يرفع رصيده إلى 26 نقط على بعد أربع نقاط من المركز المؤدي إلى القسم الثاني. روماو: الإصابات والغيابات اصبحت هاجسا في الرجاء وصف خوصي روماو، مدرب الرجاء الرياضي، مباراة فريقه أمام المغرب الفاسي بالصعبة، مشيرا أن استقبال الرجاء لهدف في الدقيقة الثانية بعد انطلاق المباراة زاد من صعوبة مأمورية اللاعبين. وأوضح روماو، خلال الندوة الصحفية التي أعقبت نهاية مباراة المغرب الفاسي و الرجاء الرياضي، أن فريقه كان في سباق متواصل من أجل العودة في النتيجة، مضيفا أن التفكير انصب في طريقة بلوغ مرمى الفريق المنافس، الذي لعب بحماس وروح قتالية أمام جمهور غفير خلق أجواء احتفالية. وأضاف مدرب الرجاء أنه غامر في أغلب فترات المواجهة، غير أن الفريق الفاسي نجح في تقليص المساحات وإغلاق كافة الممرات، حيث لعب في نصف ميدانه و اقتصر على المرتدات السريعة طيلة الشوط الثاني. وأكد روماو على ضرورة مواصلة العمل والاستعداد للمباريات المؤجلة، وهي المباريات التي ستشهد عودة خمسة عناصر أساسية ويتعلق الأمر بلاعبي خط الدفاع كل من السليماني و الهاشمي و أحمد شاغو، ولاعب خط الوسط عقال، بالإضافة إلى المهاجم عبدالإله الحافظي. ولم يغفل روماو الحديث عن كثرة البطاقات الصفراء، التي تلقاها لاعبوه، مشيرا أنها أصبحت تشكل هاجسا إضافيا بعد الغيابات الاضطرارية بسبب الإصابة. الطوسي: أنا لا أخضع للضغوط ولا أساوم قال إنه أشرك الحارس الكناني عن قناعة وليس تحت ضغط الجمهور في الحوار التالي يتحدث رشيد الطوسي، مدرب المغرب الفاسي عن فوز فريقه على الرجاء، ويشرح سبب اعتماده على الحارس كيناني بدلا من الحواصلي، مشيرا إلى أن الأمر لا يتعلق بضغط الجمهور، وأنه مدرب لايخضغ للضغوط ولايساوم. وقال الطوسي:» نحن الآن نسير في خط تصاعدي وسنحاول تزكية نتيجة الفوز على الرجاء بالبحث عن انتصار أمام الجيش، مع احترامي للفريق العسكري، كي نصل إلى 29 نقطة ونلعب باقي المباريات بارتياح». – ما تقييمكم لمباراة المغرب الفاسي و الرجاء البيضاوي ؟ أعتقد أن كل الظروف كانت مواتية لتقديم مباراة من مستوى عالي من طرف الفريقين، كما أن جمهور الماص و الرجاء أضاف جمالية من نوع آخر سواء من حيث الحضور أو التشجيع.. جمهور الماص لبى النداء وكان سندا حقيقيا لعناصر الفريق، التي كانت تقدم العروض وتخونها النتيجة، لكن اليوم حضر العرض و حضرت معه النتيجة أمام فريق كبير من حجم الرجاء وبقيادة المدرب خوسي روماو، الذي يعرف كل كبيرة وصغيرة على البطولة الوطنية. – هل كان للهدف المبكر تأثير إيجابي على اللاعبين؟ دخلنا المباراة بنية الهجوم والضغط في مربع عمليات الرجاء.. تمكنا من تسجيل هدف في وقت مبكر، وهو الهدف الذي زاد من حماس وثقة اللاعبين مع الحفاظ على التركيز المطلوب.. خلال مباراة الرجاء اعتمدت على أمرين أساسيين، حيث تم تشكيل خط الدفاع من ذوي الخبرة ودفعت بلاعبين شبان في خط الهجوم يمتلكون السرعة في التقاط الكرة ويضغطون على لاعبي الفريق المنافس، حيث كانت لديهم تعليمات بإرهاق دفاع الرجاء. من جهة أخرى كنا على علم بأن الفريق البيضاوي قادر على العودة في النتيجة في أي لحظة وبالتالي كان التخوف حاضرا و إن كنا قريبين من قتل المباراة لو سجل المهاجم موسى كوني ضربة الجزاء قبل متم الشوط الأول. – هل التخوف كان سببا في التراجع إلى الوراء مع إحداث تغييرات ذات طابع دفاعي؟ لم نتراجع إلى الدفاع بل حاولنا اللعب في وسط الميدان وهي منطقة قوة وانطلاقة مهاجمي الرجاء.. عندما دفع روماو بالمهاجم حمزة بورزوق مكان فيفيان مابيدي، أصبح دفاعنا الرباعي أمام أربعة مهاجمين وبالتالي كان من المفروض الدفع بمدافع خامس، وهو زكريا اسماعيلي، حيث تمكنا من ربح الكرة الثانية في أكثر من مناسبة، وقمنا بمرتدات كادت أن تسفر عن هدف ثالث لولا افتقاد خط الهجوم للطراوة البدنية جراء المجهودات الكبيرة، التي بُذلت في الشوط الأول. – قمتم بإشراك عزيز الكيناني أساسيا في مباراة الرجاء، هل الأمر متعلق بضغط الجمهور، الذي كان غاضبا من الحارس الحواصلي؟ أعتقد أن التغيير كان عاديا، سيما أن الحواصلي، الذي دافع على شباك الماص بشكل جيد، ارتكب بعض الأخطاء في الآونة الأخيرة، وبالتالي ومن أجل الحفاظ على التنافسية وإعطاء الفرصة للجميع كان لا بد من إشراك الحارس عزيز الكيناني، الذي قام بمباراة كبيرة.. هذه اختيارات تقنية والطوسي، كما يعرف الجميع، لا يخضع للضغوطات، والدليل أنني كنت أتخذ القرار بشجاعة سواء مع بعض الفرق أو مع الفريق الوطني ولا داعي لذكر الأمثلة احتراما لبعض الأسماء. كواليس المباراة «تيفو» الرجاء حوالي 8000 متفرج رافقوا الرجاء في رحلته إلى مدينة فاس وأثثوا المدرجات الجنوبية، التي ظلت فارغة طيلة الموسم الحالي، باللونين الأخضر والأبيض. الجمهور البيضاوي، الذي أنعش خزينة الماص باقتناء أزيد من 7500 تذكرة، رفع لافتة كتب عليها «رجال قاومت، أجيال أبدعت، و أحفاد على الدرب سارت» قبل أن يرفع «تيفو» مثير للجدل ويحمل صورا من العبودية حسب بعض المتتبعين. فوضى في الدخول وجد كثيرون من أنصار المغرب الفاسي صعوبة في ولوج مركب فاس رغم توفرهم على تذكرة الدخول. وبالغت اللجنة المنظمة، عبر رجال الأمن الخاص، في عملية المراقبة، وهي المراقبة التي استمرت حتى مشارف الأبواب المفضية إلى المدرجات، أبواب كانت تُغلق في وجه الأنصار ما أحدث فوضى سواء بالقرب من المدرجات أو عند المدخل الرسمي لمركب فاس. الحواصلي.. و جمهور الماص في مرحلة الإحماء، أمطر الجمهور الفاسي الحارس ياسين الحواصلي بوابل من الشتم والسب على خلفية ما حدث في مباراة المغرب التطواني. وحسب إفادة بعض المصادر، هدد إلتراس «الفاطال تيغرز» بإخلاء المدرجات لبعض الوقت في حال أشرك المدرب رشيد الطوسي الحارس الحواصلي أساسيا في المباراة. المصادر ذاتها أكدت أن ضغط الجمهور ساهم في تغيير تشكيلة الماص في آخر لحظة، وهو ما نفاه الطوسي خلال الندوة الصحفية. السبورة الإلكترونية اعتقد كثيرون، قبل بداية مباراة «الماص» و الرجاء، أن السبورة الإلكترونية لمركب فاس، التي ظلت عاطلة طيلة هذا الموسم، عادت من جديد إلى الاشتغال، غير أن الأمر اقتصر على ما يبدو على ربطها بالتيار الكهربائي مع تثبيت صورة خاصة بالوزارة، فيما غابت الوظائف الأساسية المتمثلة في إعلان أسماء الفرق المتبارية و النتيجة والتوقيت. فوضى بمنصة الصحافة أصبحت عادة أن تمتلئ منصة الصحافة عن آخرها في مباريات مركب فاس حين يكون أحد أطراف المواجهة واحدا من الفرق الكبرى بالبطولة الوطنية، مع العلم أن من يحضر من رجال الإعلام لتغطية مباريات المغرب الفاسي لا يتعدى خمسة صحفيين في أغلب الأحيان. وشهدت المنصة هجوما من طرف بعض الوجوه الغريبة و مجموعة من الأطفال. تكسير الكراسي مباشرة بعد إعلان الحكم يوسف هراوي عن انتهاء المباراة بهزيمة الرجاء الرياضي، أحدث جمهور الفريق البيضاوي، الذي أبدع خلال المباراة، فوضى بالمدرجات الجنوبية حيث عمد إلى تكسير الكراسي و رميها بجانب أرضية الملعب. وإذا كان الجمهور البيضاوي أنعش خزينة الماص فإنه في المقابل أضر بميزانية تسيير مركب فاس. استقبال بمعمر خص الجمهور الفاسي اللاعب السابق في صفوف الفريق، محمد علي بمعمر، باستقبال حار مع إهدائه باقة من الورود، وهي الباقة التي توجه بها صوب المدرجات الشمالية، تقديرا منه للدور الذي يلعبه مناصرو الفريق. وتزامن تواجد بمعمر بالقرب من المدرجات مع انبعاث دخان كثيف جراء إطلاق الشهب الاصطناعية. تواجد أمني تعزيزات أمنية مشدد صاحبت مباراة المغرب الفاسي و ضيفه الرجاء الرياضي، حيث استعانت ولاية أمن فاس بعدد مهم من رجال الأمن من أجل تأمين المباراة و تأمين الجمهور الغفير، الذي رافق الرجاء في رحلته إلى مدينة فاس.