بعد 20 يوما وسط مدينة حلب المدمرة من أجل إنقاذ السوريين في هذه المدينة التي أصبحت شبحا، يغادر الدكتور زهير لهنا هذه المدينة في اتجاه الحدود التركية، ليعود إلى فرنسا مقر عمله بمستشفى سان دوني. في أول تصريح له بعد مغادرة سوريا، يقول الدكتور زهير لهنا،» الجميع بأوربا مشغولون بكوطا استقبال اللاجئين السوريين وبديانتهم. والجميع نسووا لماذا يغادرون بلادهم. سوريا تعيش الدمار الشامل منذ 4 سنوات ونصف،وقد خلفت هذه الحرب 240 ألف ضحية حتى الآن، وهجرة عدد من السكان الذين يبلغون 23 مليونا، يقدرون ب4 ملايين خارج سوريا،أما داخل سوريا فهناك عدة ملايين غادروا مناطقهم الأصلية خوفا من الدمار الذي اصبح زاحفا..متنقلا» في غمرة البراميل المتفجرة وترصد القناصة. الدكتور زهير لهنا الذي يبلغ 49 سنة،ويشتغل بمستشفى الولادة بسان دوني بباريس ، سبق لجريدة الاتحاد الاشتراكي أن حاورته منذ بداية حرب أفغانستان والتي تطوع بها كذلك لإنقاذ الأطفال والنساء بسوريا وسبق له العمل بغزة، وأفغانستان، وبعدد من البلدان الافريقية. في شهادته حول الأوضاع بحلب، ذكر أنها «مدينة شبح. لا يوجد بها أحد. فقد تم تدمير كل البنية التحتية من مدارس ومستشفيات، ولم يبق بها إلا طبيب عيون وطبيب نساء لحوالي 300 ألف من الساكنة،مضيفا أن السوريين يهربون من هذه المدينة بحثا عن الأمن والسلام، فالطائرات، تقوم برمي أحيائهم–يوميا- ببراميل من المتفجرات مخلفة قوة دمار مهولة. لم يخف الدكتور زهير لهنا إعجابه بكل هؤلاء السوريين، أبطال الحياة اليومية، الذين آثروا البقاء والمواجهة من كل المهن بمن فيهم أطباء رغم الحرب والدمار والموت، و الدكتور زهير لهنا لايقل عن هؤلاء الابطال تعبيرا عن التضامن مع السوريين، حيث خاطر بحياته وسط هذه المدينة، المهددة بالقصف اليومي والقناصة. وشدد الدكتور زهير لهنا على أن ما يقوم به النظام السوري من قصف يومي للأحياء بحلب، منذ 4 سنوات ونصف، قد ساهم في تخفيض عدد سكان المدينة إلى أربع مرات:هناك من تحت الأنقاض كما هناك من هاجر بحثا عن ملاذ،متسائلا –بكل استياء وامتعاض-من سيبني-إذن- سوريا بعد هذا الدمار؟