أفاد مراسل الجزيرة في حلب بأن عشرات الأشخاص سقطوا بين قتيل وجريح في قصف بالبراميل المتفجرة نفذته قوات النظام على أحياء بالمدينة، بينما لا يزال مصير أكثر من خمسين شخصا مجهولا تحت أنقاض البنايات التي انهارت أمس الأحد على رؤوس ساكنيها جراء قصف ببراميل متفجرة أيضا. وقال نشطاء إن مقاتلي المعارضة قتلوا عددا من عناصر القوات النظامية في الغوطة الشرقية، وسيطروا على عدد من آلياتهم. ويأتي قصف البراميل المتفجرة هذا اليوم بعد يوم من قصف مماثل على معظم الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب، راح ضحيته أكثر من 125 قتيلا -بينهم 15 طفلا- وعشرات الجرحى، وسط صعوبات تواجه فرق الإنقاذ. وقال مراسل الجزيرة عمرو الحلبي في وقت سابق إن صعوبات تواجه فرق الإنقاذ، مشيرا إلى أن 56 طفلا أصبحوا في عداد المصابين أو المفقودين إثر مجزرة حلب. ونقل المراسل عن مسؤولين في مستشفيات ميدانية أن أكثر من ثلاثمائة شخص أصيبوا جراء إلقاء مروحيات النظام للبراميل المتفجرة على حيي أرض الحيدرية وأرض الحمرا وعشرة أحياء أخرى. ولفت إلى أن كل برميل متفجر يحمل متفجرات تزن نحو أربعمائة كيلوغرام، وأن كل برميلين منها يوازيان صاروخ سكود، لذلك خلفت البراميل دمارا كبيرا في الأحياء المستهدفة. وبث ناشطون على شبكة الإنترنت أشرطة مصورة من المناطق التي استهدفها القصف، تظهر دمارا كبيرا في أحياء صغيرة، بينما تعمل آليات ثقيلة وأفراد على رفع الأنقاض بحثا عن ناجين أو قتلى. كما أظهرت الأشرطة سيارات تحترق وسط جمع من الناس الذين عمل بعضهم على إخماد النيران. وقال الناشط الإعلامي في حلب محمد الخطيب عبر صفحته على موقع فيسبوك إنه "قصف غير مسبوق تتعرض له أحياء حلب المحررة"، في إشارة إلى المناطق التي يسيطر عليها المعارضون، والواقعة بمعظمها في الجزء الشرقي والجنوبي من المدينة. وأضاف أن أكثر من 25 برميلاً سقطت في مختلف أحياء المدينة منذ ساعات الصباح الأولى من يوم أمس. وقد جاء هذا القصف غداة إدخال الهلال الأحمر طعاما ومواد طبية إلى سجن حلب المركزي الذي يحاصره مقاتلو المعارضة منذ أبريل/نيسان الماضي بغرض اقتحامه والسيطرة عليه، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتشهد أحياء حلب قصفا جويا كثيفا خلال الأيام الماضية على الأحياء التي تسيطر عليها قوات المعارضة.