في هذه الشهادة للدكتور زهير لهنا من المخيم الواقع على الحدود الاردنية - السورية يحكي لنا معاناة اللاجئين السوريين يوميا اليومية في مخيم الزعترية، وعن آلاف الفارين من آلة القتل الهمجية لبشار وشبيحته. سوريون تركوا كل شيء من أجل الفرار بجلدهم من آلة القتل وحماية أبنائهم ونسائهم، حيث تركوا الأرض، والمنازل، محاصلهم الفلاحية وماشيتهم، ولهم إحساس أنهم تركوا كرامتهم. يتحدث، أيضا، زهير لهنا عن الالاف المكدسين في ظروف صعبة،وعن التهريب الذي يتم وسط هذه المخيمات لمن معه ثمن شراء الخدمات، من أجل المغادرة نحو أفق آخر غير حياة المخيم في الحدود الذي يوجد به حوالي 30 ألف لاجئ بمخيم الزعتري، وتتحدث التقديرات، أيضا، عن وجود 300 ألف سوري بالأردن. ويضيف زهير لهنا، «أشاهد منذ وصولي إلى المخيم بناء مدينة جديدة في هذه المنطقة.. موظفو الاممالمتحدة وممثلي المنظمات الدولية يعملون بكل جهد لتوفير الحد الأدنى لهؤلاء الفارين من الجحيم. طبعا إن هناك من يحاول استغلال ظروف هؤلاء البؤساء من أجل الاستفادة والاغتناء من مأساتهم». زهير لهنا من الأطباء الشباب الذين يخصصون وقتا مهما من عملهم للتطوع مع المنظمات الإنسانية الدولية، عندما وقعت انفجارات نيويورك وواشنطن، كان يعمل لصالح منظمة «المساعدة الطبية الدولية» في مدينة اسعدباد، في الحدود الشماليةلأفغانستان، بعد أن قاده برنامج عمله إلى أكبر المدن الأفغانية كابول، كان يقوم بهذه المهمة كطبيب مختص في طب النساء والولادة، علما بأنه أستاذ مساعد بسان لوي لاريبوازيير بباريس قبل أن يغادر نحو الدار البيضاء. ونظرا لطبيعة تخصصه، فإن أغلب الزملاء والعاملين في المنظمات الدولية، ابتسموا شغبا في البداية لعلمهم بمهمته في بلاد طالبان ونظرتهم الى النساء هناك، أي كيف لطبيب نساء أن يعمل في مناطق تتحكم فيها طالبان. لكن حماس هذا الطبيب الشاب، الذي غادر كلية الطب في الدارالبيضاء لإتمام تخصصه بباريس، قد جعله يعمل على إقناع سلطات طالبان بأهمية برنامج التكوين في الولادة لصالح النساء العاملات بباقي مستشفيات افغانستان. وكان مسلحا في هذه المهمة بتجربة قادته إلى كل من جزر القمر سنة 1999، وإلى الهند إثر زلزال مارس 2000، وكذلك بالمغرب في إقليمتزنيت مع جمعية لدعم الصحة والتي تقوم ببرنامج صحي لوقاية الأمهات في العالم القروي، بالاضافة إلى العديد من المهام بالبلدان الأفريقية. زهير لهنا اهتم بالعالم العربي، أيضا، وواكب «الربيع العربي» بطريقته من خلال العلاج وتكوين الأطباء المحليين في ليبيا، وقد سبق له أن أدلى لنا بشهادة من بنغازي، حيث كان من أول الأطباء الذين دخلوا المدينة من أجل المساعدة وتكوين الأطباء. كما أنه كان حاضرا في حصار غزة. طبعا الدكتور زهير لهنا خلال 15 عشر سنة الأخيرة التي تعرفت عليه فيها بباريس، قبل أن يستقر فترة بالدارالبيضاء، جاب العالم وكل المناطق الحساسة ومناطق الحروب، كان أخطرها أفغانستان. في هذه الشهادة يحكي الدكتور زهير لهنا عن معاناة السوريين في المخيمات، وبالضبط من المخيم الذي يوجد به في الحدود الأردنية بصفته رئيس بعثة «جينيكولوك بلا حدود». وفي هذه الشهادة لا يحكي فقط معاناة السوريين، بل بعث بصورة لمولود سوري جديد بالمخيمات، وهو مولود يبعث الأمل لشعب السوري من أجل الانتصار على بشار وجماعته التي تقتل الشعب السوري يوميا من أجل البقاء في الحكم بالقوة. في هذا المخيم، يقول زهير لهنا الذي يقود بعثة «جينيكولوك بلا حدود»، إن السوريين بهذه المخيمات يحاولون تحسين اليومي، وهو أمر صعب، خصوصا أنهم لا يرون أملا في المستقبل. ويتحدث، أيضا، عن النساء اللواتي تعرضن لكل أشكال الاعتداءات الممكنة في هذه الحرب ووضعهم الصعب بالمخيمات، حيث يفتقدن إلى منزل، إلى ملابس، وإلى مكان حميمي... واللواتي قمن بزيارتهن في الخيام المنصوبة بالمخيم يعانين من التعب والإرهاق، ورحيانا التجهم، ومنهمن من يقاومن وآخريات ينكمشن في صمت ثقيل...ليضيف أنه خلال كل مناطق الأزمات التي زارها، فإن النساء يؤدين دائما الثمن باهضا...حيث عاين القصف العشوائي لجيش بشار والتدمير وحتى الذبح الذي تعرض له الأهالي...